لقاء شتائم واتهامات أم مباراة كرة قدم؟.. إنما الأمم الأخلاق ما بقيت- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 21/09/21 | 12:38رئيس بلدية ام الفحم الصديق ادكتور سمير صبحي، يبدو أن لديه الحاسة السادسة وكان على الأكثر يتوقع أن يحصل ما حصل من عدم مسؤولية في الملعب الذي جرت فيه مباراة كرة القدم في ام الفحم بين مشجعي مكابي الإخاء الناصرة وهبوعيل أم الفحم. فقبل بدء المباراة بساعات أصدر الدكتور سمير بيانا دعا فيه الجمهور الرياضي الفحماوي والنصراوي الى “التحلي بالاخلاق العربية الأصيلة والطيبة، والتصرف بمسؤولية وحكمة، خلال المباراة”.
لكن جمهور الفريقين عمل على عكس ما طلبه رئيس بلدية إم الفحم: فقد تم وضع “الأخلاق العربية الأصيلة” جانبا واستبدلوها بقاموس شتائم واتهامات من العيار الثقيل، وتجاهلوا “التصرف بحكمة ومسؤولية” واعتمدوا االلاأخلاقية والتخلف الرياضي خلال المباراة. فهل أصبحت “المسبات” من عناوين مباريات كرة القدم عندنا في المجتمع العربي؟
يقول الدكنور سمير صبحي متفائلاً:” ان الناصرة وام الفحم بلد واحد وتربطهما علاقات النسب ووشائج القربى، والدم العربي الواحد”. قد يكون الأمر كذلك يا دكتور سمير، ولكن على ما يبدو خارج ملاعب كرة القدم. لقد عشنا أجواء من الجمهور تدل على عكس تفاؤلئك وثقتك بأبناء “بلد واحد” وتحول “الدم العربي” فجأة إلى دم من نوع آخر قد لا تعرف نوعيته التحاليل الطبية.
رئيس بلدية ام الفحم يقول: “ان الرياضة أخلاق قبل أن تكون منافسة”. ولكن يا دكتور ما العمل عندما تنعدم الأخلاق عند البعض. هؤلاء الذين هاجوا كالثيران مستخدمين كلمات نابية بأعلى أصواتهم لا يعرفون أي معنى للأخلاق ولم يسمعوا أبداً قول الشاعر “إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”.
بدأت المباراة وبدأ ما توقعه رئيس بلدية ام الفحم. ولم يبق أمامه سوى الاستنكار مما سمعه من أبناء جلدته ضد بعضهم البعض. لقد خص الدكتور سمير توجيه انتقاده الشديد لأبناء مدينته ام الفحم باعتبارهم الفريق المضيف. وإكرام الضيف ليس بالشتائم. فقد أصدرت بلدية ام الفحم بيانا رسميا أدانت فيه هتافات الجمهور ضد النصراويين.
وجاء في البيان: “إدارة بلدية ام الفحم تستنكر وتستهجن وتشجب الهتافات التي صدح بها الجمهور الرياضي الفحماوي، خلال مباراة كرة القدم بين فريقي ام الفحم والناصرة هتافات معيبة ومرفوضة، ليس لها أي مكان، لا في الملعب ولا خارجه، ولا تمثلُ بلدَنا الأصيل ام الفحم”. بلدية ام الفحم على حق وموقفها لا غبار عليه وقد قامت بواجبها. والدكتور سمير صبحي كان قد حذر من هذا الأمر، وكان في منتهى الواقعية عندما أعرب في البيان:” ، لقد فزنا بالنتيجة الرياضية، لكننا خسرنا بالنتيجة الأخلاقية، وهذه هي الهزيمة بعينها”. أي كلام رائع هذا. نعم هناك خسارة أخلاقية كبيرة سببتها مجموعة من شباب عديمي المسؤولية.
البيان، كان أيضاً على قدر المسؤولية، إذ وجه الانتقاد في نفس الوقت للجمهور النصراوي “بسبب تفوهات مرفوضة أيضا صدرت من جانب الجمهور النصراوي، والتي نرفضها “. ولم ينس الدكتور سمير صبحي توجيه تحية للناصرة وأهلها، لأنه إنسان خلوق يعرف الواجب والإحترام. فقد أوضح لبيان:” نحيي أهلنا جميعًا في الناصرة، نكنّ لهم كل احترام، أنتم أهلنا وإخوتنا وامتدادنا وعمقنا، كلنا أمل يا جمهورنا الرياضي الفحماوي أن تكون هذه كبوة فرسٍ، كسحابة صيف، ليس أكثر”. كلنا يتمنى ذلك دكتور سمير، “المهم أن يسمع سمعان، لأن الكلام مع الطرشان مضيعة للوقت.
ما جرى في ملعب ام الفحم يعطي صورة واضحة أن الكثير من جمهور المشجعين للفريقين لا يفهمون معنى (رياضة) لأن عدداً كبيراً من هؤلاء المشجعين وحسب تحليلات بعض المحللين الرياضيين، شاركوا في “هبة الشتائم والمسبات” التي إن دلت على شي فإنما تدل على الافتقار للتربية السليمة والصحيحة. الرياضة لها مفهوم خاص عند الذين يقدرونها ويحترمونها، لكن عندما يستغلها البعض لمآرب سلبية مخزية أخرى، فذلك هو التخلف بعينه.