منصور عباس يسمع بينيت ما يطربه…الأقصى خط أحمر ويحترق من يلعب بناره – احمد حازم
تاريخ النشر: 20/07/21 | 13:34أعرف أن الدكتور منصور عباس هو طبيب أسنان وإمام مسجد، وتطور مع السنين حسب تعاليم الراحل الشيخ عبد الله نمر درويش، رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية السابق، ليصبح فيما بعد بقدرة قادر الرقم واحد في الحركة بعد أن تم انتخابه عضواً في الكنيست. لن ندخل في تفاصيل أوسع ونكتفي بالقول أن “القائمة العربية الموحدة” التي يدعي قادة الإسلامية الجنوبية هي قائمة لهم، هو ادعاء باطل، وأن “الإسلامية الجنوبية اغتصبت الإسم واعتمدته لنفسها. ولا يزال طرفي القائمة (الأصلية) عن حزبي “الديمقراطي العربي” و”القومي العربي” على قيد ال حياة ويعملون بالسياسة. (طلب الصانع ومحمد حسن كنعان). إذاً هذه الكذبة الأولى.
على أي حال القائمة العربية الموحدة موجودة الآن برئاسة منصور عباس، وعلينا أن نتعامل معها كما هي. هذه القائمة التي تضم ثلاثة إسلاميين جنوبيين وتجمعي سابق، قالت في حملتها الانتخابية انها ستعمل من أجل خدمة المواطن العربي. جيد هذا الكلام. انتظرنا لنرى أي خدمة هذه. ويا لهول ما رأينا: قائمة حركة إسلامية تدعم حكومة يمينية يرأسها مستوطن يميني متطرف يكره العرب بشكل عام والإسلام بشكل خاص؟ فهل المشاركة في هكذا حكومة يخدم العرب؟
أنا أعترف بأن منصور عباس يتمتع بذكاء من نوع خاص. ويا ريت لو استعمل هذا الذكاء إيجابيا وليس سلبياً. عباس (حسبها سلفا) وقرر بينه وبين نفسه أن يخطو خطوة تلفت الإنتباه إليه عربياً ويهودياً. فقد رأى أن الوقت مناسب لتغيير شيء في الموقف العربي في البلاد ما دام هو عضو كنيست. لقد فكر في إدارة لعبة الكنيست بشكل يختلف عن المألوف، باستخدام غطاء خدماتي. فقرر الدخول في لعبة الحكومة أي مع أصحاب القرار بحجة “خدمة المواطن العربي” وليس فقط البقاء في المعارضة حسب قوله.
هذا التوجه من منصور عباس قلب كل الموازين وأحدث إرباكاً في الشارع العربي، فرأى البعض أن ما فعله عباس يصب في صالح اليمين، خصوصا بعد أن اقترب كثيراً من نتنياهو ، والبعض الآخر رأى في خطوته تحولاً مفيداً للعرب، وساعده في ذلك مجلس الشورى في الحركة وقيادتها. كما أن الإعلام العبري ركز بشكل كبير على هذا التحول من شخصية سياسية إسلامية في المجتمع الغربي.
الغريب في الأمر، أن كثيرين كانوا يتوقعون فشل عباس في توجهه الجديد، لكن نتائج ال انتخابات البرلمانية السابقة (الكنيست) أثبتت مدى قبول سياسته الجديدة. وكادت قائمته “الموحدة” أن تحصل على خمسة مقاعد لكنها حصلت على أربعة. هذا يعني أن أفكاره لاقت قبولاً في الشارع العام، وإن كان هذا القبول له سبب آخر، وهو فقدان الأمل من المشتركة التي لم تقنع الناخب العربي ببرنامجها كما فعل عباس، والبرهان تراجع عدد ممثليها في الكنيست.
البيان الذي أصدرته”الموحدة” بشأن اقتحامات قطعان المسنوطنين باحات الأقصى مع وحدات من الشرطة الإسرائيلية، لم يكن بالمستوى المطلوب. حتى صياغته كانت بطريقة متواضعة، أي أنها لم تكن بلهجة حادة، حيث أراد عباس إسماع بينيت ما يطربه فقط وليس إسماع الرأي العام ما يجب أن يسمعوه من عضو كنيست يقول انه زعيم إسلامي. حتى أن البيان كان باللغة العربية فقط ولم يصدر بالعبرية.
حول مقالي يوم أمس في موقع العرب بشأن بيان الموحدة، تلقيت رسالة عتاب من الشيخ ابراهيم صرصور (أبو السيد) الرئيس السابق للإسلامية الجنوبية. وهذا من حقه التعبير عن رأيه. طيب “ليش عتبان الشيخ ابراهيم؟ أبو السيد عاتب علي لأني وصفت بيان “الموحدة” بأنه “خجول” وأعني أنه لا يرقى إلى مستوى إدانة حقيقية لحدث كبير.
وكتب لي أبو السيد بالحرف الواحد:” لوكان البيان خجولاً لما هز الحكومة ورئيس الوزراء هزاً كما رأينا في مسارعته لتصحيح أقواله وتأكيده على الحفاظ عل الستاتوس المتفق عليه مع الأردن منذ الاحتلال”.
لا أدري عن أي”هز” وعن أي تراجع يتحدث أبو السيد. فإذا كان عباس يعتبر نفسه ذكياً فإن رئيسه بينيت وشريكه في الإئتلاف ثعلب ماكر. كيف لا وهو تلميذ نتنياهو فقد كبر وشب على تعاليم الليكود وألاعيب سيده السابق نتنياهو. قال بينيت في البداية: يحق لليهود الصلاة في الأقصى، فهب المسنوطنون وقاموا باقتحاماتهم وقاموا بالصلاة. بعدها قال بينيت (مجرد رفع عتب) يحق للمستوطنين الزيارة. وهل تعتبر هذا يا أبا السيد “هزاً” للحكومة؟ هذه خطوة تعلبية من بينيت. وعليكم التفريق بين “الهز” و” الثعلبة” إن كنتم تعلمون. أضحى مبارك وكل غام والأقصى والقدس بخير.