الانقلابات على الاسلامانين وهل ينتهي الدرس ؟ الجزائر أولا
تاريخ النشر: 30/07/21 | 9:10عزوق موسى
سئل احدهم يوما لماذا يخدعونك دوما ؟
فرد بأنهم ينوعون في الخدعة ولو كنت
مكاني لخدعت !
البوليتيك عندنا عفن وليس فن ” الممكن “!
« الحشوة كل مرة شكل »
مع كل انقلاب تتعالى وصفات :” انتهى الدرس يا غبي !” و أنهم لم يفهموا التجارب التي سبقتهم ! وان لا ثقة في تلك الجهة !
والمتتبع يلحظ بالتأكيد تشابه في الأحداث وحتى الأساليب ، لكن لا يوجد تطابق أبدا ولكل تجربة خصوصياتها ، ولا بعيد التاريخ نفسه في الحقيقة أبدا ، بل لا يمكن حتى الاستشراف بما قد يؤول إليه الأمر وان سبقه تحذيرات أو تسريبات هي اقرب إلى عمل الكهان وكذب المنجمون ولو صدقوا .
صحيح أن جو الندرة وسيل من الدعاية ” البروباغندا” التخويفية من التدخل الأجنبي و إشادة يدور الجيش وتخوين متعمد وتضيق رزق المعارضة « هولوهم لا تخليوهم رقود» . والتخوين واستغلال للاستئصالين مدعي ” الدي مو قراطية ” بمظاهرات ؟ وأول من يقبل بل يبرر !( مدرسة التبرير مرت من هنا !) لخرق الدستور طولا وعرضا ، وان الشعب ” يريد “! وانتم شعب ونحن شعب ولكم دينكم ولنا دين ( أقسم بالله !) لجنة إنقاذ الجمهورية ! ، وبعد الانقلاب تتم مكافأتهم بمنصب في البرلمان ( في جزء التعيين !) او غيره يبقى معاشه حجة عليه ” رهينة ” …ولا يقرأ الدرس ! ويطالب الآخر بأن يقرأ الدرس ( وهو من سلمه للضباع تأكله ؛ وسيؤكل هو بدوره ، وهو في الحقيقة قد أُكِل يوم أكل الاسلاماني !)
التجارب الثلاث (الجزائر مصر تونس ) وجزء من فلسطين , جربت كل شيء : المحليات ، الرئاسة ، البرلمان ! على الترتيب ففي الجزائر فوز كاسح في المحليات” عام ” ثم البرلمان ( دور أول اقل من شهر؟) . وفي مصر رئاسة الجمهورية ! وفي تونس البرلمان . هذا فضلا عن الاختلافات الجيوسياسية والظروف الدولية ….
( أكيد هناك نقاط تشابه كثيرة وبكل تأكيد كان يمكن استخلاص عدة دروس ، لكن ايضا لا يوجد تطابق أبدا ! ولا يمكن الاعتماد على أي تجربة لعدة إختلافات ” جيوسياسية ” بالأساس فلا الجبهة الاسلامية للانقاذ إخوان مسلمين ! ولا النهضة التونسية كذلك رغم تشابه #العسكر ! جزئيا ، ولا يمكن طبعا وصف تنظيم قوي بكفاءات عالية التكوبن بالغباء او اللدغ من نفس الجحر..السياسة ليست بهذه البساطة ، فضلا على نقطة ” إعطاء تبرير للانقلاب ” فلا الجبهة أعطت مبررا للانقلاب لا في خطاباتها ولا في ممارساتها ، وما يعرض ” من الأخطاء الشائعة ” مقتطفات من خطاب علي بلحاج ” مجتزأ في رده على تخويف وزير الدفاع واضح « يخوفوا فينا ؟!». وكان قرار الانقلاب قد تم اتخاذه سواء قال علي او غيره ما قال . وكذلك الاخوان ” قوتهم في سلميتهم ” ودهاء النهضة ” ، من الصعب في هذه الأجواء الانصاف !دون ان تتعرض الى التصنيف والادانة ؟ فيتم تصنيفك مباشرة بأنك من الإخوان ولو كنت يساريا ملحدا ! تمارس ” التقية ” الشيعية! فالاستئصالين مدعوا الديمقراطية المتهمون للإخوان بالغباء وعدم فهم الدرس ! هم أول من لم يقرأ الدرس وقد ” انتهى ” ! فكلهم من سلالة من ساند الانقلابات لانها ضد الاسلامانين ! …..)
