إرفعوا أيديكم عن الشيخ كمال …كفاكم زعرنات وتعدي على الشرفاء بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 28/05/21 | 12:25قدمت النيابة العامة الإسرائيلية في لواء الشمال أمس الخميس للمحكمة في الناصرة ، لائحة اتهام بحق الشيخ كمال خطيب. وجاء في خبر نشره موقع العرب أمس الخميس، أن الشيخ نسبت اليه ثلاث تهم: التحريض على الارهاب، التحريض على العنف، والتماهي مع منظمة ارهابية. هذا وتمّ تمديد اعتقال الشيخ خطيب حتى يوم الاحد القادم.
وتجري هيئة الدّفاع عن الشيخ مشاورات فيما بينها حول الاجراءات التي سنتخذها بعد هذا القرار، وقد تم في بداية الأمر تقديم بنود خطيرة قد تصل عقوبتها إلى 22 سنة، وهذه التهم سقطت واليوم توجه للشيخ :تهما تتعلق بالكلام والتحريض على العنف”. يذكر أنّه يترافع عن الشيخ كمال خطيب كل من المحامي عمر خمايسي ، المحامي حسن جبارين ، المحامي حسان طباجة.
لا ينكر أحد أبداَ أن الصهاينة بارعين في عمليات القتل الفردي والجماعي، ومارسوا ولا يزالوا يمارسون كل أنواع العنف والإرهاب ضد الفلسطينيين ولا أحد يحاسبهم، حيث أنهم لم يتوقفوا عن هذه الأعمال منذ سنوات الثلاثينات. حتى أنهم أقاموا دولتهم (إسرائيل) بالقوة والإرهاب من خلال تشريد 700 ألف فلسطيني عام 1948 ورميهم خارج أراضيهم وفي دول الجوار مثل لبنان وسوريا والأردن وحتى العراق، إضافة إلى ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني.
المشكلة مع هذه الدولة التي لا يوجد لها حدود ولا يوجد لديها دستور، أنها تدعي بأنها تقاوم الإرهاب وهي عملياً تمارسه بحق الفلسطينيين علانية أينما كانوا. لا توجد دولة في العالم أقيمت على أنقاض دولة أخرى يعني بالبطش والإرهاب مثل دولة إسرائيل. ثم يحدثوك قادتها ومحاكمها عن الإرهاب ويصدرون قرارات اعتقال بحق أفاضل شرفاء أبرياء بتهمة المشاركة في الإرهاب أو دعم الإرهاب. وقرار اتهام فضيلة الشيخ كمال خطيب يتعاطي الإرهاب خير مثال على ذلك.
نريد أن نسأل المسؤولين عن اتخاذ القرار بشأن فضيلة الشيخ: هل قام الشيخ بقصف أبنائكم ونسائكم وأطفالكم وقتلهم بدم بارد كما فعلتم أنتم ولا تزالوا تفعلون؟ هل الشيخ مطلوب للعدالة الدولية للمحاكمة مثل جنرالات عندكم وقادة آخرون لكم وبشهادة محكمة العدل الدولية؟ هل أمر الشيخ بشن حروب إبادية عليكم كما فعلتم أنتم؟
لكن من ناحية ثانية، فتاريخكم مليء بالبطش والإرهاب والقتل والإبادة للقلسطيني صغيراً كان أو كبيراً، طفلاً أكان أم مسناً، حتى النساء لم تسلمن من بطش وإرهاب من نجوا من المحرقة، الذين هم بدورهم ارتكبوا مجازر ضد الفلسطينيين بصورة تضعها في مستوى المحرقة وإن كانت بطرق أخرى. أنا لا أستغرب تبنيكم للإرهاب، لأن توراتكم تحثكم على ذلك . لم أسمع عن دين يحث كتابه المقدس على القتل سوى قي توراتكم (العهد القديم). يقول الدكتور مصطفى محمود استنادا للتوراة”: “وجعلوا من الرب طاغوتًا دمويًا يستبيح لهم جميع الأمم”. أما الدكتور محمد عمارة فيقول: “وجدنا الأوامر الإلهيَّة أن تدعوهم إلى تدمير كل الأغيار من البشر إلى الشجر إلى الحجر، ومن الحيوان إلى الطبيعة، ومن الكبار إلى الأطفال، ومن الرجال إلى النساء”.
ويقول د. سيد القمني”: “وفي رحلة الخروج أو الهروب.. يسجل اليهود في توراتهم أبشع صور الوحشية، فيأتون على كل ما يقابلهم في الطريق ذبحًا وتحريقًا، ولم يسلم من أذاهم لا الإنسان ولا الحيوان ولا حتى نبات الأرض، بعد أن قرَّرته الشريعة الربانية وأباحته إباحة مُطلقة”.
عار عليكم أن تقدموا بحق شيخ جليل فاضل لائحة اتهام بممارسة الإرهاب، وأنتم نفسكم تعرفون جيداً أن الشيخ كمال لا يتعاطى أبداً بقضايا إرهابية، إنما يتعامل مع قضايا تهم مجتمعه العربي فقط. وهذا طبعاً يزعجكم وتريدون النيل منه. تريدون من الشيخ كمال أن يكون من أحجار الشطرنج الني تلعبون به وتحركونها كما تشاؤون، يعني “عربي جيد” حسب وصفتكم.
عبثاً تحاولون. لن تحققوا ما تريدون أبداً لأن الشيخ لديه مباديء لا ينحاز عنها قيد أنملة، ولو وضعتم الشمس في يمينه والقمر في شماله، لما غيّر رأيه، وهو على استعداد لتحمل كل شيء في سبيل قناعاته وشعبه وأقصاه وقدسه. ونقطة أول السطر. ابحثوا عن “عرب جيدون” في مكان آخر، وأنتم تعرفون أين تجدوهم، وهم في طبيعة الحال “من عظم الرقبة عندكم”. ومبروك عليكم هكذا عرب.