تصريحات بينيت برسم “عرب الائتلاف”…هل تسمعون أم أنكم “طرشان” الحكومة: أحمد حازم
تاريخ النشر: 30/08/21 | 10:58قبل سفره إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكي بايدن، صرح رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية ، بأنه لا يرى حلا للمشكلة الفلسطينية في المستقبل القريب وأن حكومته لن تدخل في حوار او مفاوضات مع الفلسطينيين لتسوية الصراع، ويعارض قيام دولة فلسطينية وأنه لن يحاول حل نزاع مستمر منذ مائة وثلاثين عاماً حسب قوله. وأن الجميع يفهم ذلك. لكن بينيت ركز على نقطة في غاية الأهمية تتعلق بالاستيطان. فقد قال: أن حكومته سوف تعتمد سياسة طويلة الأمد لتوسيع المستوطنات القائمة في الضفة الغربية، مستبعداً التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين تحت قيادته.
إذاً هذه الأسس للقاء بينيت مع بايدن فيما يتعلق بالملف الفلسطيني من وجهة نظر بينيت. وعلى هذه القاعدة، وكما يرى بعض المحللين، فإن حكومة بينيت لا تضيع وقتا او فرصا لتوفير الشروط المناسبة لنمو الاستيطان والمستوطنات، وإلحاق الضرر بمصالح المواطنين الفلسطينيين . والسؤال المطروح: لماذا لم نسمع أي كلمة من “عرب الائتلاف” حول تصريحات بينيت؟ فهل هم لا يسمعون حقاً أم أن دورهم يتطلب منهم أن يكونوا طرشاناً في ائتلاف الحكومة. وهل هم لا يقرأون أم أن المطلوب منهم أن يكونوا أميين في بعض المواقف؟ قولوا لناخبيكم ، صارحوهم عن سبب سكوتكم.
بينيت تعهد لناخبيه وليهود إسرائيل ولكل أعضاء الائتلاف، الذين يضمون (عرباً؟!) من “الموحدة” و”مبرتس” و”العمل” بأنه لن يجري مفاوضات سلام مع السلطة الوطنية. لماذا لا يريد نفتالي ذلك؟ السبب من وجهة نظر هذا اليميني العنصري هو الإدعاء بأن القيادة الفلسطينية الحالية غير مستقرة ولا تملك اتجاهاً محدداً. عذر أقبح من ذنب. هذه المعزوفة سمعنا شبيها لها من نتنياهو الذي ادعى: بـ”غياب الشريك الفلسطيني”.
صحيح أن الموضوع النووي ال إيران ي كان الموضوع المركزي خلال لقاء بينيت مع الرئيس الأميركي، إلاّ أن بايدن كان واضحا كل الوضوح مع بينيت. فبالرغم من تأكيده له على مواصلة دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في كل احتياجاتها، إلا أنه أفهم الضيف الإسرائيلي اليميني أنه يفكر أيضاً بالفلسطينيين(؟!) وليس بإسرائيل فقط. فحسب موقع “واللا” العبري أبلغ بايدن رئيس الوزراء بينيت، بأن عليه الامتناع عن الإجراءات التي يمكن أن تزيد التوترات مع الفلسطينيين، وأنه يريد من إسرائيل أن تمتنع أيضًا عن الإجراءات التي يمكن أن تسهم في الشعور بالظلم، أو تقوض محاولات بناء الثقة بين إسرائيل والفلسطينيين.
ولكن ما الذي دفع بايدن إلى الحديث مع بينيت بهذه اللهجة؟ موقع “واللا”نقل عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، قوله إن بايدن كان يشير إلى احتمال إجلاء عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح، وإن القضية أثيرت في محادثة وجها لوجه بين بايدن وبينيت.
حتى وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين لم يعجبه موقف بينيت من غزة، وجرى جدال بينه وبين بينيت حول هذا الأمر. فقد ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن بلينكن جادل بأن عودة الجنود الأسرى والمفقودين من قطاع غزة يجب ألا ترتبط بالقضايا الإنسانية الأساسية لغزة، مثل الكهرباء والوقود وغيره. وذكرت الإذاعة أن بينت خلال لقائه مع بايدن، عرض عددا من الأهداف والشروط المتعلقة بقطاع غزة لتلبية احتياجاته، وتحدث عن وقف فوري لإطلاق الصواريخ وتناول قضية الأسرى المفقودين.
المحلل العسكري في موقع والا العبري، أمير بوحبوط، قال في تحليل له، إن المعادلة التي تحاول الحكومة الإسرائيلية فرضها لحل قضية الأسرى والمفقودين مقابل إعمار غزة صعبة للغاية، ولا تحظى بدعم من البيت الأبيض. ونصح المحلل الحكومة الإسرائيلية بإجراء تغييرات ليس فقط في الميدان، بل بشكل أساسي في سياستها تجاه الضفة الغربية وقطاع غزة.