ماذا تعني اللد لأيمن عودة ومنصور عباس – احمد حازم
تاريخ النشر: 14/07/21 | 14:12الأحداث التي شهدتها البلاد بين العرب واليهود في شهر أيار /مايو الماضي نتيجة حرب غزة واعتداءات المستوطنين وقوات من الجيش الإسرائيلي على حي الشيخ جراح في القدس، هذه الأحداث أسفرت أيضاً في مدينة اللد عن استشهاد الشاب موسى حسونة على يد مستوطن قام بقتل الشاب الفلسطيني موسى بكل دم بارد وبتشجيع من رئيس بلدية اللد اليميني العنصري يائير رفيفو.
لا ننكر أبداً أن منصور عباس قام ضمن وفد من المتابعة برئاسة محمد بركة بتقديم التعازي لعائلة الشاب، لكنه كان على عجلة من أمره، فبعد خروجه من تأدية واجب العزاء (قبل خروج الوفد) لم يذهب مع الوفد المعزي لزيارة المقبرة الإسلامية في اللدأ بل سارع وكله شوق واشتياق للقاء رئيس بلدية اللد يائير رفيفو الذي تسبب “كما يقول والد الضحية، بقتل إبنه موسى.
تصوروا أن عباس مد يده بشوق ليصافح قاتل ابن شعبه دون أن يرف له جفن. ليس هذا فقط بل أراد على ما يبدو مكافأة العنصري المتطرف رفيفو، إذ أعلن عن استعداده لتقديم مساعدة في ترميم كنس في المدينة. أليس كان من الأفضل بل والأولى الإهتمام بترميم المقبرة الإسلامية في اللد أو غيرها؟ إذاً هناك رسالة معينة كان عباس يريد إيصالها لليمين الفاشي.
عضو الكنيست أيمن عودة بادر إلى عقد مؤتمر في الكنيست حول العنف البوليسي ، شارك فيه وبدعوة من عودة مالك حسونة، والد الشهيد موسى حسونة، حيث تحدث فيه حسونة عن استشهاد ابنه والافراج عن القاتل.
ولكن ماذا جرى بعد ذلك؟ تصوروا أن والد الشهيد، وحسب المعلومات المتوفرة، تلقى تهديداً من رئيس بلدية اللد، يائير رفيفو، خصوصاً بعد ما عرف رفيفو أن حسونة تحدث مع وزير الأمن الداخلي وأفهمه، استناداً للمعلومات “أن رفيفو هو المتسبب بكل الأحداث التي وقعت في اللد بين العرب واليهود، لأنه هو من جاء بالمستوطنين المتطرفين ومنحهم كل الصلاحيات وسمح لهم بأن يعيثوا فسادا في اللد”.
ولكن كيف ولماذا هدد العنصري رفيفو مالك حسونة؟ يقول والد الشهيد:” إن “رفيفو هددني بأن يخفيني عن الوجود، وأن يجردني من كل أملاكي، هذا عدا عن الشتائم، وقد أجرى الاتصال بمكالمة عبر تطبيق ‘واتساب‘ كي لا أسجل المكالمة، ولكن كان معي شهود في ال سيارة “. وماذا فعل الوالد حسونة بعد ذلك:” قدمت شكوى في الشرطة ضد رفيفو، كما طلبت من الشرطة الحماية من رفيفو وزمرته.” وفي هذه الأجواء تدخل عضو الكنيست أيمن عودة في الموضوع عندما علم بالأمر، وقام بإجراء اتصال مع والد الشهيد وبحث معه تفاصيل ما حدث معه.
وماذا فعل عودة؟ لقد قام بنقل الشكوى بشكل فوري لوزير الأمن الداخلي الذي حضر الجلسة لسماع شهادات الاعتداءات البوليسية واستجواب مستعجل لوزيرة الداخلية.
هنا يستوقفني موقفين من نائبين بخصوص عائلة حسونة من اللد: أولهما موقف منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة المفترض أن تكون في خط الدفاع الأول عن الفلسطينيين العرب ( وهكذا يدعون في تصريحاتهم)والموقف الثاني من أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة.
الموقف الأول (سأترك الحكم عليه للقاريء): غباس ترك وفد التعزية في بيت الشهيد وغادر دون أن يعرف الوفد إلى أين ذهب. من الطبيعي ومن الناحية الأخلاقية أن يعتذر عباس من الوفد لأن الواجب يتطلب المغادرة مع الوفد، لكنه لم يفعل. ولكن إلى أين ذهب عباس؟ والله لو ذهب للمشاركة في مناسبة مهمة للعرب لعذرناه على ذلك، لكنه سارع للقاء يائير رفيفو رئيس بلدية اللد المعروف بعنصريته ضد العرب. تصوروا هذا الموقف المخزي من منصور عباس.
الموقف الثاني من أيمن عودة (الجبهوي)، هو عكس موقف عباس كلياً، كونه يحمل نظرة عن الفلسطينيين أهل اللد الأصليين تختلف (وهذا ما ظهر في الممارسة) عن وجهة نظر زميله (الإسلامي الجنوبي) في الكنيست. فعندما علم عودة بما جرى مع والد الشهيد سارع إلى التحدث معه لتقديم المساعدة.
إذاً، نحن أمام مشهدين من نائبين سياسيين مسلمين: الأول اسمه أيمن نشأ وتربى على تعاليم الشيوعية العلمانية فقط، والآخر اسمه منصور، ترعرع وكبر على تعاليم الراحل عبد الله نمر درويش. حتى في الموقف من اللد وأهلها، كان الموقف شاسع بين الإثنين، لأن مصافحة يميني عنصري اسمه رفيفو تسبب في قتل الشهيد موسى، تختلف عن مساعدة والد الشهيد في معركته مع هذا العنصري.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فقد وصلني فيديو يدمي القلب: رجل كبير جداً في السن يدافع فيه عن أرضه يوجه عناصر من جيش الاحتلال في نلال مسافر يطا جنوب الخليل ويشتم المحتلين ومنصور عباس تعبيراً عن قهره.