الشهيد الطالب الخلوق والمحبوب والحنون محمد محمود كيوان، شهيد الكرامة والقدس والأقصى
تاريخ النشر: 21/05/21 | 12:37إلى أهلي في بلدي
د. سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم
*الشهيد الطالب الخلوق والمحبوب والحنون محمد محمود كيوان، شهيد الكرامة والقدس والأقصى*
مساء أمس الخميس كانت زفة وعرس الشهيد محمد محمود يوسف كيوان محاميد – 17 عامًا – ابن ام الفحم، شهيد الكرامة والعزة، شهيد الشيخ جراح في القدس، شهيد المسجد الأقصى المبارك، الشاب والطالب الثانوي الذي شهد له الجميع بحسن خلقه ودماثته وابتسامته ونجاحه. نهنئ أم الفحم بهذه الشهادة، نهنئ مدرسته، مدرسة التسامح الشاملة، بإدارتها ومعلميها وطلابها وطالباتها بهذه الشهادة، محمد نال الشهادة، في الوقت الذي يتقدم به الطلاب خلال هذه الأيام لامتحانات لنيل شهادة البجروت، نهنئ عائلته، والده والدته، اخوته وأهله جميعًا، بهذه الشهادة التي تليق به.
محمد زينة الشباب، محمد نوارة الشباب، محمد الحنون والمحبوب، محمد رئيس مجلس الطلاب في مدرسته، محمد قتل لأنه عربي، لأنه طالب بحقوقه، طالب بكرامته، طالب بعدم المسّ بمقدساتنا وأهلنا في القدس وغزة والاعتداء عليهم. يحسبون أنهم عندما يقتلون شبابنا فإنهم يقتلون آمالنا ومستقبلنا، ولم يعوا أنّ دماءك ودماء شهدائنا جميعًا، مهرٌ لحياةٍ كريمةٍ في وطننا الحبيب.
رحم الله الشهيد الغالي الحبيب محمد محمود كيوان. وسنبقى نردد أن الشرطة هي المسؤول الأول عن قتله، وسنبقى نطالب بالكشف عن ظروف استشهاده ومحاكمة ومعاقبة المتسببين بقتله. كما نعد أهلنا أن البلدية وفي أقرب جلسة للجنة التسميات سنطرح اقتراحًا لتسمية أحد الدوارات في المدينة على اسم الشهيد محمد كيوان.
*ام الفحم: بلد العزّ والفخار والكرامة والشهادة …. شبابًا، نساءً، شيوخًا وأطفالًا*
ما زلنا نعيش أيامًا عصيبة جدًا، لم تحصل من قبل، حتى في سنة 2000، عندما استشهد من أبنائنا 13 شابًا، أيامًا شدادًا علينا جميعًا، ورغم ذلك، ما زلنا نرى أيضا التحدي الكبير من أهلنا في المجتمع العربي في الداخل بشكل عام، وام الفحم بشكل خاص، آخرها شهادة ابن ام الفحم محمد كيوان، ام الفحم التي عودّتنا دائما على تصدّر الفعاليات والنشاطات والحراكات الوطنية المباركة، هذا التحدي الذي ترجم على أرض الواقع من خلال المرابطين والمعتكفين والمصلين في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان، وهناك تم الاعتداء على أهلنا الفحماويين واعتقال عدد منهم، ثم التضامن مع أهلنا في حي الشيخ جراح، وهناك تم أيضا الاعتداء على أهلنا الفحماويين واعتقال عدد منهم، ثم مواصلة التظاهرات اليومية المسائية على الدوار الأول وإغلاق شارع وادي عارة، والتي زادت المشاركات بها بعد إعلان الحرب على غزة، واعتداءات قوات الشرطة على المتظاهرين المحتجين واعتقال عدد منهم وملاحقتهم، ثم المشاركة في المظاهرة القطرية الكبرى في سخنين السبت