انتفاضة في السجون الإسرائيلية وحرب حقيقية تجري ضد الأسرى- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 09/09/21 | 10:19يبدو أنّ الرقم (6) أصبح له أهمية معينة في عالم الهرب من السجون. فعدد السجناء الذين حرّروا أنفسهم من سجن جلبوع هو (6) واليوم الذي تم فيه الهرب من السجن هو يوم 6 سبتمبر/أيلول الحالي، والقسم الذي تعرضت فيه أمس الأربعاء سيع زنزانات للحرق في سجن النقب الصحراوي (كتسيعوت)، يحمل الرقم (6). كما أن (6) سرايا تشارك في عمليات البحث عن الهاربين. ولذلك يدخل الرقم (6) التاريخ الفلسطيني.
أما في سجن ريمون الصحراوي أيضا في النقب. فالأمر يختلف. فقد أشعل السجناء النار في قسمي السجن (4) و (5) احتجاجاً على المعاملة السيئة وحملة القمع التي يتعرض لها السجناء منذ فرار السجناء الستة من سجن حلبوع يوم الإثنين الماضي. مكتب إعلام الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، ذكرا “أن المواجهة ستكون مفتوحة، وأن مصلحة السجون الإسرائيلية تخشى من فقدان السيطرة على الأوضاع في السجون”.
المعلومات الأولية المتوفرة عن الهبة في سجني “كتسيعوت” و”ريمون” تقول إن “حالة من التوتر الشديد تسود سجن ريمون في ظل القمع الهمجي المستمر بحق الأسرى والأوضاع هناك وصفت بالصعبة جدًا”.
نادي الأسير الفلسطيني ذكر في بيان له مساء أمس الأربعاء إنّ ما يجري داخل سجون الاحتلال هي حرب حقيقية تشنها إدارة سجون الاحتلال على الأسرى الفلسطينيين، وأن المواجهة ستكون مفتوحة، طالما استمرت إدارة السجون في عمليات التصعيد الراهنة.
ووفقاً لما أورد موقع “واللا” الإسرائيليّ، فإن مصلحة السجون وجهت بيانا لموظّفيها جاء فيه: “انتبهوا، اتساع نطاق الحوادث في جميع السجون الأمنية، ونيّة إلحاق الضرر بالموظفين وارتكاب إطلاق نار”، هكذا تخيف مصلحة السجون موظفيها وسجانها. المسؤولون في مصلحة السجون أصبحوا يتصرفون كالمجانين فكل شيء يتحرك أمامهم مشكوك فيه، وأصبح كل سجين متهم.
وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن مصلحة السجون استدعت تعزيزات من القوات الخاصة إلى سجن النقب الصحرواي تزامنًا مع استقدام قوات إضافية من وحدات القمع الخاصة، بسبب مواجهات اندلعت في سجن النقب بعد البدء بنقل أسرى، الأمر الذي دفع بالأسرى إلى حرق عدة زنازين، احتجاجاً هلى عملية النقل.
قناة “ريشت كان” العبرية كشفت أن السلطات الإسرائيلية بدأت بالبحث عن أنفاق داخل بئر السبع، بعد عملية الفرار من سجن جلبوع. وقالت القناة، إن “إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية وبمساعدة وحدة يهلوم التابعة لقوات الهندسة العسكرية الإسرائيلية تبحث عن أنفاق خشيةً، من أن يكون تم حفرها من قبل أسرى فلسطينيين في سجن بئر السبع”. كلهم يتخبطون وكلهم في فلق دائم في اليوم الرابع على فرار الهاربين من سجن جلبوع.
وفي الوقت الذي لم يتحدث محمود عباس نهائيا حول موضوع الأسرى الهاربين، سارع رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، مساء أمس الأربعاء إلى التعليق على عملية الهروب بالقول:” أن الأحداث التي تشهدها السجون الإسرائيلية من المحتمل أن يكون لها تأثير على عدة جبهات. وأن إسرائيل مستعدة لأي سيناريو محتمل لتلك الأحداث”.
هذا الموقف لبينيت جاء بعد اجتماعه أمس الأربعاء مع وزيري الدفاع والأمن الداخلي، بمشاركة رئيس الأركا،ن ورئيس الشاباك ومفتش الشرطة، ومفوضة مصلحة السجون ورئيس مجلس الأمن القومي.
السلطات الإسرائيلية تحاول اتهام فلسطينيي ألـ 48 بعلاقة مع الهاربين ومساعدتهم في الفرار، كونها فشلت في القيام بواجبها ولذلك من الأسهل لمصلحة السجون توجيه الاتهام للغير. فقد قامت قوات مدججة بالسلاح بأعمل تفتيش بأساليب مرعبة في قرى الناعورة وإكسال وإم الفحم. فهل أصبحنا “فشة خلق” للسجان الإسرائيلي للتغطية على فشله.
الحكومة الإسرائيلية تبحث أيضاً عن وسائل أخرى لإلهاء الشارع اليهودي عن فشلها في القبض على الذين حرروا أنفسهم من سجن جلبوع. فقد ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن المؤسسة الأمنية تستعد للتصعيد في قطاع غزة.
ما حدث في سجن جلبوع من المفترض أن يكون درساً لكافة السلطات الإسرائيلية ولا سيما للأجهزة الأمنية، بأن الإجراءات التحصينية لا تجدي نفعاً أمام الإرادة الفلسطينية، وتحصينات سجن “جلبوع” الذي يطلق عليه (الخزنة الحديدية) لن تكون أفضل وأحسن من القبة الحديدية.