نوارس فجر الحرية العظيمة!!
تاريخ النشر: 08/09/21 | 16:22د.شكري الهزَّيل
في خضم الروتين وملل الاحداث نظرت الى قلمي المعلق على الحائط وكانني على مايبدو في باطن باطن افكاري قد اعلنت يوما ما اعتزال الكتابة والقراءة وهكذا قادتني عيوني المتعبة الى النظر نحو مكتبتي العتيقة التي نخر السوس خشب بلوطها الجميل والمتين وخلق له طريق ما وممر ما نحو المجهول,فتأملت الحالة وتفقدت صفحات بعض الكتب بعد ان نفضت عنها غبار الزمن وكانت المفاجاة بان صديقتي الراحلة تركت لي قصاصة ورق بين صفحات ” لوعة الغياب” بدون تاريخ كتبت عليها: “يا صديق العمر ابقى على عهدك مع مبدأك وانسانيتك ووطنك في وجودي وبعد رحيلي ولا تنسى لوعة الغياب والضوء في اخر النفق..مع فائق الحب والمودة..ظبيتك الاولى..لربما الاخيرة ايضا”..ياااه…ماهذة الصدفة ولماذا قادتني عيوني الى قلمي المعلق وهذة القصاصة العابرة لقارات بحار المشاعر والمشعلة للضوء في الانفاق المظلمة من حياتي فكان لمن كان وان كان درب من التمني ان تشاء الاحداث بما لم يتنبأ به قلمي المعلق وقصاصة ورقة صديقتي الراحلة فها انا التقي مع النفق والضوء وقصة نوارس فجر الحرية دون علما مسبقا بتفاصيل لربما شاهدناها في مخيلات الخيال الاوسع فكانت لي هذة التدوينة العاجلة التي كتبتها او كتبت ذاتها انسيابا وقالبا في هذة الكلمات العفوية “لا بد انه سيكون شعور رائع.. تحليق حر باجنحة حرة في هواء طلق وسماء صافية دون سجن وسجان وقضبان..عصفور يحلق في الافق بعد سنين طويله من العيش في مساحة قفص… نوارس الفجر العظيم”…نوارس الفجر العظيم يفتحون ابواب الحرية من عمق الارض.. لا السجن ولا السجان ولا الاحتلال ولا عملاءه تمكنوا او سيتمكنوا يوما من اخضاع شعب الجبارين.. صانعوا التاريخ يتحدون المستحيل ويقتحمون كل تحصيناته وخرساناته.. هي عملية بطولية وجريئة بكل المقاييس.. المناضلون يحفرون الارض ويكسرون قيد السجان ويخترقون تحصيناته باظافر اياديهم في طريقهم الى الحرية.. ماذا قبل وماذا بعد كلها مجرد تفاصيل لتحصيل حاصل..6.9.021 تاريخ بطوله فلسطينية اجرأ من جريئة..
شئ ما يسحبني الى عمق الكلمات ومعانيها واخر الى اعماق عرض البحار..مكتبتي العتيقة تأن تحت وطأة اوزان الكتب.. الخشب يقاوم سوس الزمن ويصمد امام الوزن.. غدا سنزيدها وزنا بقصة فلسطينية اخرى.. العقول باوزانها وافعالها الفكرية والمعرفية لا باوزانها البيولوجية.. الشعوب بنضالاتها وتضحياتها تكتب تاريخ وطنها وتمجده على صفحات شرف المناضلون والشهداء والاسرى الابطال..يا طلت خيلنا من وادي عارة تسلم يا شعبنا يا ابوالامارة.. يا طلّتْ خيلنا من قاعِ وادي عوايْدِ رْجالنا تكيد الأعادي.. **سميني مهما تسميني.. ناديني مهما تناديني..عربي ودمي عنواني..سميني مهما تسميني.. فلسطيني وفلسطين عنواني…* حيِّدْ عنِ الجيشي يا غبيشي.. قبل الحناطير ما يطلُّوا..وَاحَيِّدْ عن ِ الجيشي لويشي.. ولْ يِقحَم غبيشي يا ذلُّو!.. اليكم يا غبيشاتنا كل التحايا.. نوارس الفجر العظيم.. قلوبنا وطنا ومهجرا معكم.. فرد فرد بيت بيت.. حماكم وثبت خطاكم الباري اولا وشعبكم ثانيا.. التاريخ يعيد نفسة والثوار الفلسطينيون يصنعونه جيل بعد جيل.. من محمد جمجومي وفؤاد حجازي و سجن عكا في بدايات القرن الماضي الى قصة اخرى ابطالها اخرون وتفاصيلها اخرى في سجن جلبوع.. يا طلت ابطالنا من جلبوع هذة المرة.. من الارض صاعدون..طالعين ورايحين جنين.. جنين الثورة والثوار.. جنين فلسطين!!
الصَّبر والحفر دام وقتا طويلا حتى بلوغ تلك الفتحة “الخيشم” التي تنفس من خلالها الابطال الستة صعداء العناء واشتموا رائحة الحرية في هواء طلق لاول مرة منذ سنين طويله.. هؤلاء الستة الابطال *هم : زكريا الزبيدي، ومحمود عبد الله عارضة، ومحمد قاسم عارضة، ويعقوب محمود قادري، وأيهم نايف كممجي، ومناضل يعقوب نفيعات، هم قدوة القدوات لكل فلسطيني وهم من كَّسروا فعلا قيد السجان واخترقوا تحصينات منظومات سلطات عسكرية هي الاكثر عنصرية وهمجية على مدار التاريخ, وهم بهذا قد قدموا لشعبهم مثال ومعنى حي فحواه ان الظلم والاحتلال مهما طال فهو الى زوال..
