الشرطة في خدمة الشعب باستثناء العرب| بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 26/05/21 | 11:13في مقاله المعبر الذي نجد فيه انحيازاً واضحا للإنسانية، يتساءل الدكنور علي حريب في مقاله المنشور في موقع العرب في الثالث والعشرين من الشهر الحالي تحت عنوان:” من المسؤول؟” عن الذي يتحمل المسؤولية في قتل وإصابة فتية وأطفال، إذ يستنتج من كلامه أن جهات أخرى غير الشرطة والمستوطنين مسؤولة عن ذلك أيضاً.
الدكتور حريب أجاد في وصف حالة الطفلة التي لم تتجاوز الثالثة عشر من العمر، والتي فقدت إحدى عينيها في مظاهرة في حيفا ، خلال وجوده صدفة في مستشفى (رمبام) حيث كانت ترقد الفتاة، يصف الدكتور حريب حالة الطفلة بالقول:” كانت وحيده تدور كاللبؤة الجريحه في الغرفة وهي تصرخ وتتلوى وقد تركوها لمصيرها وقدرها، لا أحد يواسيها ولا أحد بجانبها، هي وحدها فقط تواجه مصيرها تبكي أحلاما وآمالا بمستقبل واعد، لكن كل هذه الأحلام تحطمت وقلعت مع عينها”.
نعم هذا مشهد مأساوي يا دكتور افتعلته أوباش من الشرطة أرادوا تفريغ حقدهم ضد لعربي الأصيل بأي طريقة. فهم تعلموا ذلك وكبروا على هذه التربية في معاملة العرب. صحيح أنها ليست الوحيدة التي فقدت عيناً لها، بل هناك من فقد حياته وهناك من فقد أعضاءً أخرى في الجسد وكل هذا سببه الشرطة. ثم تأتي يا دكتور وتضع القاتل الحقيقي (الجندي أو المستوطن) بنفس مستوى منظمي المظاهرات. فهذا لا يجوز أبداً.
الدكتور حريب يلف ويدور ويعود لمنطمي المظاهرات ويريد بالقوة تحميلهم المسؤولية إذ يقول في مقاله:” وماذا عن منظمي المظاهرات والداعين لها وما هو دورهم في حماية المتظاهرين وأغلبهم من الأطفال والفتية الصغار التي تملأهم الحماسه وما هي الخطوات التي اتخذوها لحماية المتظاهرين؟ أم هل يقتصر دورهم على ترديد الشعارات الحماسيه وانتظار وسائل الإعلام والميكروفونات من أجل الظهور (شوفوني يا ناس).
لا وألف لا يا دكتور علي. الموضوع ليس (شوفوني يا ناس) كما تقول في مقالك، لأن المسألة أعمق من ذلك بكثير. أنت نفسك تقول أن المتظاهرين:” أغلبهم من الفتية والأطفال، وهؤلاء لا يبحثون عمن يراهم، بل لديهم اندفاعاً قوياً للذود عن أبناء وطنهم. إانه التضامن الفعلي يا دكتور من المنظمين والمتظاهرين وليس “شوفوني يا ناس”.
ثم يتساءل الدكتور علي حريب الذي شغل قبل خروجه للتقاعد منصب مفتش في جهاز التعليم، عمن يحمي هؤلاء الفتية (أصحاب الدم الحامي الأصيل) ؟ المفترض يا دكتور أن تقوم الشرطة بحماية هؤلاء، لأن الدول التي تحترم نفسها وشعوبها تحمي المظاهرات التي تجري في أراضيها، لأنها تتعامل مع المواطنين بعدل كونها لا تماك قانون قومية، ولأنها لا تستخدم العنصرية في ممارساتها ولا سيما من قبل الشرطة كما تفعل الشرطة الإسرائيلية. ثم تأتي يا دكتور حريب وتضع الشرطة في مستوى منظمي المظاهرات؟ باعتقادي هذا ظلم بحق المنظمين والمنظاهرين.
يقول السياسي اللبناني القائد الراحل كمال جنبلاط، وهو المشهور بأقواله وحكمه:” على الأجيال القادمة أن تمتطي سلم الحرية و السعادة و المجد الإنساني الكامل على آلامُنا وجروحنا وأصفادنا ودمائنا المبعثرة.” وفي مكان آخر من المقال يظهر الدكتور حريب عقلانية ملموسة إذ يقول مخاطباً المنظمين:” ألم يعلموا ان هنالك أخطاراً تحدق بهؤلاء الصبية من بعض أفراد الشرطة الذين يتحينون الفرص للفتك بالمتظاهرين؟ فلماذا لم يمنعوا الاحتكاك ويكونوا حاجزا بين الشرطة والمتظاهرين، والسؤال الأهم من سيعوض هؤلاء فهل من مجيب؟!”
بالله عليك يا دكتورقل لي…ألا تعلم بأن الشرطة تتعامل مع العرب تحت شعار “فخار يكس بعضو؟” ومن الطبيعي أن الذي يسبب الألم هو المسؤول عن التعويض. الذي قلع عين الفتاة هو المسؤول عن تعويضها يمعنى أن الشرطة الإسرائيلية هي المسؤولة. أليس كذلك يا دكتور؟
وبالرغم يا دكتور من استخدامك في النهاية صياغة دبلوماسية (وقد تكون لها رسالة معينة وأنا أركز على قد) حيث تتحدث في مقالك عن خطر “بعض أفراد الشرطة ” الذين ينتظرون كل فرصة مؤاتية ” للفتك بالمتظاهرين” فهذا يعني أنك قسّمت الشرطة إلى قسمين: منهم الصالح ومنهم الطالح. بالتأكيد يا دكتور فإن تقسيمك هذا ليس في محله، لأن سلوكيات الشرطة تجاه العرب لا يمكن أن تكون إيجابية، وعندنا ما يكفي من البراهين على ذلك.
نعم، أنت تعرف يا دكتور أن المظاهرات التي تجري تكون وليدة حدث ألهب مشاعر الشعب الغيور على أرضه وأبناء جلدته، مما أجبره على الخروج للتظاهر ضد الظالم، فما بالك إذا كان هذا الظالم محتلاً عنصرياً؟، والمفروض بالشرطة من ناحية منطقية وأخلاقية أن تحمي المتظاهرين ولا تكون أداة لقمعهم.