بعد الطيبي جاء المديح الآن لمنصور عباس- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 06/09/21 | 12:38نحن لسنا ضد التحالفات التي تعتمد على مبدأ ثابت، ولسنا ضد تأييد رئيس بلدية أو رئيس مجلس لجهة سياسية ما، إذا كانت هذه الجهة تخدم مصالح الشعب فعلاً وليس قولاً. ولسنا ضد القبان و”بيضاته” إذا كان القبان صالحاً، وإذا كان من يديره يتمتع بضمير حي. ولكننا ضد “التقلب” في السياسة وضد تغيير الحليف من وقت لآخر، لأن مبدأ العلاقات المستقيمة الصحيحة يهدف في النهاية إلى خدمة الشعب. في التاسع والعشرين من شهر تموز العام الماضي، نشر “موقع العرب” خبراً جاء فيه أن بلدية الناصرة أصدرت بياناً قالت فيه أن رئيس بلدية الناصرة علي سلام (أبو ماهر) أطلق صرخة موجعة خلال جلسة خاصّة في الكنيست. وعبر سلام في “صرخته”، حسب البيان، “عن الضائقة المالية التي تعاني منها السلطات ال محلية العربية في البلاد والتي عبرت بصدق عن حال كل رؤساء البلديات والمجالس المحلية”. ونتيجة لذلك صادقت لجنة المالية في الكنيست بحضور وزير المالية في تلك الفترة يسرائيل كاتس، على منحة مالية بقيمة 30 مليون شيكل لمدينة الناصرة، اسوة بالمنحة المقدمة لكل من إيلات وطبريا. خطوة جيدة من “أبو ماهر”. ولكن من دعم علي سلام في ذلك وسانده في الحصول على المنحة المالية؟
البيان كان في منتهى الوضوح: شكر وتقدير للنائب أحمد الطيبي مطانس شحادة، هبة يزبك، اسامة السعدي، يوسف جبارين وجابر عساقلة على مساهمتهم بهذا الإنجاز. لكن الشكر الخاص كان للنائب الطيبي، إذ جاء في البيان “من هنا، بإسم رئيس بلدية الناصرة علي سلام وإدارة البلدية نشدّ على أيدي عضو الكنيست احمد الطيبي”. الدكتور الطيبي لم ينتظر حتى “يطلع الصباح ويحكي الكلام المباح” بل كان على عجلة من أمره لتبليغ علي سلام بهذا الانجاز، فاتصل به ليلاً، حسب البيان، وأبلغه بقرار لجنة المالية في البرلمان. وقبل ذلك وبعده سمعنا من علي سلام كلام المديح لأحمد الطيبي. أبو ماهر يقدر جدا المعروف، وأحمد الطيبي “بستاهل الشكر”. لغاية الآن “كل شيء سمن بعسل”.
لكن بعد فترة تغير الوضع، وسار علي سلام في الاتجاه المعاكس أي في اتجاه منصور عباس. فماذا فعل منصور عباس لبلدية الناصرة حتى يستحق من أبو ماهر تكرار المديح باستمرار؟ ما يجمع منصور عباس ورئيس بلدية الناصرة بالدرجة الأولى هو “الموقف” من الجبهة . ولا أريد هنا استخدام كلمة “العداء” للجبهة وإن كان “الموقف” يقترب طثيراً من “العداء”. ماذا بعد يا عزيزنا أبا ماهر؟ ماذا فعل عباس للناصرة؟ فهل “برم” دولاب الحظ باتجاه “الموحدة” بعد أن كان “المؤشر” باتجاه “العربية للتغيير؟
ما فعله عباس شيء واحد فقط لغاية الآن. فقد قام بصفته رئيساً “للموحدة” ترافقه إيمان خطيب ياسين، وإبراهيم حجازي أمين عام الموحدة، بزيارة عمل لبلدية الناصرة، قبل أيام، واستقبله علي سلام ونائبا الرئيس محمد عوايسي والحاج سمير سعدي بحضور عدد من أعضاء البلدية ومعظم رؤساء الأقسام. من الطبيعي أن يرحب علي سلام بضيفه، فنحن العرب أكثر شعوب العالم ترحيباً بالضيف وإكراما له، فما بالك إذا كان الضيف والمضيف تجمعهما قواسم مشتركة، الأمر الذي ظهر واضحاً من خلال تأكيد علي سلام على تأييده لنهج الموحدة، لدرجة أنه وصف هذا النهج بــ(الواقعي) وأثنى على دخول “الموحدة” للائتلاف الحكومي. ووصل رئيس بلدية الناصرة حد المبالغة عندما قال:” ان الموحدة استطاعت تغيير السياسات العنصرية تجاه المواطنين العرب”. “والله هيك كتير عزيزي أبا ماهر”. أين هو التغيير الذي تتحدث عنه؟ السياسة العنصرية يا عزيزي هي نهج يميني ثابت ضد العرب بغض النظر عمن يرأس الحكومة. فلا منصور عباس ولا ميرتس ولا حزب العمل ولا غيرهم يستطيعوا تغيير هذا النهج. كل هذا المديح من علي سلام لمنصور عباس له سببه: يوجد لدى بلدية الناصرة خطة عليا شاملة تشمل العديد من المشاريع والبرامج والمرافق العامة العصرية وتطوير شبكة المواصلات والمرافق السياحية، وإقامة جامعة، وتطوير وتوسعة المنطقة الصناعية، وضم المنطقة الصناعية شبرنتسيك لنفوذ الناصرة، وإيجاد حلول لقضايا السكن والتخطيط والبناء، وترميم البلدة القديمة وتطوير مداخل المدينة. والبلدية تطالب باتخاذ قرار حكومي للمصادقة عليها واعتمادها من أجل تقدم مدينة الناصرة، وبما أن منصور عباس في الائتلاف الحكومي، فيعتقد علي سلام أن عباس يستطيع لعب دور في تقديم دعم في هذا المجال.
وأنا أقطع عهداً على نفسي: إذا تلقت بلدية الناصرة الدعم الكافي من الحكومة عن طريق منصور عباس لتحقيق كافة المشاريع المذكورة للناصرة، فسأكون (لا سمح الله) أول المدافعين عن منصور عباس وعن القائمة العربية الموحدة.أبو ماهر والحق يقال، يتمتع بقلب طيب ومنصور عباس “بعرف يلعبها”.