بدون مؤاخذة-الجدّة جعبورة وفهم المقروء
تاريخ النشر: 22/09/21 | 18:46جميل السلحوت
لفت انتباهي عدّة أشياء أقلّ ما يمكن وصفها أنّها غير مقبولة، جزء منها يُنشر على صفحات التّواصل الاجتماعيّ، وجزء نشاهده ونسمعه في حياتنا اليوميّة، ومن هذه الأشياء نشر التّعازي بطريقة مبالغ فيها لأناس ليسوا من أقرباء الدّرجة الأولى للنّاعي، ولا من أصدقائه، ولا ممّن تربطه بهم علاقات اجتماعيّة معيّنة، بحيث يتفاجأ الدّاخل إلى صفحات التّواصل الإجتماعيّ بعشرات “البوستات” ينعون فيها شخصا أو أشخاصا ما، بحيث يلتبس الأمر على القارئ، وقد شاهدت “مباركة” مقبولة لزوجين أنجبا طفلا بعد ثلاثة وعشرين عاما من زواجهما، فالتبس الأمر على أحدهم، وكتب مباركا دون أن ينتبه:”العزاء واجب، عظّم الله أجركم”! وممّا يلفت الإنتباه هو نشر صور لموائد من الطّعام، وقد يقبل المرء ذلك على مضض من سيّدة بسيطة تفاخر بقدراتها في الطّبيخ، أمّا أن تنشر هذه الموائد من قبل أكّاديميين وأساتذة جامعات فأترك التعقيب على ذلك للقرّاء.
ومن خلال ملاحظاتي أنّ هناك -مع الأسف- من لا يفهمون المقروء ولا المسموع، فيعلّقون ويشتمون ويتطاولون أو يمدحون كما يشاؤون! فأردت قبل يومين أن أنشر “نعيا لا منطق فيه” لأختبر هذه الجزئيّة، وممّا جاء في النّعي:” بمزيد من الحزن والأسى ينعى جميل السلحوت بنت خالة ست ابن عمّ سيده المرحومة:
الحاجة جعبورة بنت كعبورة
التي انتقلت الى رحمة الله تعالى عن عمر جاوز ل 250 عاما، قضتها في أعمال البر والتقوى.”.
وكان أوّل المعلقين أكّاديميّ روائي حاذق فكتب:” شو هذا يا شيخنا؟
أكيد بدك تفحص ردود فعل الناس لازم كتبت كمان، عن عمر مبكر”! فأكبرت فيه وعيه وانتباهه، وهناك من قرأوا وفهموا ما قصدته، وظهر ذلك من تعليقاتهم السّخرة والطّريفة.
لكنّ ما أحزنني حقّا هم من كتبوا معزّين حقّا، ووصل الأمر باثنين منهم أن يتّصلوا بي طالبين منّي تصحيح عمر “الجدّة المزعومة الفقيدة”، فربّما يكون عمرها “52 عاما” وليس “250 عاما” كما جاء في النّعي.
ونعيي للجدّة المزعومة ذكّرني بإعلان وضعه عام 1975 الدّكتور عادل سمارة -إن لم تخنّي الذّاكرة- في صحيفة الفجر المقدسيّة حيث كنذا نعمل، في محاولة منه لدراسة استعداد الشّباب الفلسطينيّ للهجرة، وممّا جاء فيه” أنّ شابّة من السويد ثريّة وجميلة جدّا عمرها 25 سنة، ترغب بالزّواج من شاب فلسطينيّ في عمر بين 25-35، بشرط أن يكون جامعيا، وأن يقبل العيش معها في السويد، فانهالت عليه الرّسائل، وأوّلها كانت من أحد محرّري الصحيفة المذكورة، وكان يكثر من الكتابة حول الصّمود.
وهناك ملاحظات أخرى كثيرة لها علاقة ببعض”الجهابذة” من محرّري الصفحات الثّقافيّة والمقالات السّياسيّة، في بعض وسائل إعلامنا، فعدا عن أنّهم يضعون”فيتو” كبيرة على النشر لأقلام جادّة وقديرة، ولا ينشرون لها شيئا، ولا أعرف إن كانوا يقرأون ما تصلهم من مواضيع، أو لا يفهمون ما يقرأون! إلا أنّهم يخطئون في تبويبها، فبعض المقالات والمواضيع الأدبيّة تنشر في باب المقالات السّياسيّة والعكس صحيح. والحديث يطول.