عام على سجن الشيخ رائد صلاح.. رجل دين يخيف إسرائيل- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 18/08/21 | 8:10في العاشر من شهر فبراير/ شباط العام الماضي، صدر حكم على فضيلة الشيخ رائد صلاح بالسجن الفعلي 28 شهرا، مع تخفيض 11 شهرا قضاها بالاعتقال الفعلي. وقررت المحكمة آنذاك أن يبدأ الشيخ قضاء محكوميته يوم السادس عشر من أغسطس/ آب من تلك السنة.
عام بأكمله مر على سجن الشيخ نتيجة حكم جائر ظالم. فماذا نتوقع من المحتل غير ذلك: حكم لا يعتمد على المنطق والقانون بل على مواقف سياسية. سلطات الاحتلال حظرت الحركة الإسلامية التي يرأسها فضيلة الشيخ، لأن نهجها لا يتناسب كلياً مع نهج إسرائيل، ولأنها (وهذا الأهم) المدافع الرئيس عن القدس والأقصى، ولأن شيخ الأقصى رفض كل المغريات وكل التهديدات وأصر على العمل من أجل القدس والأقصى. ولذلك كان القرار الحاقد حظر الحركة الإسلامية في السابع والعشرين من شهر نوفمبر/تشرين ثاني عام 2015 والتضييق على الشيخ في كل تحركاته.
في الثالث عشر من الشهر الجاري أدى عشرات الفلسطينيين من أراضي 48، صلاة الجمعة، أمام سجن “رامون” في صحراء النقب استجابة لدعوة لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، تضامناً مع الشيخ رائد، المعتقل في العزل الانفرادي في سجن “رامون”. وتأتي إقامة صلاة الجمة أمام سجن رامون كتعبير من المصلين عن رفضهم للممارسات القمعية ضد الشيخ والتضييق عليه في حبسه الانفرادي، فضلا عن طلب تمديد عزله الانفرادي ستة أشهر إضافية.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها الشيخ للإعتقال التعسفي. فقد قضى أحكاماً مختلفة في سجون الاحتلال، كانت الأولى عام 1981، والثانية عام 2003، والثالثة عام 2010، فيما اعتقل بعدها بعام في بريطانيا، ثم أعيد اعتقاله في عام 2016، ومنذ عام 2017 وهو ملاحق ضمن ما يعرف بملف الثوابت.
النقب بشكل عام يتذكر الشيخ لأنه كان دائماً إلى جانب أهل النقب ولا سيما قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف والتي هدمتها السلطات الإسرائيلية 191 مرة. يوم الإثنين الماضي أوقدت العراقيب شعلة الحرية رقم 13 بعد مضي 366 يوما على أسر الشيخ رائد صلاح في السجون الإسرائيلية، وهذه الشعلة التي أوقدها الشيخ هاشم عبد الرحمن تجسد روح الوفاء للشيخ.
ومنذ دخول الشيخ رائد إلى السجن يوم 16 آب/ أغسطس العام الماضي، جرت العادة في العراقيب على إشعال شعلة الحرية تقديرا للشيخ ودوره في دعم قضايا شعبه وفي مقدمتها قضية قرية العراقيب التي تعاني الهدم والملاحقات الإسرائيلية.
الشيخ رائد الذي يتصدر اسمه دائما العناوين في وسائل الإعلام ال محلية والعربية يرتبط اسمه باسم الأقصى، لدفاعه المستميت عنه، في ظل حالة الخذلان واللامبالاة على صعيد الأنظمة العربية. وليس من المستغرب أن يطلق على الشيخ لقب “شيخ الأٌقصى”.
وإذا كانت سلطات الإحتلال تنظر إلى اعتقال الشيخ كعقاب له، فإن الشيخ رائد ينظر إلى السجن من زاوية أخرى. فهو يعتبر سجنه من قبل الاحنلال فرصة للاعتكاف وللعبادة والتقرب إلى ربه، وهو الذي قال: “”مرحبا بالسجون إذا كانت فداء للأقصى…مرحبا بالسجون نصرة للقدس والمسجد الأقصى.” وهو الذي صرح بصوت عالِ أيضاً: “ما قمنا به خلال المرحلة الماضية لأجل المسجد الأقصى سيستمر، وبذلك سيسقط الحلم الذي بنته دولة الاحتلال أن الأقصى سيكون وحيدا”. الشيخ الذي يعتبر دينه قوته وعقيدته دستوره، يفتخر بما قاله الأجداد ذات يوم:” يا ظلام السجن خيم إننا نهوى الظلام، ليس بعد العسر إلا نور فجر يتسامى”.
شيخ الأقصى حتى وهو في السجن يرتب وقته بدقة رغم الظروف السيئة التي يعيش تحتها خلف القضبان. فقد نقل عنه محاميه خالد زبارقة خلال زيارة له في السجن، انه يقرأ ويكتب كثيراً ويؤلف ويبدع في الأدب والفن فقد رسم حتى الآن 17 لوحة، منها 8 لوحات رسمها في سجن أوهلي كيدار، و9 لوحات في سجن رامون، كذلك نظم عدة قصائد من الشعر تحاكي الواقع الذي نعيشه”.
الشيخ رائد رجل دين يعتبر عنواناً للوفاء والإخلاص والشرف يلتف حوله المخلصون للوطن ليشكلوا ائتلافاً حراً من أجل الأقصى والقدس، لكن غيره يشكل ائتلافاً مع بينيت ولابيد لتوسيع الاستيطان.