ندوة بعنوان “لغتي هويتي” في الناصرة
تاريخ النشر: 07/07/21 | 16:00نظمت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في ندوة إشهار حقائب تربويّة في اللّغة العربيّة حُضّرت خلال مشروع عام اللّغة العربيّة والهويّة الذي باردت إليه اللجنة، وقد شارك في الأمسية الاتحاد العام للأدباء الفلسطينيّين الكرمل- 48.أدارت الندوة الناشطة الإعلامية نادرة أبو دبي- سعدي، والتي رحبت بالحضور، ومن ثم افتتحت الندوة المحامية حنان مرجية- مديرة لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، حيثُ أشارت في كلمتها الترحيبية إلى أهمية ندوة اليوم، هي الربط بين الهويّة واللّغة. ترى لجنة متابعة قضايا التعليم العربيّ أنَّ رسالتها الأَساسيّة التي يجب أن توصلها إلى المؤسسات التربويّة، معلمي ومعلمات اللغة العربيّة، والأهل، أن اللغة العربيّة لا تقتصر فقط على كونها لغة، بل هي جزء أساسي من ثقافتنا العربيّة الفلسطينيّة. اللٌغة هي مركب ومعلم أساسيّ من هويتنا، وأي محاولات لطمس الهويّة، وجعلها لغة ثانوية ، هي محاولات لإضعاف هويتنا الفلسطينية كما يجب أن نكون واعيين لها تمامًا والتصدي لها عن طريق تربية بناتنا وأبنائنا على الاعتزاز بلغتهم وثقافتهم والتمكن من لغتهم الأمّ منذ الصغر.وبدوره رحّبَ د. يوسف بشارة عضو الاتّحاد العامّ الكرمل للأدباء الفلسطينيّين الكرمل- 48، وقال في كلمته: ” أَكَّدَ الاتّحاد منذ تأسيسه على أولويّة الاهتمام باللّغة العربيّة وتحبيب أبنائنا على لغتهم القومية العريقة، وذلك في جميع المدارس العربيّة وعلى المستوى العام، وذلك من خلال عقد عشرات اللقاءات في المدارس العربيّة مخصّصة للطّلّاب. وذلك بهدف رفع وتعزيز اللّغة العربيّة لأهمّيّتها وتعريفهم بأدباء الوطن، الذين كان عددهم قبل النكبة قليل، ولكنهم اليوم أصبحوا بالعشرات والمئات من الأدباء، الذي انضمّ بعضهم إلى الاتّحاد. وتحدّث د. بشارة عن إصدارات الاتحاد لأدبائه. منها مجلة شذى الكرمل بالإضافة إلى الموقع الخاصّ بكتّاب الاتحاد.
حقائب تربويّة لتعزيز الانتماء والهويّة…الحقيبتان، هما من ضمن مشروع عام اللغة العربيّة والهويّة الذي انطلق عام 2019، عمل على إِعدادهما د. كوثر جابر قسّوم- باحثة وناقدة ومحاضرة في جامعة حيفا ورئيسة قسم اللّغة العَربيّة في كلّيّة سخنين، حيث أعدّت حقيبة المرحلة الثانوية ” حقائب التدريس وروايتنا الفلسطينية “. بينما أعدّت الحقيبة الثانية وهي للمرحلتين الإعداديّة والابتدائيّة شيرين تناصرة برغوث – معلّمة لغة عربيّة في ثانويّة مار الياس عبلين وطالبة دكتوراة في اللغة العربيّة في جامعة حيفا ” نحو جيل يربو على الانتماء والاعتزاز بالهويّة “. وفي الأمسية الثقافية قامت د. كوثر جابر وشيرين تناصرة برغوث بتقديم الحقائب، وعرض مضمونها على الحضور وكيفية الاستفادة منها في مدارسنا العربية لتعزّز وتثري ثقافة طلاب المدارس العرب.وفي مداخلة للدكتور محمد أمارة- باحث ومحاضر في الكلية الأكاديمية بيت بيرل، تحت عنوان ” لغتي هويتي: نحو بناء سياسة لغويّة شموليّة لمواجهة تحديّات اللغة العربيّة في إسرائيل “، أثنى على عمل لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، وحثّ اللّجنة على الاستمرار بهذا العمل، وتحدّث عن رؤيته الشخصية للغة العربيّة التي يعتبرها رؤية شمولية، تحتوي على مركّبات لتعزيز اللغة العربيّة، التي يحاول تعزيزها والتشديد عليها من خلال إِصداراته. وتحدث خلال مداخلته، حول ثلاثة محاور أساسية: ما هو دور اللغة في حياتنا؟ ما هي التحديّات التي تواجه اللغة العربيّة؟ مشيرا إلى كيفيّة مواجهة هذه التحديات. كذلك أفاد د. أمارة إلى أنّ أهمية اللغة ليست فقط بأهمية التواصل، مؤكدًا أنّ اللّغة من أهمّ نتاجات البشرية، وأنه لا يمكن بناء مجتمعٍ عربيٍّ أصيلٍ دون أن تكون لغته هي المحور الأساسي فيها.
وخلال الحلقة الحواريّة التي أدارتها الناشطة الإعلامية نادرة أبو دبي- سعدي، وحاورت خلالها: علي قادري- شاعر ومعلم للّغة والأدب العربيّين، د. روز شعبان- كاتبة ومديرة المدرسة الابتدائيّة ” د “- طرعان، هديل كيال- محاضرة في جامعة حيفا في موضوع علوم التربيّة والعليم.وشملت الحلقة الحوارية عددًا من التساؤلات التي طرحت للمشاركين فيها، منها كيفية حماية اللغة العربية، وتعزيزها داخل المؤسسات التربويّة ولدى الطلاب والطالبات، ولدى المعلمين، في ظل الخصوصيّة السياسيّة الّتي تواجه المجتمع العربيّ واللّغة العربيّة في البلاد. بالإضافة إلى الحوار حول المشهد اللغوي التربوي في المدارس العربية وخاصة في حصص اللغة العربية الذي يجب تعزيزه وترغيبه لدى المعلمين والطلاب، وإبراز جمالية اللغة العربية التي تعتبر لغة واسعة بالكم والمعنى كذلك فإنّ ترغيب الطلاب بها، من خلال النصوص الأدبية الجميلة التي يمكن أن يختارها المعلم من مصادر أدبية متنوعة إلى جانب الكتب الدراسية التي تصدرها وزارة التربية والتعليم. تؤكّد هذه الحواريّة إلى استخدام المعلمين طرق تدريسية ممتعة لتحبيب الطالب باللغة العربية التي لا تعتبر لغة سهلة، وأن حب الطالب للغة، يعتمد أيضًا على طريقة طرح المعلم المادة لطلابه.اختتمت الندوة بفقرة فنيّة تشمل ثلاثة مشاهد قدّمها الفنان حسن طه مشكورًا على عطائه في أدائها، وهي من نصوص الشاعر الكبير محمود درويش.ووزّعت لاحقًا نسخًا من الحقائب على الحضور.