الإعتداء على الطواقم الطبيّة جريمة
تاريخ النشر: 25/08/21 | 10:36 زهير دعيم
بالأمس هناك من اعتدى على طبيب في مشفى العائلة المُقدّسة في الناصرة !
أمس الأوّل اعتداء على ممرضة في مستشفى رمبام
قبل اسبوع اعتداء على طبيب في مشفى العفولة
قبل اسبوعين في هداسا ….
نهج مقيت لا يليق بالانسان وبالانسانيّة ولا ينتمي مطلقًا الى الحضارة.
أُسلوب أقرب ما يكون الى اهل الغاب ..
عُذرًا.
من وجعي أكتب ، وكيف لا ؟! وقد جرّبت ورأيتُ بأمّ عيني الخدمات الجليلة والمُقدّسة والتضحيات الجسام التي يقدّمها الأطبّاء والممرضون في المشافي – كلّ المشافي الخاصّة منها والعامّة – والعيادات.
فهناك من يربط ليله بنهاره من اجل صحّتنا وصحّة اهلنا وأقربائنا .
حقيقة ، لا أجد مُبرّرًا ولا ربع مبرّرٍ لمثل هذه الاعتداءات الآثمة .
قد اتفهّم الضغط النفسيّ وقد أتفهّم أنّ هناك من يريد أن ينال ابوه أو أمّه العلاج حالًا وسريعًا ، ولكن علينا أن نعي ونفهم ونُدرك أن هناك أولويات ، وهناك من هو لربّما بحاجة الى رعاية سريعة أكثر منّا لاّن وضعه أكثر حَرَجًا..
وعلينا أن نعي انّ هناك أدوارًا وفحوصات ومختبرات ونتائج .
وعلينا ان نتفهّم ايضًا أنّه قد يكون هناك نقص في الأيدي الطّبيّة العاملة خاصّةُ في المستشفيات الأهليّة التي لا تنال وللأسف الميزانيات التي تستحقّ دومًا وفي أوانها.
غريب أمرنا فعلًا ، فلم أسمع في حياتي أنّ هناك من اعتدى على طبيب أو على ممرّض في دولة غربيّة ، فما هذه العصبيّة التي ” نتحلّى ! ” بها ؟!!!
وفي اعتقادي انّه ليس مثل هذا التصرّف المشين بردّ الجميل الذي علينا أن نردّه لمن يتفانى في علاجنا وخدمتنا ، فهم يستحقون باقات واضاميم الفلّ والمنتور والمديح والثناء.
قلتُ وأقول الآن : أنّ الكثير من الإيمان يتجلّى لدى الأطباء والمُمرضين والطواقم الطّبيّة … نعم المحبّة العمليّة تجدها عندهم ، والعطاء الذي لا ينتظر بديلًا تجده لديهم ، ولا يعرف هذا إلّا من أجبره المرض على أن يكون نزيلًا لأيام في المستشفى .
دعونا نتحلّى بالصّبر .
دعونا نعود لجذورنا الانسانيّة الطّيّبة.
دعونا نضع حارسًا على أفواهنا وأيادينا .
وهيّا بنا نعطي لمن يسهر على صحّتنا ما يستحقّ من احترام وتقدير ، فهم يستحقّون ، ونحن نستحقّ الخدمات الجميلة المقرونة بالصّبر والتعقّل والنّظَر الى السماء بعيون وقلوب خاشعة.
كم أتمنّى أن ينصرف وينقضيَ هذا الاسلوب والنهج السيء في الاعتداء على الاطباء والممرضين الى غير رجعة .
لعلّ وعسى !