أموال المسلمين ليس إنجازاً لكم- أحمد حازم
تاريخ النشر: 07/08/21 | 11:10لفت نظري “بوستر” باللونين الأخضر والأصفر نشرته “االحركة الإسلامية الجنوبية” يتضمن شكراً لأهالي الطيبة وكفر قرع وكفر برا، ويظهر في البوستر صورة (شك) بقيمة خمسين ألف شيكل يستدل منه أنه “لسد الغرامة المالية التي فرضتها السلطات الإسرائيلية على المقدسيين المهددة بيوتهم بالمصادرة في بيت صفافا”. كما يظهر في البوستر مواد دعائية أخرى.
نحن مع مساعدة أهلنا في القدس، ومع مساعدة المحتاجين من أبناء شعبنا. لكن هذا المبلغ تم جمعه من أموال زكاة المسلمين ويروج له حزبياً وكأنه إنجازاً لهم. ولذلك فإن هذا العمل الذي قامت به “الجنوبية” و”الموحدة” من غير المعقول تصنيفه كإنجاز، وان ما فعلته أياديهم ليس إنجازاً إنما أخذ أموال الزكاة ودفعها للمحتل الإسرائيلي بدل إيصالها إلى المحتاجين إليها من أبناء شعبنا وليس للوزارات أو لدوائر الشرطة.
هذه الأموال يا أعضاء الكنيست في “القائمة العربية الموحدة” كان يجب أن تذهب إلى أفواه الجياع وأنتم تدفعوها غرامات للمحتل الإسرائيلي الذي تشاركونه الحكم وتشاركونه في الائتلاف، وهو الذي يقوم بهدم البيوت في القدس واللد و النقب وغيرها.
والسؤال المطروح: لماذا لم توقف “القائمة العربية الموحدة “هذه الغرامات خصوصاً وأنها موجودة في الحكومة؟ بمعنى لماذا لم يمارس نواب “الموحدة” ضغطاً قويا على شركائهم في الحكومة من أجل إعفاء هؤلاء المواطنين الفلسطينيين من دفع الغرامات، خصوصاً النائب سعيد الخرومي الذي أصبح (ما شاء الله عليه) رئيساً للجنة الداخلية؟ أم أن القيام بدعاية حزبية وعمل بوسترات من أموال الزكاة هو أفضل لكم من ناحية دعائية؟
إذا كان لديكم الإهتمام الفعلي والجدي بتقديم مساعدة مادية لدفع الغرامات لسلطة الإحتلال، فالأولى بكم أن تمدوا أياديكم إلى جيوبكم أنتم وتتبرعوا بجزء يسير من الملايين التي تدخل إليكم من الكنيست، بدلاً من التصرف بأموال الزكاة. القائمة العربية الموحدة تلقت تمويلاً للكنيست (24) الأخيرة بقيمة 6.943 ملايين. هذا إضافة إلى التمويل الحزبي والمعاشات الشهرية والإمتيازات التي تفوق كل تصور. عيب عليكم أن تجمعوا مبلغاً يسيراً من أموال الزكاة وأنتم تتلقون الملايين من “الكنيست” مصدر النعمة (؟!) عليكم.
شعبنا يا سادة بحاجة لإنهاء كافة الممارسات التي تحاك ضد الأقصى، وأنتم شركاء في هذه الممارسات كونكم شركاء في الحكومة التي تسمح للمستوطنين الهمجيين باستباحة حرمة الأقصى وتسمح للجيش الإسرائيلي بدخوله لدعم المتطرفين في ممارساتهم.
رئيس “الموحدة” منصور عباس يخشى الذهاب إلى الشيخ جراح ويخاف من الذهاب إلى الأقصى. قولوا لنا بربكم: من يعتبر نفسه زعيماً لقائمة إسلامية لماذا يخشى لقاء مع أهالي الشيخ جراح؟ ولماذا يخاف من تواجده بين أهله في الأقصى؟ منطقياً المفروض بمنصور عباس أولاً الدفاع عن الأقصى وليس الخوف من الذهاب إليه. والخوف ليس من الإحتلال الإسرائيلي بل من حماة الأقصى ومن شعب الأقصى ومن أهل القدس والشيخ جراح الذين يعتبرون منصور عباس شخصاً غير مرغوب فيه في الأقصى والقدس. فلماذا يا ترى؟؟؟
ولكن ماذا نتوقع من رئيس قائمة عربية إسلامية تحمل اسم “الموحدة” لم نسمع منه أي كلمة. فيما يتعلق بموضوع تأجير الأرحام. القائمة العربية الموحدة هي الجسم السياسي للحركة الإسلامية الجنوبية، والإسلام يحرم كلياً تأجير الأرحام، وبيان الدكتور مشهور فواز رئيس مجلس الإفتاء في البلاد واضح كل الوضوح في هذا الشأن. إذاً لماذا سكتت “الموحدة على ذلك؟ هل وضعت الإسلام جانباً وفضلت مصالحها عليه؟
جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8]. هذا يعني أن من يعمل في الدنيا وزن ذرة من خير, يرى ثوابه في الآخرة ومن يعمل في الدنيا وزن ذرة من شر يرى جزاءه أيضاً في الآخرة. وما تفعله “الموحدة” بزعامة عباس من ممارسات ستحاسب عليه ليس في الآخرة فقط إنما من المواطن العربي أيضاً.