ايدلوجيا الاستيطان والتهويد والموقف الفلسطيني
تاريخ النشر: 23/09/21 | 9:06بقلم : سري القدوة
الخميس 23 أيلول / سبتمبر 2021.
الاستيطان لا يتوقف فهو جزء اساسي من عقيدة الاحتلال الاسرائيلي والاستيلاء على الاراضي الفلسطينية وسرقتها يتم كل يوم وبوضوح وإمام ومسمع ومرأى المجتمع الدولي والإدارة الامريكية والكل متفرج لا يفعلون اي شيء بالرغم من كل النداءات الصادرة وبيانات الادانة والدبلوماسية الهادئة والاستيطان لم يعد مجرد طرح نظري بل بات عمل اساسي مع اوسع حكومة عنصرية يهدد المستقبل الفلسطيني والعربي ويهدد السلم الاهلي العالمي ويتحدى الجميع.
وفي تطور جديد اقدمت حكومة الاحتلال على اتخاذ قرار بالاستيلاء على مئات الدونمات في قرية كيسان شرق بيت لحم وقد أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قرارا بالاستيلاء على مئات الدونمات بالعمق الفلسطيني بمحافظة بيت لحم ويقضى قرار الاستيلاء بتحويل أراض تقدر بمئات الدونمات تقع جنوب شرق القرية إلى محمية طبيعية بشكل مفاجئ وإن هذا القرار يأتي بهدف تسهيل الاستيلاء على أراضي المواطنين في قرية كيسان لصالح التوسع الاستيطاني في مستوطنة «آبي هناحل».
بينما يستمر الاستيطان يتصاعد ايضا اقتحام المسجد الاقصى المبارك من اجل فرض النفوذ الاسرائيلي وتغير الوضع القائم في القدس حيث اقدمت مجموعات من المستوطنين على اقتحام باحات المسجد الأقصى بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال وقام عددا من المستوطنين بتنفيذ عملية الاقتحام عبر باب المغاربة وقاموا بجولات استفزازية في باحاته وسط اداء صلوات فيه ويشار إلى أن المستوطنين كثفوا من اقتحاماتهم اليومية للمسجد الأقصى بحجة الأعياد اليهودية فيما أطلقت جماعات «الهيكل المزعوم» دعوات للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد لتستمر المخططات الإسرائيلية لتهويد مدينة القدس بشكل يؤدي إلى إخراجها من أية تسوية محتملة للصراع القائم.
تلك هي العقلية وهذا هو نهج حكومة الاحتلال الاستيطاني التي كانت نتاج التحالف العنصري لتمارس القمع والتنكيل والسرقة وتهويد الارض الفلسطينية وتستمر في اوسع سياسة لترسخ احتلالها وتعمل على فرض سياسة الامر الواقع الاسرائيلية وتوجه ضربة قاضية لحل الدولتين والجهود العربية التي انطلقت لتحريك عملية السلام في ظل مواصلة الجهود العربية والدولية والمساعي لحشد الدعم الدولي بما في ذلك العمل من خلال الرباعية الدولية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ولا يمكن استمرار الصمت الدولي امام تلك الجرائم ولم تعد بيانات الادانة تجدي نفعا امام ما تقوم به حكومة الاحتلال من جرائم وعدوان شامل على الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وإمام كل ما يجري لا بد من تحديد الموقف الفلسطيني وتسمية الاشياء بمسمياتها والتحرك والعمل على مواجهة تلك التحديات بكل جدية وأهمية التوصل الى استراتجية جديدة ورؤية قيادية واضحة توحد الوطن وتساهم في تبني مواقف الجماهير الفلسطينية وتعبر عن صوت الشعب وتلامس معاناة الاسرى في سجون الاحتلال وتتصدي للاستيطان غير الشرعي وحتى لا نقف جميعا لنبكي الوطن ونتحسر علي الماضي ونتألم من المستقبل المجهول لحياتنا التي بدأت متناقضة في الفهم والممارسة وليكون لزاما علينا أن نعمل علي ملامسة الواقع ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
ولا بد من العمل على تحديد الأولويات الوطنية الفلسطينية بعيدا عن الشعارات الرنانة ومن اجل ان تعبر عن أماني شعبنا وان تعمل على تحقيق المصالحة مع الذات من اجل إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة السياسية وتواصل الجهد الدبلوماسي لكسب مزيدا من الاعترافات بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.