ما هي الجريمة التي اقترفوها الاطفال الفلسطينيين ؟
تاريخ النشر: 03/08/21 | 10:31بقلم: روبي ديملين
ام ثكلى، الناطقة بلسان منتدى العائلات الثكلى الاسرائيلي الفلسطيني
أي جريمة إقترفتها كريستين إبنة ال 12 ربيعاً، أو عبير إبنة ال 10 سنوات، والآن محمد أيضاً إبن ال 12 سنة كي يستحقوا الموت. كل ما أرادوه هو الإستيقاظ صباحاً، وربما الذهاب إلى المدرسة، لعب كرة القدم قليلاً أو ببساطة الإستمتاع بحب عائلاتهم وأصدقائهم. لن تكون لهم أبداً فرصة إنهاء المدرسة ودخول الجامعة والزواج أو اختيار الحياة التي يريدونها. ما الذي جرى لقِيَمنا؟ متى ينتهي كل ذلك؟
كانت عائلاتهم على مستوى عالٍ من النبل كي تنضم لمنتدى العائلات الثكلى وإختيار طريق المصالحة، دون عنف أو كراهية وبدون رغبة في الإنتقام. أي درجة من الزهد مطلوبة كي يبقى يخفق فيهم الإيمان بإنسانية الآخر وكيف تتوفر لديهم الرغبة بمواصلة العمل من أجل تحقيق السلام. أفراد العائلة المتبقون بعدهم، لن يعودوا كما كانوا أبداً. فأي مناسبة، مهما كانت مفرحة، لن تكون كما كانت.
أي مشترك أيضاً بين أرواح هؤلاء الأطفال؟ جميعهم، تمّت التضحية بهم من قبل جنود إدّعوا أن الأمر وقع عن طريق الخطأ، ونحن نسأل ما هو عدد الأخطاء الأخرى كهذه التي يجب أن تقع قبل الإعتراف بها على أنها جريمة تستوجب العقاب، بمقتضى القانون. من الذي يجب أن نتهمه بسبب جندي يصول ويجول مع مسدس. هل لا يوجد لديه أي إحترام لحياة الإنسان؟ هل كانوا هم مهووسين بالخوف ممن يسمّونه “العدو” لدرجة أن يتم تبرير كل فعل عنيف على أنه خطأ. لا أحد يولد مع الكراهية، وكم هو عديم الإنصاف أننا نلقي هذه الأثقال على عاتق الأطفال الإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك عبء جنود الجيش الإسرائيلي الذين يواجهون يومياً المواطنين، ويُضطرون للإختيار بين التصرف برأفة وسط محيط خطير وبين القيام ببساطة بإطلاق النار كي يبقوا آمنين.
هل المقاطعة التي قامت بها شركة بن أند جيريس هي الأمر المطلوب كي نفهم أن إسرائيل ستبقى إلى الأبد في صدمة إذا لم نتِح لجيراننا الحق ذاته في الحياة، مثلما هو ممنوح لنا. كم شركة أخرى يجب أن توقف مبيعاتها في المناطق من أجل أن ندرك ضرورة إنهاء هذا الصراع؟ هل نريد السير على خطى جنوب أفريقيا أيام الأبرتهايد، إلى أن ينزلنا العالم على الركب خانعين. كنتُ أريد أن آمل بأننا أفضل من ذلك، وأنه ما زال هناك حد من الإنصاف واللياقة في وجداننا كي نوقف هذا القتل العنيف للأطفال الأبرياء.
إننا ومن موقعنا كأهالٍ إسرائيليين وفلسطينيين، أفراد عائلات ثكلى، نتوسل القادة بالبدء في التربية على التعقل وعلى قيمة حياة الإنسان. فأبداً، لا تلقي بالريح والنار دون أن تأمن الخطر الداهم. نحن نعرف ما هو معنى أن تواصل العيش في هذا العالم دون القدرة على الحب، لأن معنى الفقدان بسيط: أن لا تكون قادراً على تقديم الحب.