الموقف الفلسطيني وآفاق السلام وخيار الوحدة الوطنية
تاريخ النشر: 01/09/21 | 11:27بقلم : سري القدوة
الأربعاء 1 أيلول / سبتمبر 2021.
بات في غاية الاهمية العمل على توفير الاجواء المناسبة لإطلاق اعمال المؤتمر الدولي للسلام وتجسيد الرؤية العربية لتحقيق الظروف وتنمية الاجواء المناسبة لضمان نجاح المواقف والجهود العربية والدولية لوقف العدوان الاسرائيلي ووضع حد لهذا العدوان العنصري وسياسة الاحتلال التي تنتهج استمرار مشاريع الاستيطان الاستعمارية في عمق الاراضي الفلسطينية وخاصة بعد نجاح الجهود التي ادت الي عقد لقاء جمع الرئيس محمود عباس مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس حيث ناقش اللقاء وبحث العلاقات الفلسطينية – الإسرائيلية من كل جوانبها ويعد هذا اللقاء هو الاول من نوعه بعد غياب طويل ومقاطعة رسمية لأي علاقات بين الجانبين وأتت المحادثات بعد ساعات على عودة بينيت من واشنطن حيث التقى الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض.
ويعد هذا اللقاء هو الاول من نوعه بعد ان تجمدت العلاقات بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية ولم يكون هناك اي تواصل او لقاءات في السنوات الأخيرة مما ادى الى توقف عملية السلام وغياب أي جهد يذكر لحل الصراع العربي الإسرائيلي ما سمح بتوسيع المستوطنات اليهودية في عمق الضفة الغربية المحتلة.
وبعد هذا التطور المهم على صعيد ايجاد فرص لإعادة اطلاق عملية السلام بات من الضروري الانطلاق لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب في ظل تلك المتغيرات التي تشهدها الساحة الفلسطينية من استمرار الانقسام الفلسطيني وبعد سلسلة المواقف التي اتخذتها الحكومات الإسرائيلية السابقة متبعة سياسة المراوغة والكذب والتي لا تذهب بعيداً عن الحقد الأعمى والعمل الإجرامي واستكمال المخطط الإسرائيلي الذي يستهدف تواجدنا الفلسطيني.
أهمية مواجهة تلك المخاطر تكمن في ضرورة انهاء الانقسام الفلسطيني والعمل على تجسيد الوحدة الوطنية وإطلاق برامج استراتيجية خاصة بعمليات الإصلاح والتغيير والتي باتت تشكل محورا مهما وحاجة فلسطينية أولاً وأخيراً ولا بد من الاستمرار في الحوار الوطني ووفقاً للمصلحة الوطنية العليا ومن دون مصالح شخصية وذاتية وبعيداً عن الحسابات الضيقة لتنطلق جهود الإصلاح ضمن ورشة الإصلاح والتغيير الكبرى في جميع الاتجاهات والمجالات للتأكيد على أهمية بناء الوطن والمؤسسات والإنسان الفلسطيني القادر على الحفاظ على الوجود الوطني ووحدة شعبنا ومواقفنا ورؤيتنا لمواجهة الاحتلال ومخطط حكومة بينت التصفوي الاستسلامي الذي يهدف للنيل من مؤسساتنا وحقوقنا ودولتنا وأرضنا وكل صوت فلسطيني حي يقول لا للاحتلال.
وبات من المهم تشكيل الحكومة الفلسطينية والمناخ الذي تولد به لتحقيق اهداف انهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية وأن تعكس رؤية نحو الإصلاح والتغيير الحقيقي في النهج والممارسة بعيداً عن المصالح الشخصية ومن أجل المصلحة والأهداف الوطنية لشعبنا في تجسيد الديمقراطية وضمان اجراء الانتخابات في جميع انحاء الاراضي المحتلة.
بناء المؤسسات والإنسان الفلسطيني بهذه المرحلة يعكس خيار المواجهة الحتمي لسياسة الاحتلال ويعزز من وحدة الشعب الفلسطيني وأهمية انهاء الانقسام في مواجهة سياسات حكومة الاحتلال العنصرية والتي تمارس كل يوم أشكالاً جديدة من العدوان وبدعم مطلق من قبل الاحزاب المتطرفة ودون وجه حق وبات يشكل الخيار الاسرائيلي وضمن مجريات التعنت الاسرائيلي لإيجاد اي فرص للحلول السياسية ومتطلبات المجتمع الدولي يعكس سياسياً مرارة الواقع والظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في ظل تصعيد العدوان والاستيطان والانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان مما يساهم بتدمير البنية السياسية والاقتصادية والحيلولة دون اقامة الدولة الفلسطينية.