عندما يغرّد النائب وليد طه.. وقلق عباس على الإئتلاف الحاكم بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 23/06/21 | 14:03الأمثال الشعبية كثيرة في المجتمع العربي الفلسطيني، وكلها ناجمة عن تجارب وأصبحت متداولة بين الأفراد. فهناك مثل شعبي يقول:” بعد ما طيّرت العشوش راح الجبان يتصيد”. وتفسير هذا المثل لا علاقة له بالجبن مطلقاً. والمعنى أن البعض يحاول التدخل في قضية بعد ما ينتهي كل شيء. وهذا الأمر ينطبق بالفعل على بعض أعضاء “الموحدة” ونائب سابق عنها.
يوم أمس الثلاثاء نشر موقع “العرب” خبراً بعنوان: ” توتر داخل الموحدة حول قانون لم الشمل”. هذا الخبر لافت للنظر خصوصاً إذا كان الوضع لديها يسوده عدم استقرار. ولكن لماذا هذا التوتر يا ترى؟ يقول الخبر ان السبب في ذلك هو قانون لم الشمل. فالنائب وليد طه زأر وزمجر وهدد ورفع صوته عالياً بالقول:” لن نصوت مع قانون عنصري حتى لو كلف الامر حل الحكومة “. برافو “أدون” وليد. انت أو بالأحرى أنتم لا تريدون التصويت لأن القانون عنصري. في المبدأ أنا أيضاً ضد القانون بمعنى أنا أوافقكم الرأي على ذلك.
لكن، ماذا تتوقعون من رئيس حكومة عنصري يميني متطرف يغمى عليه عندما يسمع كلمة فلسطيني؟ انتم وفرتم له الدعم ليرأس حكومة أطلقتم عليها حكومة التغيير، ثم تصرخون بأن هذا قانون عنصري؟ فهل تتوقعون من عنصري أن يصدر قرارات إيجابية لمن يكرههم ويحب قتلهم؟
عضو الكنيست الإسلامي الجنوبي وليد طه يقول في تغريدة عبر منصة (تويتر):” قانون لم الشمل قانون عنصري وغير دمقراطي”. هذا من تفتقت به عبقرية النائب طه.”شكراً لك سيد وليد لأنك شرحت لنا أن هذا القانون هو عنصري. فماذا كنا سنفعل بدونك. زهافا جلؤون (ميرتس) تقول انه يجب إزالة قانون لم الشمل البغيض من العالم. وكان المفروض بوليد طه الفلسطيني أن يطالب وبشدة بإلغاء قانون لم الشمل وليس فقط بوصفه بالعنصري. ولكنه لم يفعل. لماذا؟ سؤال بحاجة إلى جواب.
الغريب في الأمر أن تغريدة النائب طه جاءت بعد إعلان الموحدة انها ضد القانون، وليس قبل ذلك. يعني أراد أن يسمعنا صوته في وقت لا حاجة لسماعه. وكان الأحرى به أن يعلن مسبقا وبجرأة أنه شخصياً ضد قانون لم الشمل. وما دامت “الموحدة” قد أعلنت موقفها من القانون فلماذا هذه الحركة البهلوانية من وليد طه على تويتر؟
الأمر الملاحظ أن “الموحدة مشغولة البال من أجل الحفاظ على الحكومة، وأنها مع إيجاد حلول لمنع انهياها. فقد ذكرت “الموحدة” استناداً لخبر موقع العرب، “انه يمكن ايجاد حل من اجل المحافظة على الائتلاف”، بدليل أنها قررت في جلسة الكتلة الأخيرة وجوب ايجاد حل جذري.
ما فعله وليد طه يذكرني بما فعله النائب السابق مسعود غنايم والنائب الحالي سعيد الخرومي. مسعود غنايم تجرأ على الانتقاد بعد مصادقة الكنيست على الحكومة إذ قال وقتها في منشور عبر صفحته الشخصية على فيسبوك:”كلمة عليّ أن أقولها في هذا اليوم وأمري إلى اللّه:”إنّ دخول الحركة الاسلامية وذراعها السياسي القائمة العربية الموحّدة، بائتلاف حكومي خطأ كبير ،وعلى الحركة التراجع عنه وعدم ارتكابه “. سمعنا صوت مسعود بعد أن انتهى كل شيء أي بعد مصادقة الكنيست على الحكومة، يعني “بعد ما طيرت العشوش” . ونفس الحالة تنطبق على سعيد الخرومي.
الحكومة الإسرائيلية لم توافق فقط على زواج المثليين من أبناء جنسهم، بل اتخذت خطوة أكبر من ذلك نكاية بمن هم ضد المثليين. فقد أصدر وزير الخارجية الإسرائيلية قراراً برفع علم المثلين على مبنى وزارة الخارجية، ومن لا يعجبه الأمر من الإئتلاف الحاكم “يدق راسو بالحيط”. هذا يعني أن حكومة بينيت المشارك فيها الإسلامي منصور عباس، ترفع علم المثليين. ما رأي الدكتور منصور بذلك؟
على كل حال، التوتر موجود داخل “الموحدة” “و”التململ” ملموس داخل الإسلامية الجنوبية، وليس معروفاً كيف سيتطور هذا التوتر وإلى أي مدى سيبلغ التململ في إطار الإسلامية الجنوبية التي وافق مجلسها الشوري (كما يقولون) على نهج عباس الجديد بشكل عام وعلى دخول “الموحدة” في ائتلاف حكومي برئاسة اليميني المتطرف بينيت بشكل خاص.