الانتخابات البرلمانية المغربية.. هزيمة ساحقة لحزب العدالة والتنمية الإخواني
تاريخ النشر: 11/09/21 | 11:12بقلم: شاكر فريد حسن
دلت نتائج الانتخابات البرلمانية في المغرب التي جرت يوم الأربعاء الماضي، على تراجع ساحق وفشل ذريع لحزب العدالة والتنمية الإخواني المغربي الحاكم، وتكبده هزيمة قاسية بعد عشر أعوام من الحكم، لصالح حزب التجمع الوطني للأحرار برئاسة عزيز أخنوش، وهذه النتائج كانت صادمة وقاسية وغير منتظرة حتى من المتشائمين.
ويعزو الكثير أن هذه الخسارة والهزيمة الساحقة التي مني بها حزب التنمية والعدالة المغربي ذو المرجعية الإسلامية والمنبثق عن حركات الإسلام السياسي، والذي قاد البلاد، تعود إلى أن الحزب اتخذ قرارات اقتصادية قاسية دفعت ثمنها القطاعات الشعبية العمالية الكادحة والفقيرة، في مجالات العمل والتعليم والتقاعد والأجور والطاقة، علاوة على استشراء الفساد بين المسؤولين المحسوبين على الحزب، في الوقت الذي كان شعار محاربة ومكافحة الفساد على رأس أولوياته في دعايته الانتخابية.
ولعل من أبرز ما يؤخذ على هذا الحزب افتقاره للخبرة في تسيير الأمور ومعالجة القضايا، وضعف الكفاءات الإدارية لديه، ما أدى إلى فوضى عامة في القطاعات العامة والمدن المغربية. ناهيك على أنه لم يكن يملك برنامجًا مجتمعيًا واضحًا، باستثناء شعارات عامة عن الهوية الإسلامية للبلاد، وقد فشل من خلال التجربة بخطابه السياسي والاقتصادي والاجتماعي وفي النزاهة والشفافية، وهذا ما قاد إلى هزيمته الكبرى في الانتخابات البرلمانية.
من اللافت أن تيار الإسلام السياسي الذي نما وتصاعد في المشهد السياسي في المنطقة العربية ووصل إلى سدة الحكم في عدد من الأقطار، نراه يسقط ويتهاوى، وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات حول منطلقاته الفكرية ورؤاه السياسية وممارساته اليومية. وتُعد هزيمته الجديدة في المغرب من أكبر الهزائم والخسائر التي منيت بها جماعات الإخوان والإسلام السياسي، ووصلت الهزيمة حد المذلة بعد خسارة الأمين العام للحزب ورئيس الوزراء سعد الدين العثماني، وعدم تمكنه من الفوز في منطقة سكناه بالعاصمة المغربية الرباط.
وبعد هذه الانتكاسة الكبرى التي أصابت تيار الإسلام السياسي في كل من مصر وتونس، واليوم في المغرب، يبقى السؤال: هل نحن على أبواب غروب وأفول وغياب مرحلة الإسلام السياسي الذهبية.؟
هذا الأمر يحتاج إلى مراجعات وتحليلات علمية وموضوعية للوصول إلى الاستنتاجات.