قراءة في مصارحة رئيس الإسلامية الجنوبية… الشيخ أبو دعابس ما له وما عليه-أحمد حازم
تاريخ النشر: 24/10/21 | 9:30في التاسع عشر من شهر مارس/آذار هذا العام كتبت مقالاً في هذا الموقع تحت عنوان “كلام كثير لشيخ جليل…تحليل لمقال الشيخ حماد أبو دعابس” أبديت فيه إعجابي بالمفردات اللغوية الواردة في المقال. أنا شخصياً كثيراً ما أتحدث باحترام عن هذا الشيخ الذي شاء القدر أن يكون رئيسا لشق حركة إسلامية ًتحمل اسم “الجنوبية”. ولم أغير موقفي من الشيخ.
واليوم أعود مجدداً، لكتابة تحليل عن مقال جديد كتبه الشيخ أبو دعابس في الثالث والعشرين من الشهر الحالي في (موقع العرب) مقالاً تحت عنوان: “مصارحة: لئن بسطت إلينا يد عداوةٍ وكراهيةٍ، فإنَّنا نبسط إليك يد محبَّةٍ وأُخوَّةٍ”, عنوان المقال يذكرني بنص ورد في الإنجيل اشتهر كثيرا بين مختلف طوائف العالم يقول: (من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر) كعلامة على التسامح والسلام.
الشيخ حماد أبو دعابس، بدأه بالحديث عن طاعته لربه وكيف جلس يفكر ويجول في جوانب نفسه وقلبه، يبحث عن حقيقة ما فيهما من خلجاتٍ وخبيئات، حسب قوله. وأنا أرى في هذا الوصف صياغة إنشائية جميلة من الشيخ المسالم. ولكن ماذا كانت نتيجة بحث الشيخ يا ترى؟ يقول الشيخ أبو دعابس انه “لم يجد في قلبه ونفسه حقداً ولا حسداً ولا بغضاء لمسلمٍ على وجه الأرض”. نحن نحترم هذا الرأي لأننا نحكم على المقروء وليس على النوايا والخبايا لأن الله وحده يعلم بها.
الشيخ أبو دعابس يعترف في مقاله(حسب قوله) بأن الَّذين يسيئون إليّه شخصيَّاً هم قلة ، وبذلك غاب عن ذهنه أن يقول “والله أعلم”. ما لفت نظري قوله حرفياً:” لكن يسوؤني من يسيئون إلى إخواني، فيبخِّسونهم ويجرِّحونهم ويحرِّضون عليهم. وإنِّي والله لأشهد على قدر علمي وثقتي، بأنَّ إخواني يعملون ليلاً ونهاراً بكلِّ ما أوتوا، لخدمة أهلهم وشعبهم ودينهم. فالبعض يقدِّر جهودهم، والبعض الآخر يشكِّك فيهم، والبعض يحسدونهم أو يحرِّضون عليهم، وجزاء الجميع على الله تعالى”
تعالوا لنفسر ما قاله رئيس “الحركة الإسلامية الجنوبية”: واضح تماماً أن الشيخ (الصريح) يغمز من خلال حديثه إلى القائمة العربية الموحدة التي يرأسها زميله في الحركة منصور عباس، الإمام سابقاً، وعضو الكنيست حالياً وأحد مؤسسي الإئتلاف الحاكم الذي ساعد في تشكيل حكومة برئاسة اليميني العنصري نفتالي بينيت.
يدعي الشيخ أبو دعابس بأن البعض يسيء لإخوانه فيبخِّسونهم ويجرِّحونهم ويحرِّضون عليهم، ولكنه لم يقل لنا كيف ولماذا وما هي خلفية ذلك؟ من الواضح أن الشيخ ينظر إلى الذين ينتقدون إخوانه أي “فرقة عباس في الكنيست” من منظار التجريح والإساءة وليس من باب حرية الرأي والنقد البناء. وبنظر الشيخ أبو دعابس فإن كل منتقد (لإخوانه) هو تحريض عليهم. أليس هذا قصر نظر سياسي؟
والأنكى من ذلك بل الذي يثير الدهشة، أن الشيخ “يشهد الله على قدر علمه وثقته” أن أخوانه يعملون ليل نهار من أجل المواطن العربي ومن أحل دينهم. أنا لا أشك في الجزئية الأولى أنهم يعملون على مدار الساعة ولكن ليس للمواطن العربي، بل للإتلاف الحاكم وللحكومة لكي يبقيان في الحكم الذي يشارك فيه “إخوان” الشيخ. أنا لا أعرف أبدا عن أي خدمة يتحدث الشيخ، ويا ريت لو يعطينا أمثلة ملموسة تم تنفيذها لغاية الآن فعلاً وليس ثرثرة فقط. وإذا غاب عن ذهن الشيخ حقائق مهمة (أو هو غيبها قصداً) فنحن نذكره بها: هل الموافقة على قانون منع لم الشمل هو لخدمة المواطن العربي؟ وهل معارضة قانون نموذج 5 للكهرباء هو خدمة للمواطن العربي؟ وهل تأييد “المثليين” والموافقة على تشريع الكنابس هما خدمة للدين والمواطن؟ فعن أي خدمات تتحدث أيها الشيخ؟
نحن معك يا شيخ في أن تدع الخلق للخالق. و (الأوزار) التي تتحدث عنها في مقالك لا تنطبق على انتقاد الآخرين لإخوانك، بل على إخوانك بالتحديد في الموحدة، لأنهم ارتكبوا جريمة سياسية في دعم عنصري منطرف كاره للعرب والإسلام لتشكيل حكومة. فإخوانك يا شيخ هم الذين يتحملور وزر هذا العمل، الذي لا يدعو للشفقة بل للإحتقار لأنه ضد إرادة الشعب. وأنا معك في قولك” جزاء الجميع عند الله”. ومن المؤكد سيكون الجزاء كبيراً والعلم عند الله.
وفي النهاية لفت نظري أن “الشيخ حماد أبو دعابس يوقع بصفته ريس الحركة الإسلامية، ونسي أن يذكر “الجنوبية”. ولذلك أردت تذكير الشيخ حماد “وذكر إن نفعت الذكرى” وجل من لا يسهى.