عودة جزار حماه رفعت الأسد إلى سوريا.. صفقة مخابراتية روسية فرنسية-بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 12/10/21 | 13:22السفاحون الكبار في النظام السوري ثلاثة ينتمون للعائلة الأسدية العلوية الحاكمة. أحدهم الرئيس السوري السابق حافظ الأسد الذي ارتاح منه الشعب السوري بوفاته عام 2000 والثاني شقيقه رفعت الأسد الذي حاول الانقلاب عليه والإستيلاء على الحكم عام 1984 ففشلت محاولته وتم نفيه إلى الخارج حيث استقر في أوروبا متنقلاً بين إسبانيا وفرنسا لمدة 37 عاماً. والسفاح الثالث اسمه بشار الأسد ابن حافظ، الذي أورثه حكم سوريا وكأنها قطعة أرض يملكها، ولا يزال يحكمها منذ عشرين عاما ونيف بالحديد والنار.
في السابع من الشهر الحالي عاد سفاح سوريا رفعت الأسد إلى بيته في حي “المزة” في دمشق، وكأن شيئاً لم يكن. حافظ الأسد قال ذات يوم ان رفعت لن يعود الى سوريا ما دام هو (أي حافظ) على قيد الحياة، لكن هذا الوعد الذي قطعه “ابو سليمان” على نفسه ليس بسبب إجرام رفعت كما يعتقد البعض بل لأنه حاول سرقة الحكم من أخيه حافظ وإبعاده عن رئاسة سوريا.
رفعت الأسد تولى قيادة قوات “سرايا الدفاع” وما بات يعرف لاحقا بالفرقة الرابعة التابعة للقوات الحكومية.متهم بارتكاب العديد من المجازر والجرائم ضد الإنسانية، لا سيما مجرزة سجن تدمر في العام 1980، والتي قنل فيها حوالي ألف سجين معظمهم من الإخوان المسلمين. ولاحقا ما عرف بـ”مجارز مدينة حماة” في العام 1982 والتي تقول بعض المصادر أنها أودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص فيما دمر نحو ثلث المدينة، وأطلق على رفعت الأسد لقب “جزار حماه”.
ولكن ما خلفية عودة رفعت إلى سوريا ؟ وهل كانت هناك جهات عربية أو أجنبية قد تدخلت لعودة السفاح؟ فراس رفعت الأسد المعارض لنهج والده رفعت ذكر في حسابه على “فيسبوك” الأحد الماضي، أن عودة أبيه إلى دمشق قد تمت بصفقة تم ترتيبها بين فرنسا و روسيا مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي وافق على عودة عمه. لكن بشار وضع شرطاً أساسيا على عودة جزار حماه. فقد اشترط عليه عدم التعاطي بالسياسة مطلقا ويعيش كمواطن عادي. بمعنى ان بشار وضع ضوابط صارمة، إذ لن يكون لرفعت أي دور سياسي أو اجتماعي.
ولكن ما خلفية عودة رفعت الى سوريا. تقول صحيفة “الوطن” السورية “إن رفعت الأسد وصل إلى دمشق منعاً لسجنه في فرنسا بعد صدور حكم قضائي وبعد مصادرة ممتلكاته وأمواله في إسبانيا أيضاً. المحكمة الإصلاحية في العاصمة باريس أصدرت حكماً في السابع عشر من شهر يونيو/حزيران العام الماضي ينص عل سجن رفعت الأسد أربع سنوات، وبمصادرة العديد من العقارات الفاخرة التي يملكها، وكل الممتلكات غير المنقولة المعنية بالقضية. كما يواجه رفعت الأسد تهديدا بدعوى قضائية في إسبانيا بسبب شكوك أوسع تتعلق بـ500 عقار تقدر قيمتها ب691 مليون يورو.
محكمة الاستئناف في باريس وحسب المعلومات المتوفرة، كانت قد وافقت على حكم بالسجن أربع سنوات على رفعت الأسد، بعد إدانته بتهمة جمع أصول في فرنسا بطريقة احتيالية تقدر قيمتها بتسعين مليون يورو وبتهمة غسل الأموال ضمن عصابة منظمة واختلاس أموال سورية عامة والتهرب الضريبي المشدد”.
رفعت الأسد يعتبر أحد كبار المجرمين القتلة في العالم، كونه ارتكب مجازر وحشية بحق شعبه دون أن يهتز له جفن. التاريخ يقول، والتاريخ لا يكذب، ان رفعت الأسد وخلال مؤتمر لحزب البعث الحاكم في سوريا، تطرق إلى “جماعة الإخوان المسلمين” الذين قتل منهم رفعت الآلاف، بقوله:”إن ستالين ضحّى بعشرة ملايين شخص للحفاظ على الثورة البلشفية، وعلى سوريا أن تفعل الشيء نفسه للحفاظ على الثورة البعثية”. بمعنى أنه لم يكتف بقتل الآلاف بل يريد قتل الملايين.
الملاحظ هنا وجود تواطؤ فرنسي في الخروج الآمن لشخص مجرم محكوم في غرنسا وهو أمر مخالف للقانون. ولا بد أن يكون الثمن باهظاً للسماح لرفعت الأسد بمغادرة باريس وانتهاك قوانينها. ومن الناحية المنطقية فإن المجرمون بحق شعوبهم يحاكمون في أوطانهم لكن (السفاح) رفعت الأسد عاد بدون أن يمسه أحد كونه إبن المافيا الحاكمة.