التضامن الاوروبي مع المزارعين الفلسطينيين خطوات مهمة
تاريخ النشر: 23/10/21 | 7:46بقلم : سري القدوة
السبت 23 تشرين الأول / أكتوبر 2021.
في ظل استمرار هجمات المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين وفي خطوات هي الاولي من نوعها شارك رؤساء وممثلون عن البعثات الدبلوماسية لكل من بلجيكا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا والنرويج والسويد والمملكة المتحدة المواطنين في قرية قصرة جنوب نابلس قطف ثمار الزيتون بتنظيم من القنصلية البريطانية العامة بالقدس وبالتنسيق مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار اعتداء المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين ومع استمرار سرقة ثمار الزيتون الفلسطيني من قبلهم وفي ظل حماية جيش الاحتلال .
لقد عبرت هذه الخطوة عن اهمية المشاركة الاوروبية في خلق فرص للممارسة الاعمال التطوعية ومساندة الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه العادلة وتطوير العمل التطوعي، ويأتي ضمن الحملة الوطنية لدعم وإسناد المزارعين في الأراضي المهددة بالاستيلاء من قبل الاحتلال في بلدة قصرة جنوب نابلس والوقوف امام هجمات المستوطنين، وعبرت الدول المشاركة من خلال الفريق الدبلوماسي التابع لها وعبر بيان صادر عن مكتب ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين معارضتهم لسياسة الاستيطان الإسرائيلية وقلقهم من عنف المستوطنين المتزايد وشددوا على أن دولة الاحتلال كقوة محتلة ملزمة بموجب القانون الدولي بحماية الفلسطينيين وممتلكاتهم من هجمات المستوطنين .
وهنا لا بد من الاشادة بأهمية مشاركة عدد من القناصل والسفراء الأوروبيين لدى دولة فلسطين في حملة التطوع التي نظمت من قبل القنصلية البريطانية بالتعاون مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وعدد من ممثلي الهيئات والفعاليات الشعبية والرسمية والأهلية الفلسطينية وبات المهم ضرورة اطلاق سلسلة فعاليات تضامنية متواصلة مع المزارعين الفلسطينيين لتشمل كل محافظات الوطن .
وتأتي هجمات المستوطنين والتي تعد ممارسات غير مقبولة ومنتافية للقانون الدولي ويجب أن يتم تقدم مرتكبيها إلى العدالة، وعلى دول الاتحاد الأوروبي مواصلة دعمها للمزارعين الفلسطينيين لا سيما في المنطقة (ج)، وهذا يتماشى مع الاهداف السياسية للاتحاد من خلال دعمه لحل الدولتين والحفاظ على الوجود الفلسطيني في المنطقة (ج) والتي هي جزءا اساسيا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وان أشجار الزيتون في فلسطين ليست مجرد مصدر دخل فهي جزء من الهوية الثقافية والوطنية الفلسطينية حيث تقع معظم أشجار الزيتون في هذه المناطق من الضفة الغربية وهناك يواجه المزارعون الفلسطينيون هجمات متكررة من قبل المستوطنين .
هجمات المستوطنين تواصلت في مختلف مناطق الضفة الغربية وخاصة في محافظة نابلس على وجه الخصوص والتي اسفرت عن سقوط الشهداء والذي يزداد عددهم بشكل سنوي منذ عام 2016 وإن ما يقارب من نصف الأراضي الزراعية الفلسطينية في الضفة الغربية مزروعة بعشر ملايين شجرة زيتون حيث تعتمد غالبية الأسر الفلسطينية في الضفة الغربية على زيت الزيتون كمصدر دخل اساسي لهم .
سياسة المستوطنين قائمة اساسا على ممارسة العنف والقمع المستمر والمتزايد وخاصة مع اطلاق موسم حصاد ثمار الزيتون وهذا يدفع الجميع للإحباط وما يدعو الي ضرورة المشاركة والمساهمة في دعم المزارعين وتعزيز صمودهم على ارضهم والتضامن معهم ويجب محاسبة المستوطنين المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم ضد الفلسطينيين وعلى سلطات الاحتلال الاسرائيلي إجراء تحقيق شامل في هذه الحوادث وعدم تغيب القضاء او تجاهله لتلك الاعتداءات والتي تتم تحت رعاية وبحماية جيش الاحتلال حيث ينبغي على دولة الاحتلال احترامها للقانون وأن تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية الفلسطينيين من عنف المستوطنين ووضع حد لممارساتهم الاجرامية المخالفة لكل القوانين الدولية .