فضيحة برنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس”…أخطر جهاز تجسس في العالم – احمد حازم
تاريخ النشر: 22/07/21 | 18:19من بين الفضائح الكبرى التي ارتبطت برؤساء الولايات المتحدة فضيحة « إيران جيت» أو فضيحة إيران كونترا، التي وقعت في عهد إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، وارتبطت ببيع الإدارة الأمريكية أسلحة بشكل سري إلى إيران، التي كانت وقتها طرفا في حرب ضروس مع جارتها العراق وهي الحرب التي استمرت من 1980 إلى 1988.
الحكومة الإسرائيلية، وحسب المعلومات، أقامت وقتها اتصالا مع الولايات المتحدة في شهر آب/أغسطس 1985 وقدمت لها عرضا ان تقوم بدور وسيط لشحن 508 قذائف أمريكية مضادة للدبابات من طراز TOW لإيران، مقابل إطلاق سراح الكاهن اليهودي بنيامين واير الرهينة الأمريكي الذي احتجزته جماعة مؤيدة لإيران في لبنان وان تقوم الولايات المتحدة بشحن قذائف بديلة لإسرائيل.
ولا ننسى فضيحة المتدربة في البيت الأبيض مونيكا ليوينسكي، وهي فضيحة جنسية سياسية أمريكية طالت الرئيس الأمريكي الثاني والأربعين حيث حدثت هذه العلاقة الجنسية بين عامي 1995 و 1996 وظهرت للعلن في عام 1998. وقيل فيما بعد أن إسرائيل تقف وراء الفضيحة. وكانت صحيفة جيروسالم بوست الإسرائيلية قد ذكرت في أواخر شهر مايو/أيار عام 2014 أن الخبير السياسي البريطاني الإسرائيلي أرون بريغمان يزعم إن لديه أدلة تثبت وضع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي أجهزة تنصت على هواتف كلينتون، للتجسس على مكالماته.
وتعد أما فضيحة الرئيس الاسرائيلي الاسبق موشيه كاتساف الذي أمضى بسببها خمسة أعوام من اصل سبعة سنوات في السجن لادانته بالاغتصاب، فهي تعتبر الفضيحة الاكثر شهرة في إسرائيل.
إذاً، يوجد لإسرائيل تاريخ حافل بالتجسس سياسياً كان أم غير سياسي. والآن عادت إسرائيل إلى الواجهة مجدداً ليس من باب حسن النية بل من باب مواصلة التجسس،
فقد كشف تحقيق شاركت فيه 17 مؤسسات إعلامية دولية ذات مصداقية كبيرة عن أكبر عمليات تجسّس عاشها العالم. والحديث يدور عن “فضيحة بيغاسوس” وهو برنامج تنصت إسرائيلي أثار مؤخراً ردود فعل كثيرة على مستوى العالم، من إنتاج شركة إسرائيلية معروفة بتقنياتها وهي الشركة الاسرائيلية للتكنولوجيا (NSO Group Technologies).
وجاء في التحقيق أن برنامجا للتجسس يحمل اسم “بيغاسوس” من إنتاج الشركة الإسرائيلية المذكورة، استخدم لاختراق 37 نوعا من الهواتف الذكية تخص صحافيين ومسؤولين وناشطين وحقوقيين بأنحاء متفرقة من العالم. وطبقاً للمعلومات المتوفرة، من خلال ما نشرته وسائل الإعلام التي أنجزت التحقيق، فإن خطورة برنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس” تكمن في امتصاصه جميع المعطيات في جهاز الهاتف المستهدف، وتحويله إلى أداة تسجيل وكاميرا لمراقبة صاحبه. كما أن الجهاز استهدف أكثر من 50 ألف هاتف شخصي لشخصيات عمومية في العالم، ومعظمها في العالم العربي (المغرب، الإمارات، السعودية ، قطر،اليمن والبحرين). كما أورد التحقيق وجود أرقام تم التجسّس عليها في فرنسا والهند والولايات المتحدة.
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قالت إن استخدام برامج التجسس غير مقبول على الإطلاق، لأنه يخالف أي نوع من القواعد في الاتحاد الأوروبي. أما صحيفة واشنطن بوست الأميركية فقد ذهبت إلى أبعد من ذلك في تقرير لها، إذ قالت أن برنامج بيجاسوس، الذي تمنح شركة “إن.إس.أو جروب” الإسرائيلية تراخيص تشغيله، استخدم لاستهداف هواتف خاصة في اطار عمليات قتل واغتيال.
وتقول المعلومات المتوفرة، أن “منظمة فوربدن ستوريز” التي تأخذ من باريس مقراً لها، قد قامت مع منظمة العفو الدولية بتزويد المؤسسات الإعلامية المشاركة في التحقيق بأرقام الهواتف المستهدفة. ولم تكن الأرقام الواردة في القائمة منسوبة لأصحابها لكن صحيفة واشنطن بوست قالت إن صحفيين تعرفوا على أكثر من 1000 شخص في أكثر من 50 دولة. وكان من بينهم بعض الأفراد في عدة أسر حاكمة في العالم العربي وما لا يقل عن 65 مديرا تنفيذيا بقطاع الأعمال و85 ناشطا حقوقيا و189 صحفيا وأكثر من 600 سياسي ومسؤول حكومي بعضهم رؤساء دول أو رؤساء حكومات.
ما فعلته الشركة الإسرائيلية لا يعتبر تقدماً في عالم التقنيات بل عملاً إجرامياً بحق الشعوب، فهل يتحرك العالم لاتخاذ إجراءات ضد هذه الشركة، أم أن العالم سيغض الطرف عن أصحابها أو بالأحرى ممنوع المس بهم بصفتهم أحفالد ضحايا “المحرقة”؟