مصارحة عنوانها: لئن بسطت إلينا يد عداوةٍ وكراهيةٍ، فإنَّنا نبسط إليك يد محبَّةٍ وأُخوَّةٍ.
تاريخ النشر: 23/10/21 | 22:11– بقلم فضيلة الشيخ حماد أبو دعابس رئيس الحركة الإسلامية.
كنت من فضل الله تعالى في طاعةٍ لربِّي أرجو مثوبتها، ثمَّ جلست أتفكَّر وأجول في جوانب نفسي وقلبي، أبحث عن حقيقة ما فيهما من خلجاتٍ وخبيئات، حتَّى اطمأننت إلى ما يلي:
1 . بحمد الله تعالى ما وجدتُ في نفسي وقلبي حقدًا ولا حسدًا ولا بغضاء لمسلمٍ على وجه الأرض.
2. أعترف أنَّ الَّذين يسيئون إليَّ شخصيًّا قليلون، ولكن يسوؤني من يسيئون إلى إخواني، فيبخِّسونهم ويجرِّحونهم ويحرِّضون عليهم. وإنِّي والله لأشهد على قدر علمي وثقتي، بأنَّ إخواني يعملون ليلًا ونهارًا بكلِّ ما أوتوا لخدمة أهلهم وشعبهم ودينهم. البعض يقدِّر جهودهم، والبعض الآخر يشكِّك فيهم، والبعض يحسدونهم أو يحرِّضون عليهم، وجزاء الجميع على الله تعالى.
3. لقد وطَّنت نفسي على أن أدع الخلق للخالق، فمن كان محقًّا فيما ينسب إلينا فأجره على الله، ومن كان ظالمًا ومفتريًا وحاسدًا، فالأَولى أن نشفق عليه لما يحمِّل نفسه من أوزار، وأن ندعو له بالهداية، فعسى الله أن يهدينا وإيَّاه إلى سواء السَّبيل.
4. انتشرت في مواقع التَّواصل هذه الأيَّام أخبار وصور احتفالات وفعاليَّاتٍ في ذكرى المولد النَّبويِّ الشَّريف. فهذا البلد يستقبل الشَّيخ فلان لمحاضرة، وهناك مهرجان، وهنالك أُمسيةٌ دينيَّةٌ، وتلك تهنئةٌ أو مقالةٌ أو خطبةٌ وغيرها. وقد وجدت نفسي، من فضل ربِّي مرتاحًا طيِّب النَّفس لكلِّ من عمل أو اجتهد ليقدِّم شيئًا جميلًا وطيِّبًا، لتحبيب المسلمين في نبيِّهم وحبيبهم من جميع أطياف شعبنا وأُمَّتنا، فنجاح الآخرين يسعدني، وانتشار الخير يفرحني، سواءً جاء على أيدي إخواني هؤلاء أم أولئك.
5. آليت على نفسي أنَّ أظلَّ داعيًا للمحبَّة والأُلفة بين جميع النَّاس. وعليه فإنَّني أقول لمن يؤذي إخوانه بالتَّحريض أو بالتَّعريض: لئن بسطت إلينا يد عداوةٍ وكراهيةٍ، فإنَّنا نبسط إليك يد محبَّةٍ وأُخوَّةٍ. تعالوا أيُّها النَّاس جميعًا ننثر المحبَّة في كلِّ مكانٍ. تعالوا بنا نكون قدوةً لمن حولنا في بثِّ روح الأخوَّة والمحبَّة والاحترام المتبادل …… لعلَّ الله تعالى ينظر في قلوبنا فيعلم فيها صدقًا وإخلاصًا، فينزل علينا من رحماته، ويغمرنا ببركاته، إنَّه نعم المولى ونعم النَّصير. وإنِّي أُشهدُ الله تعالى أنَّني أحبُّ في الله كلَّ من أحبَّ الله ورسوله، وأُحسن الظَّنَّ في جميع النَّاس، إلَّا أن يظهر منهم حقد بواح، فأكِلُهم إلى نيَّاتهم والله حسيبنا وحسيبهم.