الجهود الدولية والإقليمية في مكافحة وباء كورونا
تاريخ النشر: 13/08/21 | 8:46بقلم : سري القدوة
الجمعة 13 آب / أغسطس 2021.
مع استمرار انتشار وباء كورونا تبدو فكرة إيقاف العالم للفيروس تماما والعودة إلى حياة ما قبل الوباء وكأنها حلم، خاصة في ظل عمليات التطعيم غير المتكافئة والمتغيرات الجديدة الخطيرة، فإن فكرة أننا سنتخلص يوما ما من الوباء تبدو وكأنها فكرة باتت صعبة للغاية ولا ينبغي لنا أن نفقد الأمل بعد، وأنه يمكن استئصال فيروس كورونا تماما من المجتمع. وتشير الدراسات العلمية الى انه وفي التحليل للدراسات السابقة والنظر في المقارنات مع الجدري وشلل الأطفال يشير العلماء إلى أن الاستئصال قد يظل ممكنا حتى لو لم يكن سهلا ويبدو ان الاستئصال ممكن بفضل مجموعة اللقاحات وتدابير الصحة العامة والاهتمام العالمي بتحقيق هذا الهدف.
وعلى الرغم من أن وباء كورونا وعلى المستوى العالمي يستمر في تشكيل خطورة بالغة فإنه على نطاق صغير تمكنت بعض الأماكن من القضاء على الفيروس وخاصة في ظل انتشار التطعيم. وأوضح العلماء أن دولا كبيرة مثل الصين ودولا أصغر مثل أيسلندا ونيوزيلندا تمكنت من القضاء على الفيروس مؤقتا قبل إطلاق اللقاحات باستخدام مراقبة الحدود وارتداء الأقنعة والتباعد الجسدي والاختبار وتتبع الاتصال، وبالإضافة إلى ذلك فقد تمكن العالم وبالفعل من القضاء على مرض بشري واحد على الأقل تماما من قبل وهو الجدري.
التأثير الكبير لما تركه وخلفه وباء كورونا على النطاق الهائل على المستويات الصحية والاجتماعية والاقتصادية في معظم أنحاء العالم يدفع الجميع الي الاهتمام غير المسبوق بمكافحة الأمراض واستثمارات ضخمة في التطعيم ضد الوباء، وتبقى الحاجة مهمة وماسة الى ضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات المتعمقة والمكثفة ودعوة منظمة الصحة العالمية إلى مراجعة رسمية لمخطط وإستراتجية محاولة القضاء على الوباء وهذا الوضع القائم الذي ادى الى ارتفاع الأصوات المنادية بإدخال إصلاحات جدية على طرق عمل منظمة الصحة العالمية.
وعلى ما يبدو ان الجائحة كانت سببا في إثارة جدل عالمي واسع حول جدوى منظمة الصحة العالمية وأهميتها بعد أن ثبت للعيان عدم جاهزية أغلبية البلدان الأعضاء للتعامل بجدية مع الأوبئة والأمراض المعدية وأهمية تعزيز التعاون الدولي بين مختلف بلدان العالم لتوفير وقائع جديدة وإستراتجية علمية شاملة تضمن مكافحة الوباء وعمليا لو سمحت النظم الدولية بوجود التعاون الدولي في مجال مكافحة الفيروسات لكان هناك استجابة اسرع من قبل منظمة الصحة العالمية وبطريقة أكثر حسما لاحتواء الوباء الناجم عن انتشار فيروس كورونا المستجد بمجرد ظهوره حيث توصلت الدراسات العلمية التي اشرفت عليها لجان مستقلة وتوصلت الى ان منظمة الصحة العالمية لم تعمل بجدية من اجل استعراض اليات الفيروس وطبيعته وغاب التعاون الدولي بين الدول الاعضاء ومدى استعدادها لمواجهة الأوبئة.
وعمليا لا بد من مضاعفة الجهود من قبل منظمة الصحة العالمية والعمل على تقديم كل أنواع الدعم الممكنة وخاصة الدعم التقني الذي يركز على تقوية القدرات المختبرية للبلدان بما يمكنها من إجراء الاختبارات اللازمة لاكتشاف الحالات وتدريب الكوادر التي ستعمل في مختلف مجالات الاستجابة ولا بد من التعاون الكامل بين الدول الاعضاء في المنظمة الدولية وتبادل الادوار والمعلومات مع المكاتب الإقليمية بهدف دعم قدرات البلدان واستكمال خططها في التأهب والجاهزية والاستجابة لأية أوبئة أو جوائح قد تقع في أي وقت طبقا لما تنص عليه اللوائح الصحية الدولية وتعديلاتها.