غياب الملف الفلسطيني في خطاب بينيت… تركيز على إيران ومواجهتها – بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 29/09/21 | 10:10بعكس الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي كان خطابه في الأمم المتحدة من أوله حتى آخره عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت لم يتطرق أبداً إلى هذا الصراع أو إلى الملف الفلسطيني وكأن هذا الملف لا يعنيه مطلقاً.
في الكلمة التي القاها بينيت في السابع والعشرين من هذا الشهر أمام الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لم يتطرق بينيت في أول خطاب له أمام الأمم المتحدة إلى القضية الفلسطينية وركز أقواله على الإئتلاف الحكومي و إيران .
لقد خص بينيت الجزء الأول من الخطاب للحديث بفخر عن التحالف الذي يقوده والذي اعتبره في خطابه” منقذ إسرائيل”. فقد ذكر بينيت أن تحالفه المشكل من عدة أحزاب مثل خلطة الشوربا الروسية (سوليانكا) “قد أنقذ إسرائيل من كارثة حقيقية كانت متجهة إليها تحت قيادة سلفه”. ولم ينس بينيت القول في خطابه ” أن حكومته ورثت إسرائيل التي كانت في طريقها إلى الهاوية وأنه قادها ببطولة إلى بر الأمان”.
بينيت كان كتير المدح لذاته ولحكومته لدرجة أن المستمع للخطاب يظن أن خطابه موجه للإسرائيليين فقط وليس للعالم. وحسب موقع “تايمز أوف إسرائيل” أشار بينيت إلى ” وجود لحظات من الزمن حيث يتعين على القادة أن يوقفوا عجلة القيادة للحظة قبل أن يصطدموا بالجرف، وأن يواجهوا حرارة اللحظة، ولكن بعد ذلك يقودون البلاد إلى بر الأمان. وهذا بالضبط ما فعلناه”
يعني يستدل من خطابه أن الإسرائيليين عليهم تقديم الشكر لبينيت فلولاه “خربت إسرائيل” ولولاه لما تحسن وضعها. لكن بينيت لم يذكر كيف أو ماذا فعل كبرهان على أقواله. وقد قال بينيت بصراحة:”شكلت أنا وشركائي حكومة جديدة في إسرائيل منذ حوالي مائة يوم، الحكومة الأكثر تنوعا في تاريخ إسرائيل. ما بدأ كحادثة سياسية، يمكن أن يتحول الآن إلى هدف. وهذا الغرض هو الوحدة على الرغم من أننا نتبنى آراء مختلفة للغاية، إلا أننا نجلس معا من أجل خير أمتنا”،
يبدو أن بينيت تعلم الكثير من معلمه ورئيسه السابق نتنياهو وخصوصاً الكذب والخداع. فقد وصف بينيت حكومته بأنها”الأكثر تنوعاً وبأنها حدث سياسي”. ما هذاالكذب يا نفتالي؟ أنت تعرف أنك كنت مجبراً على هذه الخلطة الحكومية التي تشبه (بوظة مشكلة) مع الفارق أن البوظة لها طعمة طيبة. وقد ساعدك في ذلك زميلك الأساس في الائتلاف الحكومي يائير لابيد، الذي سمح لك يرئاسة الحكومة في المرحلة الأولى ليس حباً بك بل نكاية بسلفك نتنياهو وأيضاً من أجل إنجاح عملية التشكيل.
والكذبة الكبيرة هو ادعاء بينيت أمام العالم بأن الائتلاف الحكومي يعني الوحدة، أما الكذبة الأكبر فهي قول بينيت “.أن الائتلاف من أجل خير أمتنا”
الائتلاف يا مستر بينيت والكل يعرف أنه لم ير النور من أدل مصلحة الشعب بل من أجل مصالح عناصر الائتلاف، والذي يريد مصلحة الشعب لا يضع شروطاً، وما جرى هو أن كل مشارك في الائتلاف حاول الحصول على امتيازات منه. فعن أي وحدة تتحدث؟
بينيت وفي بقية خطابه أمام العالم، ركز على سعي إيران للحصول على قنبلة نووية، وعلى طائراتها المقاتلة بدون طيار المجهزة بأسلحة فتاكة والتي تمكنها من مهاجمة أي مكان في أي وقت. وحسب مصادر إسرائيلية قال بينيت :” لقد وصل برنامج إيران النووي إلى لحظة فاصلة. وكذلك قدرتنا على الصبر”، ولكن ما العمل إزاء هذا لوضع يا رئيس الحكومة؟. ورداً على هذا التساؤل يقول بينيت بكل وضوح:” لن تسمح إسرائيل لإيران بامتلاك سلاح نووي” وتعهد بأن تضمن إسرائيل إحباط طموحات النظام الإيراني.
ولكن هل تستطيع إسرائيل وحدها فعل ذلك بعد أن وصلت إيران إلى نقطة نووية مهمة كما يدعي بينيت الذي قال:” لقد وصل برنامج إيران النووي إلى لحظة حاسمة وتسامحنا مع ذلك أيضا، وإن الكلمات لا تمنع أجهزة الطرد المركزي من الدوران”. بينيت لمح في خطابه أن التعاون مع دول أخرى يمكن منع إيران من التقدم في برنامجها النووي كما يدعي. فقد قال حسب مصادر إسرائيلية:” إذا فكرنا معا، إذا كنا جادين في إيقافها، إذا استخدمنا كل ما لدينا من حيلة، يمكننا أن ننتصر”، في إشارة إلى أن إسرائيل معنية برد مشترك مع الدول الأخرى والمجتمع الدولي.