محاولة خداع لقضاة العليا في الشيخ جراح-بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 06/08/21 | 11:45في التاسع والعشرين من الشهر الماضي اضطر مصدر مسؤول مقرب من رئيس الحكومة اليميني بينيت إلى الإعتراف لموقع “تايمز أوف إسرائيل” بأن الحكومة الإسرائيلية ستعمل مرة أخرى، على تأجيل الحكم في قضية إخلاء الشيخ جراح، ومن الممكن حسب المصدر تجميد الإجراءات لمدة ستة شهور أخرى. المحكمة العليا الإسرائيلية أمامها قضية أربع عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية مهددون بالإخلاء.
في الثاني من الشهر الحالي أرجأت المحكمة العليا قرارها بشأن التماس قدمته العائلات فلسطينية، ضد قرار إخلائها من منازلها في حي الشيخ جراح بمدينة القدس الشرقية، لأن المحكمة وحسب أقوال محامي العائلات، لم تتوصل إلى أي قرار، وستكون على ما يبدو جلسة أخرى للنظر في القضية، إلا أنها لم تحدد موعد إصدار قرار بشأن القضية، أو عقد جلسة أخرى للمحكمة.
قرارات إخلاء العائلات الفلسطينية لبيوتهم صدرت مطلع العام الجاري عن المحكمة المركزية الإسرائيلية، لكن العائلات رفضت الإخلاء. وينظر اليمين الإسرائيلي إلى الأمر على أنه معركة لتوسيع الوجود اليهودي في القدس الشرقية، بينما يرى الفلسطينيون فيه جزءأً من مشروع محو وجودهم في المدينة. وإذا أخذنا بعين الإعتبار أن أمر الإخلاء لا يتوقف فقط على العائلات الفلسطينية الأربع بل من المقرر إخلاء أكثر من سبعين فلسطينيا من الشيخ جراح، نستنتج أن الهدف هو التفريغ التدريجي لحي الشيخ جراح من سكانه الفلسطينيين الأصليين.
قضاة المحكمة أرادوا أن يلعبوا لعبة سياسية في منتهى القذارة والإحتيال. فقد اقترحوا أن يعترف الفلسطينيون بملكية إسرائيل للأرض المقامة عليها المنازل، مقابل اعتراف المحكمة بهم كمستأجرين محميين، مع دفع إيجارات رمزية، وهو ما رفضه طاقم الدفاع عن العائلات.
ولكن لماذا قرار التأجيل الذي كما يبدو كان متفقاً عليه مسبقاً كما ورد في تصريحات المصدر المقرب من بينيت؟ المناقشات حول موضوع إخلاء عائلات فلسطينية لبيوتهم في حي الشيخ جراح تأتي في وقت يتم فيه التحضيرات للزيارة الأولى التي سيقوم بها بينيت ل واشنطن كرئيس حكومة. ولم يتم تحديد موعد حتى الآن للزيارة، لكن وحسب معلومات إسرائيلية من المتوقع أن تتم الزيارة في منتصف شهر أغسطس /آب الحالي لأن الكنيست سيكون في عطلة. ولذلك فإن الحكومة الإسرائيلية متخوفة من أن أي قرار يتم اتخاذه حول عملية الإخلاء في حي الشيخ جراح ، من المحتمل أن يؤدي إلى مشاكل قبل سفر بينيت إلى الولايات المتحدة لا سيما وأن إدارة الرئيس الأمريكي بايدن تعارض عملية الإخلاء.
مجموعة “عير عميم”، وهي مجموعة حقوقية إسرائيلية يسارية، ذكرت أن ” حوالي 200 عائلة في القدس الشرقية تواجه خطرا مماثلا بالإخلاء، مع انتقال القضايا ببطء عبر الهيئات الإدارية والمحاكم الإسرائيلية. المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيحاي ماندلبليت وبحسب موقع “واللا” الإخباري، سلم المحكمة إفادة خطية تضمنت آراء مسؤولين أمنيين إسرائيليين كبار، يحذرون من أن إخلاء العائلات قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وحسب موقع الأمم المتحدة، فإن الأمين العام أنطونيو غوتيريش، قد حث إسرائيل “على وقف عمليات الهدم والإخلاء تماشيا مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.” كما دعا كافة القادة إلى “تحمل مسؤولية العمل ضد المتطرفين والتحدث علانية ضد جميع أعمال العنف والتحريض وعلى التمسك بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة واحترامه.”
وكان المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان، روبرت كولفيل، قد صرح بأن عملية إخلاء الفلسطينيين من بيوتهم في الشيخ جراح قد ترقى إلى جريمة حرب.