لا تأمنوا للشرّين الأمريكي والروسي… فكلاهما يتسابق لدعم إسرائيل- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 24/09/21 | 18:30منذ النكبة الفلسطينية الكبيرى في العام 1948 أي منذ 73 عاماً ولغاية الآن لم يتعلم العرب بشكل عام والفلسطينيون بشكل خاص من أخطائهم ومن تقتهم بالمعسكرين الشرقي والغربي، وبالتحديد قي أمريكا و روسيا . والعداء (الظاهري) الذي نسمع عنه بين الدولتين الكبيراتين ليس سوى سيناريوهات يتقن الجانبان دورهما في تمثيلها، لأنهما في حقيقة الأمرؤ لا يختلفان على قضايا جوهريية خديرة تعرض العالم (مثلاً) على حرب بينهما، إنما الخلافات ليست سوى منافسات سياسية واقتصادية هنا وهناك ، ولا عداوة بينهما على الإطلاق .
ويبدو أن الفترة الزمنية (73) عاماً غير كافية لنتعلم نحن العرب من هو الصديق الحقيقي ومن هو العدو المتربص بنهم. العرب ومنذ العام 1948 لغاية الآن لم يكونوا موحدين ولم يكونوا صفاً واحداً في مواجهة إسرائيل. فكل يغني على ليلاه. حتى أن تجربة الوحدة العربية بين مصر وسوريا في العام 1958 فشل بها العرب، أي أنهم لم يستطيعوا توحيد دولتين بشكل دائم وتعرضت وحدة البلدين في العام 1961 لمؤامرة أدت إلى انفصال بعضهما عن بعض. بعدها حاول الرئس الليبي معمر القذافي توحيد بلاده مع تونس فلم يفلح. فكيف يا ترى سيستطيعون توحيد 23 دولة غربية؟
منذ وجود الدول العربية بشكل مستقل على الخريطة العالمية، كان لدى قادتها وجهات نظر مختلفة في التوجه السياسي. فمن الدول من ذهب باتجاه الشرق أي نحو السياسية الروسية(السوفييتية سابقا) مؤيداً لها، ودول أخرى فضلت النهج الرأسمالي وذهبت باتجاه الولايالت المتحدة على اعتبار أن ان الدولتين الكبريتين (عدوتين). وهنا كان الخطأ الجسيم.
يعني بتعبير أصح، كانت كل الدول العربية بلداناً تابعة لهذا الطرف أو ذاك. والسؤال المطروح: لماذا رضي أصحاب الجلالة والفخامة والسمو بالذل وطأطأة الرؤوس أمام الروسي والأمريكي، ولم يكونوا كتلة وقوة واحدة لها مكانتها ووجودها؟
يقول الكتور اسماعيل نجار في تحليل له حول سبب ذلك” لَو أننا إجتمعنا كعرَب وتوَحدنا كقُوَّة وجمعنا ثرواتنا وشحذنا هِمَمَنا بمساحة بلادنا الجغرافية التي تزيد عن ١٢ مليون كلم مربع، وبإمكانياتنا وثرواتنا الضخمة التي لا تملكها الدوَل العُظمَىَ، لكنا اليوم نحن القوة الكُبرى الأولى التي تهيمنُ على العالم”
ولكن لماذا لم يفعلوا ذلك؟ يرد الدكتور على هذا التساؤل بالقول:” لأن أصولهم من العبيد المُستَرَقين ولا زالوا يَحِنون الى عبوديتهم القديمة لأنَ الحرية بالنسبة إليهم لا تعني شيء فقد إعتادوا الرِق والضرب بالسياط”.
الأمر المتعارف عليه عند بني يعرب، أن روسيا داعمة للعرب وأمريكا داعمة لإسرائيل. هذه المقولة دارجة على لسان العرب منذ النكبة الأولى. لكن ما يجري هو غير ذلك. فروسيا وأمريكا داعمتان لإسرائيل. تماماً. عندما تأسست الدولة العبرية في العام 1948 كانت روسيا أول دولة تسارع للإعتراف بها. ليس هذا فقط بل وقامت بالسماح لليهود الروس لمن يشاء المغادرة إلى إسرائيل بمعنى أنها دعمتها سياسياً وديمغرافياً. طبعاً إضافة إلى الدعم الأمريكي الذي لا يزال متنوعاً لغاية اليوم ولم يتوقف.
توجد نقطة مهمة جداً يجب على القاريء معرفتها عن سبب دعم روسيا لإسرائيل وحتى عندما كان (الاتحاد السوفييتي) واقفاً على رجليه ويخبط على الطاولة. القيادة الروسية كانت تظن أن المهاجرين الروس إلى إسرائيل سيكونوا أوفياء لروسيا أكثر من إسرائيل، وروسيا تنظر إلى إسرائيل بأنها سبب الصراع مع العرب الذي يؤدي إلى حروب، وهذا ما حصل بالفعل، وكانت روسيا مصدراً للسلاح العربي بملايين الدولارات.
من يراجع تاريخ علاقة روسيا مع العرب، يلاحظ أن موسكو لم تقدم للدول العربية ولا سيما دول الطوق أي سلاح قوي لإيجاد توازن بين السلاح الأمريكي المقدم لإسرائيل والسلاح الروسي (السوفييتي) سابقا المقدم للعرب، وأعتقد بأن ذلك يعود لسببين: أولهما، لبقاء إسرائيل هي الأقوى، وثانيهما لمواصلة شراء السلاح الروسي.
وفي النهاية، لا يوجد فرق بين سياسات موسكو و واشنطن ، فكلاهما يتبنى سياسة المصالح، والعرب هم الأغبياء عندما يثقون بهما، وإسرائيل هي العنوان الرئيس للدولتين.
مقال موضوعي وواقعي ويكشف حقيقه مش كثار بعرفوها بعالمنا العربي
شكرا احمد حازم
انا دايما بقرا مقالاتك