قواسم مشتركة بين بايدن وبينيت- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 02/10/21 | 13:40وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، كان في منتهى الوضوح عندما صرح لموقع “والا” العبري في نهاية زيارته الأولى للشرق الأوسط،” بأن إدارة بايدن لا تعتقد في هذه المرحلة بأن الظروف مهيأة لإحراز تقدم كبير في عملية السلام”. وبرر الوزير الأمريكي موقف واشنطن خاصة “بسبب الأزمة السياسية في إسرائيل والوضع السياسي الداخلي في السلطة الفلسطينية “.
هذا يعني من وجهة النظر الأمريكية عدم وجود نية لدى واشنطن وضع خطط جادة للبدء مجدداً بعملية سلام شرق أوسطية يكون بايدن المبادر إليها. ما قاله بلينكن يتنافى كلياً مع الوعود التي أطلقتها إدارة بايدن خلال الحرب الأخيرة بين المقاومة والجيش الإسرائيلي والتي لم تنفذ منها لغاية الآن أي وعد. وقد ذكر وزير الخارجية الأمريكية وقتها، أن الإدارة الأمريكية تريد وقف كل أسباب التوتر التي تدفع الأمور نحو الاشتباكات الخطيرة خاصة تلك المتعلقة بالقدس وتهجير العائلات من أحيائها ولا سيما حي الشيخ جراح وسلوان وكذلك حماية الأقصى من التوترات والإقتحامات والهجمات.
في الحملة الإنتخابية للرئاسة الأمريكية في خريف العام الماضي، كان العرب بشكل عام والسلطة الفلسطينية بشكل خاص يرفعون لواء التأييد لبايدن على اعتبار أنه أفضل من ترامب. وقد هللت السلطة وكبرت لنجاح بايدن وكأنه فلسطيني المنشأ وعروبي الهوى ويهمه الموضوع الفلسطيني. لكن الرهان الفلسطيني لم يأت بالنتائج المتوقعة فلسطينياً. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قصر النظر الفلسطيني في فهم عقلية الرؤساء الأمريكيين ومواقفهم تجاه إسرائيل. وبالتالي لا يمكن لأي رئيس أمريكي يجلس على كرسي الرئاسة في البيت الأبيض أن ينحاز قيد أنملة عن دعم إسرائيل مادياً ومعنوياً وعسكرياً.
موقع “واللا” العبري نشر تقريراً قبل أيام قليلة جاء فيه:” أن البيت الأبيض رفض طلبا فلسطينيا بعقد لقاء بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونظيره الفلسطيني، محمود عباس ، على هامش فعاليات الدورة الـ76 للجمعية العامة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك. وبررت الإدارة الأمريكية ذلك، قولها: “إن بايدن لا ينوي عقد اجتماعات على هامش فعاليات الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وإنه سيكتفي بزيارة قصيرة إلى مقر الأمم المتحدة لإلقاء خطابه وإن الجدول الزمني لا يسمح بإجراء اجتماع في واشنطن”.
التبرير الأمريكي كاذب، لأن بايدن، وحسب موقع “واللا” العبري عقد بالفعل ثلاثة لقاءات مع قادة أجانب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما يعني بوضوح أن القضية الفلسطينية هي شيء ثانوي غير مهم بالنسبة لأولويات السياسة الخارجية لإدارة الرئيس بايدن.
هناك مواقف للرئيس الأمريكي بايدن تتلاقى تماماً مع مواقف رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت: فكثيراً ما صرح بينيت بأنه لا يريد مقابلة الرئيس الفلسطيني عباس، ولا يرى فائدة من الإلتقاء به حسب تصريح له للقناة التانية الإسرائيلية، ولذلك أرسل إليه وزير الدفاع غانتس ليخبره بموقفه من القضية الفلسطينية. وهكذا فعل الرئيس الأمريكي برفضه مقابلة محمود عباس.
بينيت قالها صراحة للقناة الثانية أيضاً: أنه يعارض إقامة دولة فلسطينية بمعنى أنه ضد حل الدولتين. وهذا الموقف يتماشى مع الموقف الأمريكي الحالي الذي يقول ان حل الدولتين غير قابل للتطبيق في هذه المرحلة، رغم أن بايدن ذكر في خطابه في الأمم المتحدة أنه يدعم حل الدولتين، لكن تحقيق هذا الهدف سيستغرق وقتا طويلا.
وبالرغم من أن مسؤولين فلسطينيين، يرون وجود إيجابية في إقرار الرئيس الأميركي بحل الدولتين، “إلا أن أي دولة فلسطينية مستقبلية يجب أن تأتي استجابة لضمان أمن إسرائيل حسب رؤية الرئيس بايدن وليس لأنها حق للفلسطينيين الذين عانوا من أطول احتلال في العالم”.
صحيفة “هآرتس” ذكرت الأربعاء. الماضي، أن تصريح بايدن يعبر عن “مصلحة ثلاثية، للسلطة الفلسطينية وحكومة بينيت والإدارة الأميركية، بأنه لا جدوى من دفع عملية سياسية ملموسة في السنوات القريبة المقبلة”. رئيس الحكومة بينيت رفض ما جاء في تعليق الصحيفة من أن “تصريح بايدن يطيل عمر الحكومة الإسرائيلية ويخفف الضغوط عليها من جانب الأحزاب داخل الائتلاف وكذلك من جانب المجتمع الدولي لتنفيذ خطوات سياسية مقابل السلطة الفلسطينية”.