100يوم على حكومة “التغيير”..!
تاريخ النشر: 24/09/21 | 12:08بقلم: شاكر فريد حسن
هذا الأسبوع، يكون قد مضى مئة يوم على تشكيل حكومة بينيت- لبيد- عباس، التي أطلق عليها حكومة “التغيير”، ولكن الوقائع والحقائق تؤكد وتثبت بشكل قاطع أن التغيير المزعوم ما هو إلا تغيير شخص بنيامين نتنياهو ليس إلا، والاستمرار في النهج العنصري اليميني الاستيطاني والاحتلالي الذي مثله طوال حكمه، النهج نفسه على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
لقد كان واضحًا منذ اليوم لتركيبة هذه الحكومة وخطوطها الأساسية أنها حكومة تغيير أشخاص وليس تغيير النهج والسياسات العامة.
على الصعيد السياسي هذه الحكومة معادية للسلام، ولم تأتِ بأي جديد في التوجه نحو المسألة الفلسطينية، وبينيت ومعه شركاؤه يواصل نهج الاحتلال والاستيطان، ويعارض لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ويصرح أن لا مفاوضات مع القيادة الفلسطينية، والرؤية التي تتبناها هذه الحكومة تتمثل بالسلام الاقتصادي مقابل الأمن لخلق الاستقرار على جانبي الحدود، وهي خطة مزيج من الاستثمار الدولي والتعاون الإسرائيلي الفلسطيني والمصري، والتزام حركة حماس بالهدوء بهدف تغيير حياة أهل قطاع غزة وتحسين ظروف معيشتهم. وتبقى مواقف بينيت وحزبه أكثر تطرفًا، فهو يسعى لضم منطقة “ج”، التي تشكل أكثر من نصف مساحة الضفة الغربية لإسرائيل.
وعلى الصعيد الاقتصادي هناك ارتفاع في نسبة العاطلين عن العمل وتعمق البطالة، وارتفاع في المعيشة وغلاء الأسعار في السلع الاستهلاكية، وغلاء مرتقب في أسعار الطحين والخبز والمياه والكهرباء والمواصلات العامة وغير ذلك.
أما على صعيد مجتمعنا فليس هناك أي حلول حتى الآن لتوسيع مناطق نفوذ البلدات العربية والخرائط الهيكلية، ويتواصل هدم البيوت العربية غير المرخصة، والجريمة في تصاعد وازدياد وشراسة، وأصبح عدم الشعور بالأمان.
وبخصوص مواقف القائمة العربية الموحدة برئاسة الدكتور منصور عباس، فلا نرى ونسمع سوى فقاعات كلامية، والتأثير الذي وعدت العرب به ليس سوى جعجعة كلامية بلا طحن، وهذا باعتراف النائب في الموحدة مازن غنايم الذي قال:” الحكومات تعيد نفسها دون ان يطرأ جديد”، مؤكدًا فشل القائمة الموحدة بتحقيق أي نتائج ترجى حتى الآن، داعيًا لتوجيه الأسئلة لمنصور عباس رئيس قائمته.
من نافلة القول ان نهج الحكومة الإسرائيلية خلال المئة يوم الأولى من حياتها، مؤشر واضح على انه النهج الثابت لها مع تصعيد أكبر لاحقًا، وهي حكومة هشة ومتأرجحة وانهيارها يمكن ان يحدث في أي لحظة، ولكن قوتها في ضعفها، حيث أن مركباتها تدأب على عدم وضعها في اختبارات وامتحانات صعبة لمنع أي خلافات وأزمات تؤدي إلى سقوطها وعودة نتنياهو مجددًا، وما ليس ممكنًا هو حدوث أي تغيير جوهري في السياسات العامة، فمثل هذا التغيير لن يتأتى.