عرب إسرائيل إلى موسوعة غينيس في القتل- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 30/09/21 | 11:00كل يوم أسمع دعاية في إذاعات محلية تقول: “العنف مش إلنا” و “العنف مش من أخلاقنا” وغير ذلك من أقوال حول العنف على لسان مجموعة من الأشخاص العرب. لكن ما نعيشه وما يحصل في مجتمعا هو العكس تماماً. فالعنف أصبح جزءاً من حياتنا اليومية. كنا في الماضي نستغرب عندما نسمع عن حادثة قتل أو حتى عن حادثة “طخ”، واليوم نستغرب إذا مر يوم بدون سماع قتل شخص أو حدوث عملية طخ. العنف أصبح ميزة من ميزات شبابنا رغم المناشدات الكثيرة والمتعددة للأهالي والشرطة وكل الجهات المسؤولة بالعمل على وقف هذه الظاهرة، التي نزداد من وقت لآخر.
يقول الصديق الدكتور صالح نجيدات في مقال له بعنوان” لن يحك جلدك إلا ظفرك” نشره موقع العرب في الثامن والعشرين من الشهر الجاري:”الأزمة الموجودة في مجتمعنا والعنف والقتل هو نتيجة الإهمال التربوي, وللاسف الإهمال الأسري عند الكثير من الاسر لا زال مستمراً والاخطاء تتكرر ولم نتعلم الدرس ونتعظ، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ولكن نحن نلدغ عشرات المرات ولم نتعلم”.
صحيح أن المقال قصير نسبياً، لكنه مهم المحتوى ومضمونه توجيهي بامتياز، وكنت أود لو أن الدكتور صالح تعمق أكثر في الموضوع. فإذا، العيب فينا بالدرجة الأولى. والتقصير يبدأ من البيت ومن ثم المدرسة والمحيط. أنا هنا لا أعمم فهناك من الأهل ما يقومون بتربية أولادهم بشكل صحيح، لكن رغم ذلك توجد بيننا فئة غير مبالية. أنت يا دكتور نطالب الأهل بقولك لهم:” علموا اولادكم قيمكم وعاداتكم الأصيلة، فإذا لم نعلم اولادنا موروثنا الحضاري الأصيل إذن كيف سيتعلمونه ويعرفونه ؟”
عن أي حضارة وعن أي موروث تتحدث يا صديقي في وقت يتحكم فيه جهاز “البلفون” بالعائلة. عندما تجتمع العائلة كل فرد من أفرادها كبيراً وصغيرا مشغول بجهازه الهاتفي وحتى الأطفال منهم يفعلون ذلك على مرأى من الأهل. هل يعرف الأب أو الأم ماذا يدور في رأس الإبن أو الإبنة عند “البحبشة” في الانترنت؟ هل يعرف أولياء الأمور ماذا يشاهد الأبناء؟ أكيد لا. من هنا تبدأ الحكاية.
أما في المدرسة فالوضع ليس أحسن حالاً. فالمدرس غير مستعد لمواجهة مع طالب ويقول في قرارة نفسه:” إن تعلم منيح وإن ما تعلم لستين كندرة “. ما يقوله المعلم هو نتيجة تجارب مريرة مع بعض أهل الطلاب. ولذلك ليس من المستغرب أن لا يعير المعلم الإنتباه للطالب تربويا. نعم صديقي الدكتور صالح ان (جلدك لا يحكه إلا ظفرك). صحيح أن أظافرنا قد كبرت ولكننا في كثير من الأحيان لا نستخدمها لحك جلدنا بل “لخرمشة الآخرين” وإيذائهم.
أستبيحك عذراً صديقي، لأني ضحكت بصوت عالٍ عندما قرأت في مقالك :” يجب على السلطات المحلية ان تبث الوعي بين المواطنين وإقامة محاضرات توعية وحث الاهل على الاهتمام بتربية اولادهم بواسطة أذرعها الاجتماعية والتربوية”
شيء مضحك بالفعل. أنا أعتقد بأن المسؤولين في السلطات المحلية هم أنفسهم بحاجة إلى دورات تثقيفية حول كيفية العمل الإجتماعي، فكيف تطلب من فاقد الشيء أن يفعله؟ وبالنسبة للتساؤل: “لا يعقل ان اوضاع مجتمعنا تسير من سيء الى اسوأ و سلطاتنا المحلية تقف مكتوفة الايدي ولا تبادر الى نهضة تربوية فماذا تنتظرون” ؟
نعم كل شيء جائز في سلطات تعتمد قيادتها على العشائرية والقبلية، وليس على الموظف المناسب في المكان المناسب. ليس من المستغرب أن يكون تعبير “تهضة تربوية” مجهولاً في قاموس العشائر. ولذلك لا ننتظر شيئاً من هؤلاء.
وبما أننا شعب نفتخر بالفلافل والحمص والفول ونعتبرها جزءاً من ثقافتنا، وأدخلنا إليها “سيخ الشاورما” وأصبح بني يعرب بشكل عام أشهر قوم على وجه البسيطة في هذا الإنتاج، لكن “عرب إسرائيل” تجاوزوا هذه االشهرة وأصبحوا يقتربون من موسوعة غيتيس للأرقام القياسية، ليس في حملة (الدكتوراه) أو في عدد الجوائز الممنوحة من مؤسسات عالمية في مجالات الثقافة أو الإختراع، بل في عدد القتلى.