الحكاية:
( ساكتفي في هذا الجزء الاول على تسليط الضوء على التجربة الجزائرية ” التي احس انها شوهت أكثر ؟” حتى في كرونولوجيا الاحداث ” )
الجزائر ليلة القبض على لرئيس
الغريب ان احداث الانقلابات وارهاصاتها تحدث في بداية الليل وفي جوان ؟
في 09 سبتمبر 1989 قرر الرئيس الشاذلي بن جديد إعفاء رئيس الحكومة القبايلي العسكري ” رئيس المخابرات السابق ” الخبير بكل تشابكات الأجهزة “قاصدي مرباح ” ( 1 ) من مهامه ؟ رفض الأخير ذلك بشدة وتمسك بالشرعية التي منحها له أعضاء البرلمان في ظل أول دستور يقر الديمقراطية والتعددية الحزبية (2) والاهم من ذلك كله لم يعد النظام رئاسي ديكتاتوري بل هو تعددي , هذا التمسك لم يدم ذلك على كل حال طويلا فقد فهم بعد أيام قليلة جدا أن القضية قضية “أمر طبق” ليس طلبا وهو سيد العارفين ؟ وكانت الزيارة من رفقاء الدرب مدين وبلخير كافية جدا ووافية , تم تعيين القسنطيني الذي قدم على انه إصلاحي ” مولود حمروش” (3) خليفة له . وفي عهدته فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات ” البلدية ” لسنة 1990 وتفاديا لفوزها في الاستحقاقات اللاحقة كان من خزنة إقرار ” قانون الانتخابات ” الذي شكل وخيط على قياس الحزب الحاكم ويتم على أساسه تحجيم حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ .كان ثالث ثلاثة مراقبين من الجيش ؟ في 26 جويلية 1990 وفي ظل حكومته تخلى رئيس الجمهورية عن وزارة الدفاع ؟ لاول مرة منذ الاستقلال وكانت من نصيب اللواء خالد نزار ( 4) ( الشاوي ). الجيش مستعد للتدخل ؟ والذي سيقوم بعد مظاهرات 05 جوان 1991 بابعاد رئيسه في الحكومة ؟ ويعين سيد احمد غزالي (5). كان رئيس الجمهورية قد اعلن حالة الحصار ؟ في 20 جويلية ترد الجبهة اتهامات الجيش لها بالعنف وخرق القوانين و الإخلال بأمن البلد , يظهر الثلاثي سحنوني الهاشمي ومراني احمد وبشير فقيه على التلفزيون متهمين عباسي مدني (6) بالديكتاتوري و..يعتقل الأخير يومين فقط بعدها 28 جوان 1991 رفقة نائبه علي بلحاج (7) أمام مقر التلفزيون . يعلن الرئيس الشاذلي بن جديد ( 8)انتخابات تشريعية في 26/12/1991 . حيث أبدت الجبهة ان لها قابلية للتجدد ونفس طويل شباني فظهر الشاب عبد القادر حشاني الجامع بين الأصالة والمعاصرة ورابح كبير وعدد كبير في كل ولاية وبلدية تجلت في مؤتمر باتنة أمور مشجعة . بفطنة ودهاء منقطعة النظير وفازت فعلا فوزا كبيرا ؟ أصابت جبهة التحرير ورئيس الحكومة ابوفراشة وقيادة الجيش في دهشة . مما جعل خالد نزار يتخذ قرار إقالة رئيس الجمهورية الشاذلي بن جديد مع حل البرلمان مسبقا لتوهيم المتلقي انه ليس انقلابا ؟ ( انقلاب هذا ام وليد خالة جدة امه ؟) وانما فراغ دستوري ؟ وهو الحالة التي لم ينص عليها الدستور ذاته حالة اقتران شغور منصب الرئاسة لاي سبب مع حل البرلمان ؟ لكن من قال ان عمل الرئيس هذا دستوري ؟ وهل استشار رئيس الحكومة والبرلمان في ذلك ” وجوبا ” ؟ بل هل صادق له المجلس الدستوري الذي يجتمع إلزاما ؟ ” القضية مبيتته بليل” والأمر ليس أمر قوانين ؟ يقر وزير الدفاع لاحقا في مذكراته أن وثيقة الاستقالة ( الإقالة ) كانت في جيبه ؟ وسلمها للرئيس لقراءتها في ليلة ليلاء من 11 جانفي 1992 وعلى التلفزيون مباشرة بحضور بن حبيلس رئيس المجلس الدستوري ؟ تلغى انتخابات نزيهة وتعلن حالة الطوارئ ؟ ويعتقل الكثير من انصار الجبهة الاسلامية للانقاذ بما فيهم عبد القادر حشاني ( يغتال لاحقا) ورابح كبير ( يلجأ الى المانيا ) …الهيئة الامنية العليا المشكلة من عسكرين ومدنين خالد نزار والعربي بلخير ورئيس الحكومة والاعلام تستولي على الحكم لتسلمه على طبق من ذهب الى ” المجلس الاعلى للدولة ” بخماسية خالد نزار علي كافي التيجاني هدام علي هارون ويجلب من المغرب محمد بوضياف ( يتم اغتياله لاحقا في عنابة 30جوان 1992؟ ) بعد ان زج بكثيرين في غياهم المعتقلات , يخلفه على رأس الخماسية علي كافي ويضم رضا مالك. ليتم الولوج الى غياهم الحالات الاستثنائية والطوارئ وحضر التجول , وقانون محاربة الرهاب اكتوبر 1992 ؟ المحاكم الخاصة
وهنا يسدل الستار عن تجربة فريدة في الجزائر . في الحلقة المقبلة باذن الله ساحاول ذكر تجربة انقلاب في مصر وتونس ليلا وفي جوان وهل كان يمكن الاستفادة من تجربة الجزائر أم لا ؟
هذا مقتطف منها :
مصر :
في 03 جوان 2013 انقلاب عسكري من وزير الدفاع على الرئيس المنتخب مرسي ”
في ارض الكنانة تطلب القيادة العسكرية من الرئيس المدني المنتخب التنقل الى قصر القبة (29 جوان ). تنظم المعارضة ” الديمو قراطية ” في 30 جوان مضاهرات تطالب بتدخل الجيش ؟ يعتصم في المقابل في ميدان رابعة العدوية مؤيدوا الرئيس المنتخب. في 01 جويلية وبينما الرئيس المنتخب مجتمعا بوزير الدفاع السيسي ورئيس الحكومة هشام قنديل يصدر المجلس العسكري البيان رقم واحد وحدد مهلة 48 ساعة للحل والا سيتدخل مباشرة ؟ ( كان على كل حال سيتدخل سيتدخل ولا حاجة له لأي مبرر ؟ ومهما كانت التنازلات ؟ ففي لقاء 02 جويلية اقترح الرئيس التنازل عن رئيس الوزراء والوزارات السيادة . لكن القرار كان قد اتخذ ؟ ففي الثالث من جويلية اذيع بيان الانقلاب رقم 1 وهو الرقم الذي لا يكن بعده رقم ) ………………………….
ثورة الياسمين جانفي 2011
رئيس الحكومة التونسية ” هشام المشيشي ” ليلة انقلاب تم احتجازه ! وذكر أن كل الاتصالات به باءت بالفشل ! يصرح لاحقا أنه سيسلم السلطة ! ( لمن يختاره الشعب ؟) لمن يختاره الرئيس ، ترى هل خضع لضغوطات ما ( او تمت توعيته بحجم الخطر الداهم الذي تتعرض له البلاد و…..)
تذكرت رئيس البرلمان الجزائري ” المخضرم ” سليل النظام واللجنة المركزية في الحزب العتيد الذي شاهد قرار إقالته وجل البرلمان عبر التلفاز كما قال ولا تغرنك لحيته ! وقد تمسك كما الغنوشي اليومي بنصوص الدستور المخترق وانه لم يستشر !:( كل الدساتير تمنع تجبر الرئاسة في حل البرلمان ) ……………………..
————– تهميش ——————
مصادر لصحيفة ميدل إيست آي البريطانية : رئيس الوزراء التونسي هشام المشيشي تعرض لاعتداء في القصر الرئاسي برفضه!، في وجود مستشارين امنين من مصر
https://www.middleeasteye.net/…/tunisia-prime-minister…
عزوق موسى