غيداء “الميرتسية” وتصريحاتها التضليلية- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 09/08/21 | 13:21التضليل بشكل عام يحتاج لمعرفة بالنفاق والكذب والمصلحة الذاتية (شخصية أو حزبية). وما يقوم به بعض أعضاء الكنيست العرب من ممارسات نستطيع وضعها في إطار تضليل المواطن العربي. فمن الجمهور في مجتمعنا من يصدق أقاويلهم ولا سيما ناخبيهم، ومن المواطنين من يعرف ألاعيبهم.
عضو الكنيست عن حزب ميرتس، غيداء ريناوي زعبي، لا ترغب أبداً بل وبالأحرى هي ضد أن يقوم الجيش الإسرائيلي بعمليات عسكرية واسعة. صحيح أنها لم تحددد أين، لكن مفهوم ضمناً أن المقصود هو عمليات عسكرية ضد غزة ولبنان، وعلى الأكثر المقصود في كلامها غزة. ولماذا لا ترغب السيدة المصون غيداء؟ فهنا مربط الفرس: ليس لأن الحرب على أبناء جلدتها الفلسطينيين في غزة، بل لأن أي حرب قادمة يخوضها الجيش الإسرائيلي ستشكل خطراً على الائتلاف الحكومي.
فقد صرحت غيداء “الميرتسية” النهج لإذاعة “مكان” الإسرائيلية الرسمية أمس الأحد، ان الائتلاف الحكومي بخطر في حال قرر شن عملية عسكرية واسعة النطاق، بسبب موقف الحزب (ميرتس) والقائمة العربية الموحدة المعارض للقيام بمثل هذه الخطوة. أي أن خوض الجيش الإسرائيلي لأي معركة عسكرية واسعة يهدد بقاء الحكومة الاسرائيلية. يعني السيدة غيداء (قلبها) على الحكومة. موقف مشرف فعلاً.
الوزير عيساوي فريج من ميرتس لم يعجبه أبداً تصريح غيداء، ليس لأنه ضد عملية عسكرية، بل لأنه يدافع عن الجيش الإسرائيلي. عربي أصيل ومواطن صالح ما شاء الله عليه. فقد رد فريج على اقوال زميلته في الحزب غيداء ريناوي زعبي،بالقول لإذاعة مكان:” ان طريقة تعبير النائبة ريناوي زعبي ليست بالناجحة وانها لم تقصد ما قالته، وبين انه من الواضح انه في حالة حرب يحق لأي دولة لا سيما إسرائيل الدفاع عن نفسها، وأن حزب ميرتس هو حلقة قوية في الائتلاف الحكومي وانه سيواصل لعب هذا الدو”ر. هذه هي حركة ميرتس.
وزيرة الداخلية شاكيد ردت أيضاً على تصريحات غيداء واصفة إياها بالحمقاء, فقد قالت:” يجب عدم الانتباه الى أي اقوال حمقاء يتفوه بها عضو كنيست وان الحكومة ستخوض عملية عسكرية في حال لزم الامر حتى وان كان ثمن ذلك حلها”. هل فهمت يا غيداء ما قالته زميلتك في الحكم ؟
يبدو أن غيداء نسيت تماماً أو تناست أن حزب ميرتس، حتى عندما كان في المعارضة لم يكن ضد أي حرب يشنها الجيش الإسرائيلي. واليوم حزب ميرتس في الائتلاف الذي تريد غيداء والموحدة أن يبقى واقفاً على فدميه ولا يتعرض لانهيار. من جهة ثانية أود أن أذكّر “الميرتسية” غيداء بأن رئيس الحكومة بينيت الذي تولى الحكم بفضل وجود “عرب جيدون” قد قام بقصف غزة أكثر من خمس مرات بسبب البالونات الحارقة، وأيضاً أذكرّها بأن الاقتحامات للأقصى والإعتداءات على المصلين حصلت في عهد حكومة بينيت والإئتلاف الذي أنتم تعتبرون أحد أركانه.
أمر آخر أريد أن ألفت انتباه غيداء إليه وهو أن إقامة مستوطنة أفياتار قد أقيمت على أرض فلسطينية في عهد حكومة بينيت، ولا تنسي يا غيداء أن مسيرة الأعلام الني قام بها المستوطنون في القدس جرت بدعم ومساندة قوات من الشرطة الإسرائيلية في عهد الحكومة الحالية. وكان مستوطنون متطرفون قد نظموا مسيرة الأعلام في مدينة القدس المحتلة بعد تشديدات أمنية من سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترافقت مع عشرات الاعتقالات والاعتداءات.
أين كنتم يا غيداء انتم وشقيقتكم “الموحدة” في الائتلاف عندما حصلت كل هذه الأمور؟ أنتم موجودون في الحكومة للحفاظ عليها وعلى الإئتلاف فقط. هذا هو دور أعضاء الكنيست العرب في الموحدة وميرتس.
غيداء أرادت أن تزيد معلوماتنا وتطور نظرتنا السياسية بالحديث عن الفرق في المفهوم السياسي بين بينيت و نتنياهو ، متجاهلة أن الأول تلميذ الثاني، بقولها:”لو كان بنيامين نتنياهو في الحكم لكان رد إسرائيل ضد لبنان أكثر حزمًا، فيما يبدي بينيت انضباطًا لأنه يعلم أن لا دعم له من اليمين”، ما هذا الهراء يا غيداء. هذا كلام لا أساس له من الصحة بتاتاً، وكأنك تقولين “الحية الرقطاء أفضل من الحية السوداء” لكنك نسيت أن الإثنتين سامتين.