مصر والأمم المتحدة ومواجهة التحديات العربية الراهنة

تاريخ النشر: 25/09/21 | 9:07

بقلم : سري القدوة

السبت 25 أيلول / سبتمبر 2021.

انتخاب مصر لرئاسة الدورة الخامسة عشرة للجنة الأمم المتحدة لبناء السلام يكلل مسيرة متواصلة من الإسهام المصري الفاعل لتعزيز وتفعيل هيكل الأمم المتحدة لبناء السلام منذ إنشائه في عام 2005 وأن انتخاب مصر أيضا يجسد ثقة المجتمع الدولي في قدرة مصر على قيادة الجهود الأممية في هذا الشأن على ضوء إحرازها المرتبة السابعة بين الدول المساهمة بقوات عسكرية وشرطية رجالا ونساءً في عمليات حفظ السلام الأممية.

لقد أكدت مصر مرارا أنه لا سبيل لاستقرار الشرق الأوسط دون التوصل إلى حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية التي كانت وما زالت القضية المركزية للأمة العربية وذلك عبر التفاوض استنادا إلى مقررات الشرعية الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يوليو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

مصر تؤكد من جديد أهمية تثبيت وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 20 مايو 2021 كما عملت مصر مع المجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني وإيصال المساعدات الإنسانية وحثت الأطراف المانحة لدعم وكالة الأونروا تمهيدا للقيام بعملية إعادة الأعمار في قطاع غزة وقدمت مصر في هذا السياق كل الجهود الممكنة وقامت بتخصيص 500 مليون دولار لإعادة الأعمار.

الواقع العربي بات يشهد تطورات خاصة كون ان ظروفه تتسم بأهمية استراتيجية فريدة وتحتل أيضا موقعا متقدما على قائمة مناطق العالم الأكثر اضطرابا مما يضيف إلى التحديات العالمية المشتركة التي تواجهها دول المنطقة وتلك التحديات المتعلقة بدول العالم وتحديدا الدول العربية التي باتت بحاجة الي التماسك ومواجهة الواقع والوقوف امام حالة الضياع التي تشهدها وحالة الاضطراب والانقسامات والتشرذم بأنواعه المختلفة سواء كان طائفيا أو سياسيا أو عرقيا مما يجعل دولا غنية بمواردها الطبيعية وتاريخها وحضارتها العريقة تعاني من هذا الكم من التحديات الضخمة وتلك الاثار الناتجة عن هذه الحالة والظروف الصعبة وهو ما يؤكد أنه لا غنى عن إعلاء مفهوم الدولة الوطنية الجامع الذى لا يفرق بين أبناء الوطن الواحد ويحول دون التدخل في الشؤون العربية وأهمية توحيد الجهود المشتركة لتحقيق السلم الاهلي والسلام العالمي.

مصر باتت تشكل العمق العربي الاستراتيجي للأمة العربية في جميع مكوناتها السياسية والثقافية والاقتصادية والمجتمعية والحضارية كانت وستبقي عبر التاريخ فمن ثورة يوليو وواقع الانتصار العظيم لهذه الثورة التي شكلت نموذجا للعمل وكفاح الشعوب لنيل الحرية التي خاضها وأسس لها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ليكتب تاريخ مشرق لأعظم ثورة في التاريخ المعاصر ويسجل صفحات المجد في تاريخ الامة العربية وعلى نفس النهج يتواصل العطاء الثابت وبنفس العزيمة وإرادة التحدي يقف الرئيس عبد الفتاح السيسي امام التحديات الكبيرة الي تواجهها مصر عبر تاريخها المعاصر ويقف ابناء الشعب المصري بكل ثقة وإرادة وإصرار واثقون من النصر والانتصار ووضع حد لكل المخاطر التي تهدد الامن القومي المصري.

مواجهة التحديات الراهنة والتهديدات الخطيرة التي يتعرض لها الامن القومي العربي يتطلب العمل وفقا لأسس العمل العربي المشترك المبني على احترام الآخر والسعي لبذل كافة الجهود الممكنة لمنع نشوب الصراعات وان مصر لقادرة ومن خلال موقعها في الامم المتحدة على اتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية الحقوق والمكتسبات التاريخية للأمة العربية وتجعل من التكاتف والتلاحم الوطني أمرا حتميا لمواجهة خطورة التحديات العربية الراهنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة