ملك المغرب في الحضن الإسرائيلي …إخجل واستقل من رئاسة لجنة القدس- أحمد حازم

تاريخ النشر: 22/08/21 | 12:09

أنا أحترم الشعب المغربي لمواقفه تجاه القضية الفلسطينية، لكني لا أرى سبباً لاحترام النظام المغربي منذ عهد الملك الحسن الثاني، الذي قتلت مخابراته بمعرفة الموساد قبل 56 عامًا وبالتحديد في التاسع والعشرين من تشرين الأول عام 1965، القائد الثوري الوطني المهدي بن بركة أحد كبار القادة السياسيين وأكبر داعية للديمقراطية والعدالة الإجتماعية والتحرر من نير الاستعمار في المغرب.

الحسن الثاني، طاوعه ضميره بقتل سياسي كبير من بلده ليس لأنه خائنا بل لأنه ينادي بالتحرر. والحسن الثاني أوكلته منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1975 برئاسة لجنة القدس، وبعد وفاته انتقل العرش الى ابنه الشاب محمد السادس بن الحسن الثاني في الثالث والعشرين من شهر يوليو/تموز عام 1999 إثر وفاة والده الحسن الثاني.وانتقلت إليه أيضاً رئاسة لجنة القدس. ولكن كيف ولماذا لا أحد يعرف.

الوريث لم يفعل شيئاً للقدس ولم يتفوه بكلمة واحدة إزاء انتهاكات المستوطنين والقوات الإسرائيلية للأقصى. فهل نحن بحاجة إلى هكذا رئيس للجنة القدس؟ والأمر المزعج حقاً أن محمد السادس الذي لم يلتفت للقدس بجدية كونه رئيساً للجنتها، أظهرت دراسة دولية نشرت في عام 2009 أنه من بين أكثر خمسين شخصاً في العالم تأثيرا بالإسلام (؟!) ورغم ذلك تعامى عما يجري في القدس.

تعالوا نضع النقاط على الحروف ونسمي الطفل باسمه: حسب صحيفة “جيروسالم بوست” رحل عن المغرب خلال السنوات الخمس التي تلت نشوء الكيان الإسرائيلي في فلسطين، 300 ألف يهودي مغربي، وكانت على شكل هجرات جماعية قانونية دون أي اعتراض. في هذا السياق، قالت صحيفة ” جيروزاليم بوست” إن الملك الحسن الثاني سمح بهجرة 120 ألف من اليهود المغاربة إلى إسرائيل، بعدما تلقى مكافأة عن كل يهودي يسمح له بالهجرة، مضيفة أن الاتحاد العالمي لليهود المغاربة أحصى هجرة 300 ألف يهودي من المغرب إلى إسرائيل منذ بداية الستينات. إذاً الهجرة اليهودية من المغرب إلى إسرائيل بدأت قبل هجرة اليهود الروس. فماذا ننتظر من هكذا نظام؟

محمد السادس يسير حسب خريطة طريق في التعامل مع إسرائيل. في رسالته للرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، لم يتطرق العاهل المغربي أبداً إلى القضية الفلسطينية بل أعرب ” عن أمله في أن تشجّع العلاقات الإسرائيلية المغربية سلاما إقليميًا واسعًا وأنه راضٍ عن الخطوات التي اتّخذت لتجديد العلاقات”.

هنا اعترف محمد السادس بأنه لا يعرف إلى أين ستسير هذه العلاقة مع إسرائيل، بدليل أنه أعرب عن أمله في أن تكون لهذه العلاقة إيجابيات و(الأمل) لا يعني حقيقة إنما مجرد أمنية أو حلم. وفيما يتعلق بـ”الرضى” فهو مجبر على ذلك لأن الخطوات التي يتحدث عنها كانت من الإملاءات التي فرضها عليه ترامب مقابل اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء الغربية.

حتى في لقائه الأخير الأسبوع الماضي مع وزير خارجية إسرائيل يائير لابيد في الرباط، تركز اللقاء على رفع التمثيل الدبلوماسي مع المغرب إلى مستوى السفارات خلال شهرين، وعلى الوضع في إيران ، ولم يتم الإشارة إلى الحالة الفلسطينية. وكل الذي قاله لابيد في هذا الشأن تمحور في الاستيطان. فقد نقل موقع “واللا” عن لبيد قوله: “لدينا زيادة سكانية طبيعية، وسنبني (مستوطنات) بناءً على ذلك، وذكر الموقع “استناداً إلى لابيد: “إستراتيجيًا، ما نخلقه هنا هو محور سياسي إسرائيلي – مغربي – مصري – أردني – بحريني وإماراتي، لطرح بديل عملي للتطرف الديني” في مواجهة إيران”.

وأنا مثل غيري من المحللين أتساءل: أليس من الأهمية بمكان التركيز أولاً من جانب محمد السادس على القدس وما يدور فيها وحولها من انتهاكات من قبل المستوطنين والقوات الإسرائيلية؟ أليس من الأفضل للعاهل المغربي كرئيس لجنة القدس أن يتجرأ ويسأل لابيد عن الإستيطان وتوسيعه ولا سيما في القدس؟

ولو كان لدى محمد السادس ذرة ضمير ومسؤولية تجاه القضية الفلسطينية ولديه الإيمان بوجوب إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ، فلماذا لم يسأل لابيد عن موقفه من حل الدولتين، وهو الذي صرح لصحيفة “جيروزاليم بوست” إن حكومة بلاده برئاسة بينيت، “لن تبرم اتفاقا لحل الدولتين ولن يحدث هذا ضمن التناوب على الحكومة ولا يوجد اتفاق على ذلك”. فإذاً عن أي سلام إقليمي يتحدث محمد السادس؟

يقي علينا القول للعاهل المغربي: إخجل على نفسك واستقل من رئاسة لجنة القدس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة