هكذا تحتفل زمورة بالعيد
تاريخ النشر: 21/07/21 | 23:31
#صحا_عيدكم ، وكل عام وانتم بألف خير
للمسلم عيدان يفرح بهما عيد الفطر و عيد الاضحي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويستحسن اظهار الفرح فيهما مع التسامح وزيارة الاقارب .
في بلدتي زمورة نسمي العيدين بالصغير والكبير على الترتيب ويصحب ذلك جو من الفرح والتسبيح ” الخاص “. وهناك جانب من ” الموروث الثقافي” آيل للزوال أحب ذكره :
« يا حميد يا ماميد يا سراق الزلاميط ، اليوم عرفة وغدا العيد ..» بهذه الاهازيج تتعالى حناجر الاولاد فرحا بالعيد وهم يلعبون بلعبهم البسيطة من اختراعهم …في تلك الأثناء يكون المتأخرون في شراء الاضحية في تسارع مع الزمن وقد لا يساعفهم الحظ دوما في حسن الاختيار !
يختار الزموري من ” الغنم ” الاسود والابيض « كبش صوردي !» وصاحب قرون « مڨران » ( وهو نادر ) وعادة يكون يوم عرفة وهو مسجل على كل حال باسمه ( النية والڨلب الصافي ). حسب اعتقاده ، يصاحبها حيرة محمودة ” للمحبين ” ومذمومة ” من الحاقدين ” . صيام يوم عرفة من اوجب الواجب عند القوم ( مؤخرا ظهر اهتمام بالايام العشر من ذي الحجة كلها ) .
لزمورة في العيد يومان يمكن اجمال حوادثهما في ما يلي :
-1- اليوم الأول :
عبر مكبر الصوت يرفع الصوت عاليا :” اذبحوا فان الامام قد ذبح ” ، يتحضر الرجل للاعمال الشاقة ! فيقوم بالذبح ثم السلخ ليصل بأقصى سرعة الى ” الكبد ” ليفطر عليها ( ولا توجد في الحقيقة منافسة ) ، في هذه الأثناء تتحضر المرأة ” للاعمال الشاقة المؤبدة!” والمنافسة الشرسة لإثبات الوجود ! والمقارنات واليوم الاول هو الأفظع ففيه الرأس والرجلين حيث يجب ازالة الصوف عنهم بعد الحرق بالنار ، ولا تقوم بذلك الا طويلة النفس ! ثم ان الاحشاء الداخلية في الانتظار حيث يجب تفريغها وغسلها وهو ” الامتحان الاول ” للعروس .
التحضير يكون للعشاء أساسا :« بوزلوف » الرأس والرجلين يغلي في الماء تشم الرائحة ” غير المريحة!” حيثما وليت وجهك في مساء ذلك اليوم ، تصاب بالدوران وبالشبع لأيام « الرائحة تڨهمك» فتشبع دون أكل ! ( كانت أمي رحمها الله تحضر مشروبا من كل انواع الاعشاب يزيل ذلك ثم تقول قولتها المشهورة :« أملأ ظلوعك» ) .
ينصح الاطباء ( منظمة الصحة العالمية …) عدم اكله ليلا فحجم المنامات والمخيلات؛ والكوابيس « كوشمار » لا يعلمها الا الله ، واصبح يقال للمترنج والمكشر :” ماذا بك هل اكلت الرأس ؟« هاذا كليت الرآس؟»
رغم وجود طبق آخر من الحمص والكرشة « أقلاية» أخف ضررا نوعا ما ، الا ان « البوزلوف » طبق رئيس وأكله واجب وضروري وان امتنعت فزوجك السبب ! ( ولست جلدا!)
الجيل الجديد أصبح أقل ” التزاما ” واصبح بالامكان شوي الرأس بطريقة حديثة وسريعة وأقل ضررا ، وحتى الطهي لم تعد تلك الرائحة الفواحة هي السائدة! فقد اصبح يوضع في الفرن و يحمر ويجمر مع كثرة التوابل وتصعد رائحة زكية ويوضع بطبق مزين بالليمون ولا تظهر اي مظاهر ” الرعب ” فلا تعرف أنه رأس !
-2- اليوم الثاني :
—- نهار لكتف الكسكاس و البصل المقلي —-
عن مثل أكلة هذا اليوم كانت إجابة ” جارحة!” من “دادا بس” رحمه الله – للسائل عن الرغبة المفرطة في الأكل : ” بأنا قوم لا رغبة لنا في اكل الآخرين، لأن النساء عندنا يقمن بأجود الأكلات وأرفع انواع الطيبات ! ؛ وصاغها بطريقة ذكر فيها جوده من جهة وعوز السائل من جهة اخرى ! فرد كيده :
« على واش نسخفوا حنا نديرو كل يوم المجبور ، يفتلوه لحراير (1) وعمامة القاضي” الدهان الحر ” من الفوڨ واللحم على المفصل(2) والبصلة من البحاير مورڨة (4)…» فأوقفه دزداقي بو المراڨي :” « باركا باركا ڨضيتنا » حدث في بطنه خلل جسيم ولعقله “خطأ فادح ” .أصيب بجلطة ارق لمدة طويلة الامد.
تشتهر منطقة زمورة في ثاني أيام العيد بالكسكس « الكسكاس واللحم ». ويشترط فيه ” الخرشف واللفت ” واللوبية والڨرعة الخضراء « فقلوجة » زيادة .
واهم ما يميزه بالضبط “:
1- البصل المقلي في الڨصعة ” فدرق ” أو طين
2- والحمص !
وليس من ذاق كمن سمع .
يتم تحضير الڨديد « لخليع » للعاشر من محرم والذي يكون اكله مميز جدا جدا ” ملوحة زائدة ” غير مؤثرة ” طبيعية ” ويختار له الاضلاع « للتكداد ».
———— تهميش ——
(1) النساء الحرائر اللائي يحسن الطبخ بكل شيء وهي من ” الحرية ” ! – ” دلالة موضعية للكلمة لها عدة ابعاد ! المجبور نوع رفيع للكسكاس.
(2) اللحم على المفصل : من المفاصل وهي المناطق الألذ في لحم الضأن وغيره ! يعرفها من يكثر من اللحم وبميزه !
(3) البصل بنوعيه جميل ، لكن ❤️ الأجمل ذلك الذي يكون بالورق حديث وخصوصا اذا كان من حديقتك وغرس يدك والاكثر جمالا وروعة وحسنا أن تنزعه زوجتك ” الحرة ”
الفلاح عزوڨ موسى