هل فكّر “عرب الإئتلاف” في موازنة المستوطنات؟ – الوجه الآخر لميزانية حكومة بينيت- أحمد حازم
تاريخ النشر: 05/08/21 | 10:53غريب أمر “القائمة العربية الموحدة ” في حكومة اليميني القومي الديني المتطرف نفتالي بينيت، فهي تمارس سياسة قريبة بمضمونها من:” ولا تقربوا الصلاة” بدون ذكر “وأنتم سكارى”. وهذا الحذف هو للتضليل. بمعنى أن منصور عباس زعيم “الموحدة” يحدثنا عن “النجاح الباهر” الذي حققه في الميزانية، التي يتحدث عنها بإعجاب كبير، وينسى أن لهذه الميزانية جانب مظلم آخر لم يأت على ذكره بتاتاً، وهو جانب في غاية الأهمية للفلسطينيين بشكل عام. وهذا الجانب هو زيادة نسبة موازنة الاستيطان في الميزانية إضافة إلى خداع واضح فيها لمن يتعمق في فهم مضمونها فيما يتعلق بالمجتمع العربي.
منصور عباس، رئيس قائمة الحركة الإسلامية الجنوبية “الموحدة” كان على عجلة من أمره عندما تحدث بلهجة “المنتصر” وكأنه حقق معجزة القرن الحالي في تخصيص 53 مليار شيكل للمجتمع العربي، هذه الميزانية وحسب المعلومات التي ذكرها عباس ستكون 20 مليار شيكل توزع على عشر سنوات للبنى التحتية، و30 مليار شيكل سيتم صرفها خلال خمس سنوات، و2,5 مليار شيكل، لمكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي، قالوا صحيفة “ذي ماركر” الإقتصادية ذكرت في الثالث من الشهر الحالي نقلاً عن مسؤولين في وزارة المالية إنه”من الصعب تحديد مصدر هذه المليارات، لكن المسؤولين اعترفوا من جهة ثانية أن المبلغ الإجمالي لا يصل الى 50 مليار شيكل.
تعالوا نتحدث بصراحة استناداً إلى تحليلات في هذا الشأن: خلال الثلاثة وسبعين عاماً من قيام إسرائيل، لم تلتزم أي حكومة من الحكومات التي تعاقبت على الحكم خلال هذه الفترة بأي خطة متعددة السنوات، باستثناء مخططات تكثيف الاستيطان، وتطوير الجيش. ولا ندري من أين أتى منصور عباس بهذه الثقة بالحكومة وكأنها ستعمر طويلاً؟ هو يتحدث عن خطتين خمسية وعشرية لتوزيع المليارات، رغم أن الإئتلاف يقف على كف عفريت وهو مهدد بالسقوط في أي لحظة لعدم وجود أساس سليم له. يعني “إذا دفشتو بقع”.
والسؤال المطروح: هل يعرف منصور عباس عدد الحكومات التي ستتشكل خلال العشر سنوات المقبلة؟ ومن يضمن أن الحكومات المقبلة ستلتزم بخطط عباس أو خطط صديقه نفتالي بينيت؟ حتى لو بقيت الحكومة لفترة أربع سنوات فهل من ضمانة لاستمرارها في الحكم ليتحدث عباس عن خطة خمسية أو عشرية؟
حسب المعلومات المتوفرة وكما ذكرت وزيرة الداخلية أييليت شكيد فإن ميزانية الصرف المباشر على المستوطنات من وزارة الداخلية قد زادت بنسبة 50%. نقطة مهمة أخرى لم يلتفت إليها عباس مطلقا تتعلق بالمسجد الأقصى. فحسب المعلومات المتوفرة فقد تم تخصيص مئات الملايين من الشواقل التي ستصرف على الأنفاق تحت المسجد الأقصى، وعلى الاستيطان في البلدة القديمة وحي سلوان. هذه الأمور يبدو أنها لا تهم عباس ولا حركته الجنوبية ولا قائمته “الموحدة”.
ويراودني سؤال آخر أود طرحه على سعادة النائب منصور عباس “حامي” الإئتلاف في حكومة صديقه اليميني بينيت: ما هي المبالغ التي ستضاف لميزانيات المجتمع العربي؟ وما هو مصدرها؟ وأين تظهر في كتاب الموازنة العامة؟ هذا السؤال طرحه أيضاً أحد المحللين وأنا أريد أيضاً طرحه مجددا.
المعروف يا سعادة النائب أن كتاب الميزانية، يجب أن يشمل بالتفصيل كل ميزانية جديدة إضافية، وهذا يعني أن منصور عباس يتوجب عليه أن يخبرنا مصحوباً بالوثائق عن الزيادات ، من دون الميزانيات الأساس.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد من تذكير منصور عباس بكذب الائتلاف وضمنا كذب الموحدة. فقد ذكر موقع ” روسيا اليوم RT”في الثالث من شهر يونيو/حزيران نقلاً عن بيان “للموحدة”، أن حكومة بينيت وخلال 45 يوما من تشكيلها ستعترف بثلاث بلدات بدوية في النقب ، هي عبدة وخشم زنة ورخمة. ولغاية الآن لم تعترف بالقرى الثلاث. فأي كذب هذا؟ ثم ألا تستحون من تصريحاتكم بالاعتراف فقط بثلاث قرى رغم وجود 35 قرية بدوية في النقب غير معترف بها؟