ماذا يدور في رأس منصور عباس؟ -أحمد حازم
تاريخ النشر: 26/05/21 | 13:55ذكرت أكثر من مرة في مقالات لي، أن منصور عباس “بعرف يلعبها بذكاء” ولولا حنكته لما وصل إلى ما وصل إليه واستطاع (كلاماً) أن يحقق الكثير، لكن من الناحية (الفعلية) لم يحقق أي شيء لشعبه. وفيما يتعلق بحزبه فإننا يجب أن تعطي الرجل حقه فقد استطاع أن يجعل من “الإسلامية الجنوبية” بيضة قبان كما يقول وأن لا يكون في جيب اليمين ولا اليسار، حسب قوله.
هذا صحيح، أنه ليس في جيب اليمين أو اليسار، لكن الملاحظ أنه ذهب باتجاه اليمين المتطرف وهنا يكمن شر البلاء. الأمر الذي يدعو للعجب أن عباس يتصرف دون حسيب أو رقيب ولا يخضع لأي تساؤل عن أفعاله من جانب حزبه، وكأنه فوق الخطأ. فإما أن يكون عباس قد (سحر) جماعته وإما أنهم موافقون معه وهنا المصيبة.
الحكاية واضحة. وفد من لجنة المتابعة كان في زيارة عائلة الشهيد موسى حسونة في اللد والذي قتله مستوطن يميني متطرف بمباركة رئيس بلدية اللد يائير رفيفي، علماً بأنه انضم للوفد متأخراً. قلنا معليش ظروف خاصة. لكنه انسحب (عالسكت) وغادر المكان ولم يذهب مع الوفد لزيارة المفبرة الإسلامية في اللد. ليش يا دكتور؟ شو السيرة؟ مشغول بإيه؟
لقد تبين أن الدكتور الوطني منصور عباس (طار) يسرعة للإجتماع برئيس بلدية اللد اليميني المتطرف كاره العرب رفيفي لمرافقنه لزيارة كنيس يهودي فيها والتعهد بالمساهمة في ترميمه.
نعم كنيس. يعني عباس فضل زيارة كنيس على زيارة مقبرة إسلامية. طبيعي أن يحدث ذلك ردود فعل غاضبة داخل الحركة وخارجها، لكنها على صعيد الحركة لم تؤثر على عباس مطلقاً واستمر في سلوكياته المرفوضة ( ومش سألان عن حدا).
في الخامس والعشرين من الشهر الحالي نشر موقع العرب خبراً نقلاً عن مصادر صحفية يقول:” إنّ النائب د. منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحّدة، دعا رئيس بلدية اللد، يائير رفيفو، للمشاركة في جلسة اللجنة البرلمانية لشؤون المجتمع العربي تعقد اليوم الأربعاء.
عباس لم يهتز له جفن لا من خلال زيارته للكنيس وإعلانه عن المساهمة في ترميمه، ولا من زيارة أحد أكبر كارهي العرب. المشكلة لا يوجد من يحاسب عباس على أعماله وإلاّ لما تجرأ على الإقدام على مثل أعمال كهذه.
عباس يعرف أيضاً أن العنصري الحاقد على العرب رفيفي هدد عضو بلدية اللد فداء شحادة بجهاز الأمن (لشاباك) بعد ان انتقدت هدم غطاء تم وضعه لحماية عائلة من الخطر. واستنادا إلى خبر نشره موقع العرب في الثاني والعشرين من الشهر الحالي، فقد كتبت شحادة: “بلدية اللد من بداية الأحداث قررت انها ما تعطي خدمات للمجتمع العربي في اللد، واليوم قررت تيجي تهد شادر وضعناه لخلفية البيت بعد ما كان هجوم ثلاث مرات على بيتنا.
رئيس بلدية اللد رد عليها برسالة “فداء توقفي عن التحريض وإذا لم تتوقفي فسوف ارسل اسمك لجهاز الأمن العام، وهذا اسمه شاباك وليس شرطة، وفي الوقت الذي ستكونني فيه ضمن القائمة سوف تكونين مراقبة طوال حياتك”.
من جانب آخر هناك مديح وقبول من اليميني حتى النخاع، جدعون ساعر للإسلامي الجنوبي منصور عباس، فقد ذكر في تصريحات صحفية أنّه يعارض بشدة حكومة تستند إلى “القائمة المشتركة”، لكنه مستعد لقبول “القائمة العربية الموحدة” بقيادة منصور عباس. مبروك دكتور على هذا الاعتراف من جانب ساعر. وهنا أريد أن أذكر سعادة النائب عباس بما قاله الزعيم الصيني ماوتسي تونغ:” إذا جاءك المديح من عدوك فاعلم أنك تسير في الطريق الخطأ”.
أقولها بملء الفم: لا أحد يدري ماذا يدور في رأس منصور عباس ، لأنه رجل تناقضات وسلوكياته تدل على ذلك، والأدهى من ذلك عدم تجرؤ أي أحد من القيادة على معارضته أو التصدي له. ولا أدري إذا كان لدى الدكتور منصور عباس ضميراً يهزه أو يحاسبه على ما يفعله لأنه لو كا عنده لفعل ولما ترك زيارة لمقبرة إسلامية (كمسلم ملتزم) وذهب لزيارة كنيس وأعلن استعداده للمساهمة في ترميمه. أين الضمير في هذه الحالة.
يقول الراحل القائد الوطني المعروف كمال جنبلاط:” إذا خُير أحدكم بين حزبه وضميره ، فعليه أن يترك حزبه و أن يتبع ضميره ، لأن الإنسان يمكن أن يعيش بلا حزب ، لكنه لا يستطيع أن يحيا بلا ضمير.”. لكن الدكتور عباس يبدو أن يستطيع.