الأخير، ثم مظاهرة الأحد في الشارع الرئيسي، ثم مشاركة الآلاف في المظاهرة المحلية في ام الفحم والتي جابت شوارع البلد عصر يوم الاثنين، ثم التزام أهلنا الفحماويين بإضراب الكرامة الشامل والناجح يوم الثلاثاء، ثم مسيرة المشاعل مساء الثلاثاء والتي جابت شوارع بلدنا أيضا، ثم مسيرة السيارات الليلية على طول شارع وادي عارة، ثم رسم جدارية على حائط في شارع “المدينة” الرئيس تعبر عن حبنا لوطننا وأرضنا، وما زالت النشاطات والفعاليات تتوالى تباعًا، كل ذلك نصرةً لأهلنا في القدس والمسجد الأقصى وغزة والمدن الساحلية عكا وحيفا واللد والرملة ويافا، ونصرةً لنا نحن لنحيا ونعيش حياة كريمةً، بعيدًا عن الذل والمهانة التي نتعرض لها يوميًا، وكل ذلك التزامًا بقرارات المرجعيات العليا لنا نحن في هذه البلاد، من لجنة المتابعة العليا، اللجنة القطرية للرؤساء، البلدية بأعضائها وأقسامها وموظفيها، اللجنة الشعبية المحلية، الأحزاب والحركات والقوى الوطنية والدينية، الحراكات الشبابية والطلابية المختلفة، سفراؤنا في الإعلام المحلي والإسرائيلي والدولي، العربي والاجنبي، لإثبات روايتنا وعدالة قضيتنا والذودِ عن حياضنا، الإسعافات الأولية في بلدنا، من مراكز طبية مثل مركز النور الطبي ونجمة داود وعيادات خاصة ومسعفين متطوعين كثر، طاقم المحامين ومنتدى المحامين الفحماويين المتطوعين الذين عملوا ليلًا ونهارًا للدفاع عن المعتقلين وإطلاق سراحهم، وكل ذلك أيضا تجسيدًا لروح الانتماء والوطنية والعطاء، هذا التضامن، هذا التلاحم، هذا التناغم بين كافة أبناء البلد الواحد، حبًا لبلدنا ووطننا الذي نعيش فيه ويعيش فينا.
بلدنا ام الفحم، بلد الخير، بلد الحب والألفة والأخوة بين الجميع، بلد العطاء والسخاء والانتماء والشهداء، بلد التضحية والكرامة والهوية الوطنية العربية والإسلامية، كم هو فخر لنا أن نعيش هذا الواقع ونجسدّه في حياتنا، ونشعر بالآخرين من خلاله، فخرٌ كبير وذخر وعزة وكرامة لنا أنتم يا أهلنا في ام الفحم، شبابًا، شيوخًا، نساءً وأطفالًا. هذه ام الفحم، سندًا وعَونًا وغَوثًا ودعمًا لكل أهلنا؛ في الداخل، في القدس، في الضفة، في غزة، في مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود التركية.
نحن بدورنا سنعمل ما بوسعنا لدى المؤسسات الرسمية في الدولة وشركات الهاتف والانترنت والكهرباء وغيرها لإعادة تصليح الأشياء، والشارات الضوئية في مدخل البلد على سلم اولوياتنا حاليًا، ومتابعة المعتقلين مع المحامين، الذين نرجو أن يُفكَ أسرهم جميعًا وعلى رأسهم رئيس لجنة الحريات الشيخ كمال خطيب، وتمنياتنا بالشفاء العاجل لكل أهلنا الذين تم الاعتداء عليهم.
ختامًا، فإن رسالتنا تحملُ الخيرَ إلى الناسِ جميعًا، فنسأل الله العلي القدير أن يرفعَ عن أهلِ الأرض والإنسانية جمعاء، الدماء والحرب والقتل والعنف، وأنْ ينزلَ الأمنَ والأمانَ، والسلامةَ والإسلام، والسكينةَ والطمأنينة علينا جميعًا.