هل المشتركة في تزايد ؟ ولماذا !
تاريخ النشر: 06/10/21 | 20:31بقلم : مهند صرصور
رغم التحفظات على إستطلاعات الرأي ، الى انها تشير في كثير من الاحيان إلى تحولات محتملة او اتجاهات ممكنة ، لذلك لا استخف بتاتا بإستطلاعات الراي التي تعطي المشتركة ثمان مقاعد في مقابل خمسة مقاعد للموحدة ، رغم الفروق الشاسعة بين ما يقوم به الطرفان ، فالمشتركة ما زالت ترضخ تحت وطأة الشعارات العاطفية والاجتماعات التضامنية ووقفة هنا او مظاهرة عشرية هناك ، في مقابل الموحدة التي تناطح احزاب الائتلاف من اجل كل شاردة وواردة في الميزانية ، وتحرث البلاد طولها بعرضها من اجل بناء برامج تلائم بلدياتنا العربية .
ولكن يبدو ان طريق الشعبوية هي الاقرب لقلوب الناس رغم عدم جدواها ، ولا يظن احدكم ان الامور عبثية ، وانما هي خطوات تقوم بها المشتركة من اجل اللعب بقلوب من يتابعها وادخاله في متاهه تفضي بظنه ويكأن الجبهة هي صاحبة القرار في الحكومة ومن تحرك الدولة ومن تصول وتجول في الاقصى ، خطوات بسيطة ولكنها خبيثة في عمقها وايحاءاتها كالتالي :
عندما يعلن ويتفاخر السيد ايمن بكل انجاز فردي عربي من توظيف وتقدم وإنجاز وغيره ، يعطي الشعور للقارئ بان ايمن والمشتركة شركاء في ذلك، ويظن البعض ضمنا ان لأيمن يد في ذلك ، رغم ان كلها نجاحات فردية ليس للمشتركة فيها ناقة ولا بعير .
عندها يذكر السيد ايمن من على صفحته / اعلامه ضائقة فلان او مرض علان او التهجم على احدى الشباب العرب ، يُشعر القارئ ويكانه حامل هموم الضعفاء وحامي حماهم ، رغم ان فعله لم يتعدّ ذكر وتوصيف الحالة والتعاطف العلني معها ، وله في العادة ان يعد في اخر منشوره انه سيتابع الحالة ، وما اكثرها الحالات التي يتكل في متابعتها على الذاكرة القصيرة للناس بنسيانها ، ولكم فحص ذلك من على صفحته فلا تكادون تجدون اي متابعة او نتيجة لاي متابعة .
عندما تعلو اصوات المطالب العربية في شأن ما ، يُبادر السيد ايمن بلقاء مُصوّر مع وزير او مسؤول وعرض المطالب بشكل جاف ، وطبعا لا احد يتابع ما الذي حصل بتلك المطالب ، ولا يُلقى لها بال في الوزارات كونها من عضو برلمان معارض يطالبهم في النهار ويهجوهم في المساء ، ولكن ذلك يكفي الجبهة لتوهم جماهيرها بان التغيير آتٍ عن قريب ومن على يديها .
نجحوا وينجحون في كل مرة في تقليص حجم بعض نجاحات منافستهم – الموحدة – عن طريق حرقها مسبقا ، كمثل فعلهم فيما يخص قانون الكهرباء او الفاتمال الذي لن يرجع سيطه على مُنجزه بخير حتى بعد تمريره الكامل ، لانه قد حُرق مسبقا ، والمشتركة الان على أعلى مراتب الاستعداد من اجل حرق ما سياتي كما فعلوا اليوم بقانون دفع مستحقات بطالة اصحاب المصالح ، حيث تقدموا به حين عرفوا ان الموحدة ستتقدم به ضمن إئتلافها ، محاولين اخذ ما ليس لهم ، وتقاسم كل تقدم تحققه الموحدة عن طريق التواجد في إجتماعات لم تُدعَ اليها كما حدث في اجتماع الوزيرة في بلدية جلجولية .
لا يتوانى السيد ايمن عن ذكر الاقصى لانه إكتشف مؤخرا وقعها في نفوس الجميع ، فبين الفينة والاخرى ينشر عنها او يتصور هناك ، رغم انه لا يعمل ولم يعمل اي شيء من اجلها ، ولكن ذكره المتكرر للأقصى يعطي الانطباع – وبنجاح – وكأنها من اهتماماته وهو ما يحب الكل رؤيته وسماعه ، رغم ان الواقع منافٍ لذلك بتاتا ومن يحمل هم الاقصى هي الاسلامية الجنوبية وحدها بعد ان حُظرت الشمالية وابعدت عنه .
امور تكتيكية تعمل بشكل تراكمي ، تصب في جعبة تاييد المشتركة بشكل فعال دون ان يكون لها منفعة او حتى مقاصد منفعية مستقبلية ، وإنما هي إستراتيجية الركوب على اي طرف واي جانب واي جهة من اجل إستجداء التعاطف واللعب بعقول العامة ، كما يبرع السيد ايمن مؤخرا في فعله من استعمال لاسم الشيخ السجين الذي طالما حارب دربه او غزة حماس التي تخلى عنها منذ زمن.
ومع ذلك لا الوم المشتركة/ الجبهة على افعالها ، فهذه دربها مذ نشأتها ، ولم نتوقع منها يوما غير ذلك ، فهذه طريقها التي قبلها اعوانها حتى لو اغرقتنا البحر وجردتنا من كل ما هو عربي واسلامي ، ولكني الوم الموحدة التي سمحت بالتلاعب بها وبإستغفال جماهيرنا العربية .