علي سلام المقصّر بحق شعبه.. “مش مقبولة منك أبو ماهر”- أحمد حازم

تاريخ النشر: 12/05/21 | 16:59

يقول المثل الشعبي “غلطة الشاطر بألف غلطة” فما بالك إذا كانت هناك أغلاط عديدة فهل يبقى الشاطر شاطراً؟ من المؤكد لا. البيان الذي صدر عن بلدية الناصرة والمنسوب إلى رئيسها علي سلام (أبو ماهر) فيه من الأغلاط السياسية ما يكفي لرفع كلمة “شاطر” عنه كونه ليس هو شخصياً من يكتب البيان بل من حوله، لكن غلطة علي سلام أنه سمح بنشر هكذا بيان. ولا يوجد سوى تفسيرين لما نشر في البيان: إما أن علي سلام موافق كلياً مع المضمون أو أنه مرّ على المضمون مر الكرام، ولا أسمح لنفسي استخدام تعبير آخر.
فقد جاء في البيان الذي نشره موقع “العرب” في العاشر من الشهر الحالي بالحرف الواحد:” ان لمدينة القدس مكانه دينية وسياسية لا يحق لأحد منع القادمين اليها بغرض الصلاة” ما هذا يا كاتب البيان؟ ما هذه الصياعة المبهمة؟ يعني إذا دخل المستوطن المحتل المسجد الأقصى هل يسمح له بالصلاة؟ المستوطنون يحاولون دائماً الدخول إلى الأقصى ولكن المرابطين الشرفاء لهم بالمرصاد. يدخلون للإستفزاز والعربدة ليس غير. نعم توجد للقدس مكانة دينية ممنوع المساس بها. والأقصى بالنسبة للمسلمين هو مكان مقدس طاهر لا يحق لأي يهودي مستوطناً كان أو غير مستوطن الدخول إليه. وأعتقد أن الذي كتب البيان يعرف ذلك، لكني لا أعرف كيف غض أبو ماهر الطرف عن هذه الصياغة المرفوضة سياسياً ووطنياً.
هنا أريد أن أساعد علي سلام وكتبة البيانات عنده بإضافة معلومة مهمة لثقافتهم العامة(؟!) لكي لا يقعوا في هذا الخطأ مرة أخرى. لقد أوصت لجنة التحقيق البريطانية ” شوShaw ” بإرسال لجنة أخرى لتحديد الحقوق في حائط البراق ووافقت جمعية عصبة الأمم في 14/1/1930 على إرسال اللجنة. وقد خلصت اللجنة إلى عدة استنتاجات أهمها أن ملكية الحائط الغربي تعود للمسلمين وحدهم ولهم الحق وحدهم فيه لأنه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف، وتعود لهم أيضا ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لأن ذلك الرصيف وقف. إذاً لا يود حائط مبكى إنما حائط البراق الإسلامي وممنوع دخول اليهود إليه .
وجاء في البيان أيضاً:” “قام رئيس بلدية الناصرة السيد علي سلام وادارة البلدية بإنهاء يوم العمل العادي في البلدية الاثنين 10/05/2021 بوقفة تضامنية في الساحة المركزية لدار البلدية دعماً ومساندة لأهلنا في القدس الشريف”. برافو يا رئيس ويا موظفين على هكذا وقفة. يعني بالفعل إذا لم تستح فافعل ما تشاء.
الناس في كل العالم خرجوا للشوارع وتظاهروا ومسؤولون قادوا مظاهرات تضامناً مع أهلنا في القدس، بينما رئيس بلدية الناصرة أكبر مدينة عربية في الداخل الفلسطيني يكتفي بوقفة في ساحة البلدية وكأن ما يجري في القدس “ما بستاهل أكتر عن هيك”.أليس ذلك عيباً؟ والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يذهب علي سلام على رأس وفد كبير إلى الشيخ جراح ويعلن من هناك موقفه التضامني مع أهل القدس؟ ما الذي يمنعه من ذلك؟ ممن يخشى أبو ماهر من ذهابه إلى هناك؟
ولو فعل أبو ماهر ذلك لكانت مبادرة رائعة منه وتعبير صادق “مع اهلنا المقدسيين في قضيتهم العادلة في حي الشيخ جراح وفي كل موطيء قدم في نواحي القدس وضواحيها”. لكن أن تقولوا لنا قي البيان “أن القدس خط أحمر” فإن شعبنا يعرف ذلك ولا حاجة للتذكير لأنه يريد أفعالاً وليس أقوالاً.
نقطة أخرى مهمة: لماذا لم يعلن رئيس البلدية عن مظاهرة احتجاج ضخمة في الناصرة الأبية يكون هو في مقدمتها، ويسمع بها العالم بدلاً من “لملمة” موظفين في ساحة البلدية لم يرهم أحد. يقول الدكتور محمد جمعة في صحيفة الأهرام المصرية: ” الرجال مواقف، ولكل زمن رجاله، ولكل دولة رجالها، ولكل مؤسسة رجالها، ولكل قضية رجالها، والرجولة تعنى العطاء، والصلابة فى الحق، وبذل الجهد فى خدمة الآخرين وطنًا ومؤسسة وقضية.”
وأنت يا أبو ماهر رجل مؤسسة اسمها بلدية الناصرة، وأنت رجل قضية، والأجدر بك أن تكون أكثر تضامناً مع أبناء جلدتك، وأكثر تعبيراً عن وقوفك معهم، هذا إذا كنت تؤمن بأن الرجولة تعني العطاء وخدمة الوطن والقضية. وكل عام والقدس وغزة وشعبنا بخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة