أربيل الكردية والتطبيع مع إسرائيل الصهيونية… تجريم المشاركين وملاحقتهم قانونيا- أحمد حازم
تاريخ النشر: 27/09/21 | 11:01مؤتمر “الدعوة إلى التطبيع” مع إسرائيل الذي عُقد في عاصمة إقليم كردستان “أربيل” يوم الجمعة الماضي أثار الكثير من التساؤلات حول عملية تنظيمه وهوية وأهداف منطميه. مشاركون في المؤتمر قالوا انهم خدعوا بالدعوة التي تلقوها لحضور المؤتمر، لأن الدعوة تتضمن المشاركة في مؤتمر حول الأديان. لكن تبين فيما بعد أي خلال إلقاء الكلمات أن مضمون المؤتمر هو التطبيع مع إسرائيل، ولذلك انسحب البعض من هذا المؤتمر.
وعلى ذمة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي. فإن هذا المؤتمر الأول من نوعه الذي عقد برعاية منظمة أميركية في إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي شارك فيه أكثر من 300 عراقي، ودعوا إلى تطبيع العلاقات بين العراق وإسرائيل.
السلطات في إقليم كردستان أصدرت بيانا قالت فيه إن الاجتماع “عُقد من دون علم وموافقة ومشاركة حكومة الإقليم، وأنه لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن موقف حكومة إقليم كردستان”. يعني يكذبون علناً وبكل وقاحة بدون حياء أو حجل. فكيف يعقل أن يعقد مؤتمر بهذا الحجم والقوة في عاصمة الإقليم بدون معرفة حكومتها؟
رئاسة إقليم كردستان، تبرأت من دعوة التطبيع مع إسرائيل ومن الدعوات لشخصيات شاركت في المؤتمر وأعلنت عن فتح تحقيق في الأمر. وقالت رئاسة إقليم كردستان في بيان لها: “لا علم لنا مطلقا بذاك الاجتماع ومضامين مواضيعه، وأن ما صدر عن الاجتماع ليس تعبيرا عن رأي أو سياسة أو موقف الإقليم”.
كلهم كذابون. لأن إقليم كردستان له موقف آخر من إسرائيل وأن الإقليم يتخذ موقفا حيال إسرائيل يختلف عن ذلك الذي تتبناه الحكومة العراقية الرافضة للتطبيع. فخلال العقود الأخيرة، زار العديد من قادة كردستان العراق إسرائيل ودعا السياسيون الأكراد علانية إلى التطبيع معها. وفي عام 2017، عندما نظم أكراد العراق استفتاء الاستقلال المثير للجدل، كانت إسرائيل من بين الداعمين القلائل لهم.
البرلمان العراقي شدد على ضرورة اتخاذ اجراءات قانونية صارمة ضد المشاركين في المؤتمر. وقال رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في تغريدة له ان “للعراق موقف تاريخي ثابت من القضية الفلسطينية، وان موقفنا الرافض لما يسمى التطبيع مع الكيان الصهيوني لن يتغير باجتماع ثلة من الافاقين والمأجورين الذين حاولوا عبثا تشويه موقف العراق الحازم والحاسم والمشرف من القضية الفلسطينية”.
المعلومات المتوفرة تقول، ان مؤتمر اربيل للتطبيع كان برعاية أمريكية وتمويل سعودي إماراتي،. والمعلومات المتوفرة تؤكد عكس ما صرح به رئيس البرلمان العراقي. سحر الطائي مديرة الأبحاث في وزارة الثقافة العراقية هي التي قرأت البيان الختامي، وهي المعروفة في العراق بأنها مقربة جداً من محمد النوري مدير مكتب رئيس البرلمان العراقي. إذاً كلهم كذابون. وكلهم يعرفون بالمؤتمر.
ووصلت الوقاحة بالمؤتمرين قمتها في البيان الختامي للمؤتمر، حيث طالبوا:” بالانظمام إلى اتفاقيات ابراهيم (أبراهام) وكما نصت الاتفاقيات على إقامة علاقات دبلوماسية بين الأطراف الموقعة ودولة إسرائيل فنحن أيضا نطالب بعلاقات طبيعية مع إسرائيل وبسياسة جديدة تقوم على العلاقات المدنية مع شعبها بغية التطور والازدهار”.
رئيس “صحوة العراق” وسام الحردان، كشف حقيقة دعوته إلى التطبيع مع إسرائيل خلال المؤتمر، في تصريحات لشبكة رووداو الإعلامية، إنه دعا “إلى منح العراقيين من مختلف الديانات بما في ذلك اليهود، جنسياتهم المصادرة منهم وليس التطبيع” ما شاء الله يعني مطالبته ليس تطبيعاً كما يدعي. مرة أخرى كلهم كذابون.
حملة الغضب ضد مؤتمر اربيل للتطبيع مع اسرائيل تصاعدت بوصف المشاركين فيه بالخونة واصدر القضاء الاعلى في بغداد مذكرات باعتقالهم فيما قالت اسرائيل انها تمد يد الصداقة لهم. وقد اعلن المجلس الاعلى للقضاء العراقي عن صدور مذكرات اعتقال بحق المنظمين لمؤتمر التطبيع في أربيل،
بقي علينا القول وحسب المعلومات المتوفرة، ان العقل المدبر للمؤتمر هو “مركز اتصالات السلام” ومقره نيويورك المدعوم من طرف شخصيات أمريكية مثل: دينيس روس الذي كان مسؤولاً عن ملف الشرق الأوسطفي زمن أوباما، و روب ساتلوف رئيس معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط