القمة الثلاثية في القاهرة
تاريخ النشر: 02/09/21 | 10:45بقلم: شاكر فريد حسن
القمة الفلسطينية المصرية الأردنية الفلسطينية المرتقبة في العاصمة المصرية، القاهرة، تحمل في طياتها الكثير من الإشارات والدلالات السياسية. فهي تأتي في ظل أوضاع صعبة والتغيرات في الحكم الأمريكي والإسرائيلي، وبعد الحرب على قطاع غزة، والأزمة العميقة التي تواجه السلطة الفلسطينية والاحتجاجات الشعبية الغاضبة على ممارساتها المعادية لحرية الرأي والتعبير، وتأجيل الانتخابات. بالإضافة إلى استمرار الغطرسة الإسرائيلية، والتوسع الاستيطاني، وهدم البيوت الفلسطينية، وتهديد عائلات الشيخ جراح، وسلوان، وبطن الهوى، والخليل، والأغوار بالطرد من منازلهم والاستيلاء على أراضيهم.
وستناقش هذه القمة الاستراتيجية الدولية وكيفية التحرك في العالم والمجتمع العربي، حيث أن مصر والأردن لهما تأثير على المستوى الإقليمي والدولي.
وهذه القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية ليست مفاجئة، وإنما مخطط لها، وتجيء بفعل النشاط الدبلوماسي الذي شهدته المرحلة السابقة، والموجه من قبل الإدارة الامريكية الجديدة بقيادة جو بايدن، للتهيئة لمفاوضات قادمة بين دول الاحتلال وسلطة محمود عباس، وهو ما كشفت عنه زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكي هادي عمرو للمنطقة قبل فترة وجيزة، وزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، فضلاً عن اللقاء الأخير الذي جرى بين رئيس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
لقد استطاعت الإدارة الأمريكية تبريد الأجواء بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وتسعى الآن لإقامة قنصلية في القدس، ودعم السلطة الفلسطينية، والحفاظ على التهدئة، وتطالب حكومة إسرائيل بعدم اجراء أي نشاط استيطاني يؤجج الوضع في المناطق الفلسطينية، مثل الضم وبناء المستوطنات، وتنفيذ اعتقالات جديدة.
وعليه، فإن الهدف الأساس من القمة الثلاثية هو التباحث حول القمة القادمة بين قادة مصر والأردن وفلسطين مع نفتالي بينيت ، برعاية أمريكية، للدفع باتجاه مسار تفاوضي في المرحلة الآتية يكون فيها دور كبير لمصر والأردن كشركاء اقليميين استراتيجيين.