الحركة الأسيرة والاسرى والاسيرات الفلسطينيون يعانون على مدى عقود من وطأة الاجراءات الاحتلالية العنصرية الظالمة والمخالفة لكل ماهو قانوني وانساني الى حد ان هذا الاحتلال الفاشي لا يحكم على الفلسطينيون باحكام مدى الحياة او مؤبد فقط لابل يحكم عليهم باكثر من مؤبد واكثر من مدى الحياة امعانا منه في الظلم والغطرسة بهدف كسر شوكة النضال الفلسطيني..هل يوجد حياة بعد مدى الحياة حتى يُحكم الفلسطيني مثلا باربع مؤبدات و35 عاما.. هل يريدون سجن قبر الاسير بعد موته حتى لا يخرج من قبرة؟.. التمعن في مدة محكومية الاسرى يشير الى انه بالفعل تتم محاكمة الفلسطيني ومعاقبته الى ما بعد بعد موته وفي حالات ليس بقليلة يحتجز الاحتلال جثامين الاسرى الشهداء في مقابر الارقام ولا يسلم الجثامين لاهلهم وذويهم بعد موتهم واستشهادهم في سجون الاحتلال ..!!
ليس هذا فقط فبالاضافة الى اعتقال وسجن الاف الاسرى من الرجال, اعتقل الاحتلال الغاشم منذ عام 1967 ما يزيد عن 16000 امرأه فلسطينية من بينهن قاصرات،وطالبات وأمهات،ومريضات وجريحات وحوامل،دون مراعاة خصوصيتهن واحتياجاته ومنذ بداية انتفاضة الأقصى في سبتمبر من العام 2000، اعتقل الاحتلال ما يزيد عن (2500) امرأة وفتاة، لا يزال منهن (36) أسيرة يقبعن في سجن الدامون في ظل ظروف قاسية ولا إنسانية من بينهن 6 اسيرات يعانين من ظروف صحية صعبة بسبب الإهمال الطبي في مقدمتهن الأسيرة *إسراء جعابيص” (35عاماً) من القدس، وتعتبر من أصعب الحالات المرضية بين الأسيرات، وتحتاج لعدة عمليات جراحية وظيفية مستعجلة، وهي معتقلة منذ أكتوبر2015، والأسيرة “نسرين أبو كميل” (47 عاماً)، من سكان قطاع غزة وتعانى من دوخة مستمرة، ورعشة بالأطراف، وضعف في عضلة القلب، وهى محكومة بالسجن لمدة 6 سنوات… تمارس سلطات الاحتلال ابشع أساليب التّعذيب والتّنكيل بحق الأسيرات، تتمثّل باحتجازهّن داخل زنازين لا تصلح للعيش الآدمي،إذ تعاني الأسيرات من ارتفاع نسبة الرطوبة في الغرف خلال فترة الشتاء، إضافةً إلى وجود مشكلة في أرضيّة ساحة الفورة، كذلك تضطرّ الأسيرات لاستخدام الأغطية لإغلاق الحمامات..غيض من فيض ممارسات هذا الاحتلال الفاشي والسادي بحق الاسرى والاسيرات!!
لا بد لنا ان نقف اجلالا وتكريما لهؤلاء الابطال الذين حفروا نفق وحفرة الحرية بمعالقهم وادواتهم البسيطه ليفجروا فجر جديد لأعلى درجات النضال والكفاح الفلسطيني لابل ليكتبوا قصة بطوله تاريخية ستتحدث عنها الاجيال الحاضرة والقادمة ولم يعد الأمر مهما ان شق الاحتلال الارض او السماء في بحثة عن الابطال ال6 لان هؤلاء الابطال لن يخسروا شيئا ولن يخافوا الموت ولن يحسبوا حسابات العدو لابل سيحسبوا حسابتهم وهم المحكومين بالمؤبدات تلوى المؤبدات..
الاهم في هذا العمل البطولي هو ضرب منظومة الاحتلال واشكال ارهابه الفاشية واختراق تحصينات سجون اعتبرها الاحتلال عصية على الاختراق ومع هذا اخترقها الابطال رغم انفه ونالوا حريتهم حتى ولوكانت لحين ونحن بدورنا نشد على ايادي كل من يسعى لانتزاع حريته من بين فكي هذا الاحتلال الغاشم ولا ننسى ان ندين بشدة تهاون واهمال سلطة اوسلو لقضايا الاسرى والاسيرات والتركيز على امر شبه تافه وهو الأموال التي يقتطع منها الاحتلال مستحقات عائلات الاسرى من رواتب شهرية…
الاسرى يستحقون كل الثناء على تضحياتهم وصبرهم الفائق للصبر والصمود في سجون الاحتلال…ليست صدفة ان عنوان مقالي السابق كان ” جنين العز” فهي جنين العز والعصية وجنين النضال وجنين الابطال التي سطرت اساطير نضالية كثيرة في معارك الشرف مع هذا الاحتلال الغاشم وهاهم ابناء جنين يشقون بطن الارض وينتزعون حريتهم رغم سطوة الجلاد..هام يكسرون القيد ليفجروا فجر اخر.. فجر نوارس الحرية… نوارس فجر الحرية العظيمة وما اعظمها في ظل معطيات ان من خاضوا معركتها من ابناء الحركة الاسيرة الفلسطينية.. ابطال امتطوا سرج سنامة التاريخ … تحية للسداسي الفلسطيني وتحية للشعب الفلسطيني اينما كان وطنا ومهجرا..عاشت فلسطين عربية ابية على الانكسار والمجد والفخر للحركة الاسيرة وابطال الفجر العظيم والمجد والخلود لشهداءنا الابرار!!