التائهون في أجندة عباس السياسية بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 02/06/21 | 12:08كنت أضحك بصوت عال وأنا أقرأ مقالاً نشره موقع “العرب” اليوم الأربعاء تحت عنوان (كيف اخترق منصور السياسة الاسرائيلية ؟). وبالرغم من أن أحد قادة “الإسلامية الجنوبية” المعروفين غير مرتاح لتحليلاتي عن حركتهم لأني أواجههم بحقائق، وطالبني بأن أكون عادلاً في معالجة ملفهم”، إلا أنه غفل عن أن الخلل ليس في نحليلي إنما في سلوكيات عباس. فأنا في تقييمي للأمور السياسية أتعامل مع حقائق وليس مع حصص (يعني مرة هيك ومرة هيك).
يقول كاتب المقال:” نجح منصور عباس في الامتحان الذي توقع الجميع فشله فيه،” طيب يا غالي كيف نجح فهّمنا. يقول الكاتب:”حين تأجّجت المظاهرات بين الشارع العربي والاسرائيلي، استطاع منصور التماسك والتمسك بالوسطية والمسؤولية القيادية وعمل على تهدئة الأجواء” وكيف عمل؟ يقول الكاتب:” من خلال تصريحات مباشرة غير متلعثمة ، وقام بإتصالات مع المكاتب المسؤولة في الدولة من اجل حثها على القيام بواجبها”. يا سلام عل هيك انجازات التي تتمركز في تصريحات واتصالات. وهل هذا نجاح في امتحان؟ هذا ليس انجازا بل أمراً طبيعياً. ولكن غيره فعل أكثر من ذلك. لكن الكاتب له رأي آخر في الآخرين إذ يتحدث عنهم بسلبية بقوله:” لم يفعل عباس كما فعلت باقي القيادات العربية التي ركبت الموجة ودارت معها حيثما تدور دون اي مسؤولية، علّها تحقق بعض المكاسب السياسية التي قد ترجع لها مكانتها التي قد بهتت وكاد ان يذهب ريحها”.
تصوروا أن الكاتب ينكر ما فعله الغير ويبرز فقط اتصالات وتصريحات عباس على أنها انجازاً ونجاحاً. والله عيب. أن تمدح زعيمك فهذا من حقك ولكن أن تتنكر لما يفعله آخرون فهذا ليس من حقك.
القيادات العربية الأخرى التي تعنيها كان لها دور فعال في وسائل الإعلام وخاصة العبرية، كانت تتحدث بالسياسة وليس بالمحاصصة. عن أي موجة تتحدث؟ وأنتم تعرفون أن منصور عباس هو من يركب الموجة ويميل معها كيفما تميل: فمرة مع نتنياهو وعندما رفضه ذهب مهرولاً إلى بينيت يعني من اليمين إلى المين، فهل هذه مسؤولية؟ أليست هذه طريقة لتحقيق مكاسب ؟
لقد أضحكني الكاتب في جملة وردت في مقاله:” فهِم منصور حدود قدرته السياسية وعرف جيدا وظيفته الوطنية” . نعم أنا أؤيدك في هذا الرأي. لقد عرف عباس أن وظيفته الوطنية ترك وفد المتابعة في اللد “والركض سريعا” باتجاه رئيس بلديتها اليميني المتطرف العنصري يائير رفيفي ومرافقته لتفقد أحوال كنيس. يا سلام على هيك وظيفة وطنية.تم يقول كاتب المقال:” عمل عباس على تحقيق المُستطاع من انجازات مطلبية حقيقية واقعية تمزج بين المُلِح والمادي والحقوقي والمعقول ، وتصب في مصلحة الجانب الوطني” شكراً للمعلومة ولكن شو عمل لغاية الآن؟ يا ريت لو تحدثت عن أمثلة مقنعة وليس عن تصريحات.
ويواصل الكاتب عباراته المنمقة الجميلة المهندية بقوله:” خلق عباس خطابا موجها للجانب الاسرائيلي”. مرة أخرى أنا أويدك في هذا الجانب. فخطاب عباس للإسرائيليين كان بمنتهى الوضوح: تأييد تام للموقف الإسرائيلي الرسمي فيما يتعلق بالفلسطينيين. والدليل على ذلك كان يتحدث بوجود علمين إسرائيليين على يمينه وعلى يساره، وهل يوجد علامة ولاء أكثر من ذلك؟ ثم أن القائد الملهم منصور عباس يتحدث دائماً عن “عرب إسرائيل” ولا يذكر اسم فلسطينيون أبداً يعني أنه يتبنى الرواية الإسرائيلية الرسمية.
ويقول الكاتب التائه في أجندة منصور عباس:” أنه صمد وبشكل مُلفت للنظر امام اكبر حملة تشويه وتخوين موجهة من خصوم – إتحدوا ضدّه – لم يردعهم اي خُلُق سياسي او روح رياضية ” عجيب أمرك أيها الكاتب: ألا تعرف لماذا تعرض عباس لحملات الإدانة عليه؟ أنا على يقين أنك وكل جماعتك تعرفون السبب. ماذا تنتظرون من الغير أن يفعل غير الذي فعله في وقت نرى يه بصورة واضحة جنوح عباس نحو اليمين؟ هل تصغق له ونرفع له العلم الإسرائيلي احتراماً؟ وأنا أسألك: مع من يتحالف منصور عباس الآن؟ أليس مع اليمين؟ يعني “بنط” من حضن بنيامين لحضن نفتالي. الله يكثر من الأحباب. المهم بيضة القبان.
على أي حال لا أريد الدخول في تفاصيل أكثر وأدق ويكفي القائمة الموحدة عاراً لقاء عباس مع العنصري رفيفي ورفض استقباله في الشيخ جراح. الله يهديكو.