هل يتم دعوة قرداحي إلى القنصلية السعودية في اسطنبول؟- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 01/11/21 | 12:03المقال الذي نشرته يوم أمس الأحد في موقع “بقجة”، تحت عنوان “جورج قرداحي المتقلب من الحضن السعودي إلى الحضن “الإيراني” أحدث ردود فعل عديدة تنوعت بين المؤيد والمعارض. وهذه حالة طبيعية. فالمقال لا يمكن أن يرضي كل القراء ولا يمكن أيضاً أن يحظى بمعارضة جماعية لمضمونه، بمعنى هناك من يوافقني الرأي وهناك من يختلف معي. فالفئة الأولى أحترمها وأشكرها، أما الفئة الثانية فأتقبل رأي النقد البناء والعقلاني فقط من أصحابها وليس “تخبيص” البعض باستعمال مفردات هجومية مثل لغة (اولاد الشوارع) لا تنم سوى عن تفكير سطحي. ولذلك تبين لي أن البعض يحملون رؤوساً فيها عقول نيرة وبعض آخر يحملون رؤوساً على أكتافهم يستخدمونها في أغلب الأحيان لتمشيط الشعر ليس غير.
بعث لي أحدهم برسالة صوتية على الواتس أب يقول فيها:”عيب عليك، صرماية قرداحي بتسوى الأنظمة العربية” وفي نفس الرسالة يقول:” مالو حزب الله يعيش السيد”. وغير ذلك من الكلام الذي أستعين لوصفه بمقولة شعبية فلسطينية كثيرا ما نسمعها: “مثل اللط على النياع”.ولذلك أرجو وأطلب من الذين لا يستوعبون المقروء أن يظلوا بعيدين عن مقالاتي كي لا تسبب لهم عسر تفكير رغم سهولة تحليلاتي اليومية.
أنا لم أهاجم قرداحي بل أعطيته الحق في إبداء رأيه، لكني من جهة ثانية تحدثت عن تطوره الإعلامي وانتقاله إلى بيئة الإعلام السعودي، وهذه حقيقة واضحة مثل عين الشمس. وأما انتقاله إلى نهج حزب الله فهو ليس بجديد وقد تبين أن هناك نقطة تلاقي بينه وبين حزب الله فيما يتعلق يسوريا. وهذا أمر ليس سرياً. ولا أستغرب أبدا أذا شاهدنا يوما ما قرداحي على شاشة “المنار” إذا غادر الحكومة قهراً أو طوعاً. فالخيارات أمام قرداحي ليست كثيرة ولا تنبيء بالخير. وبما أن السياسة ليس لها مبدأ عند هؤلاء الناس، فلا أحد يعرف كيف ستنجلي الأمور فيما بعد.
بقي علي القول لهؤلاء الذين يدافعون عن قرداحي، انهم لا يعرفون شيئاً عن انتمائه الحزبي. فهو حالياً محسوب على “تيار المردة” الذي يفوده سليمان فرنجية المرشح لرئاسة الجمهورية والخصم السياسي اللدود لسمير جعجع. وفرنجية من الموالين حتى النخاع لبشار الأسد. لذلك لا غرابة في أن يشكل (حزب الله وفرنجية وقرداحي) ثلاثي متوازي الأضلاع سياسيا فيما يتعلق بسوريا. الصديق العزيز رجا طلب أحد أكبر المحللين السياسيين في الأردن كتب في مقال له أمس الأحد في صحيفة (الرأي) الأردنية اليومي: “سيكون الأثر الأكبر لزوبعة قرداحي ليس في الخارج بل في الداخل اللبناني حيث ستعمل وبكل أسف هذه الزوبعة على تعميق الأزمة المركبة والمتعددة الأوجه التي يعيشها البلد منذ أكثر من 15 عاما وربما تكون تغريدات الفنانة أليسا التي هاجمت قرداحي هي البداية”.
ولكن ماذا قالت أليسا في تغريدتها؟ أليسا خاطبت قرداحي عبر حسابها على تويتر قائلة: “برقبتك بلدا بكامله بسبب تصريحات لا تمثل سياسة لبنان ولا خطه ولا انتماءه”، بحسب تعبيرها. وقالت إن على قرداحي إن كان يحب الرئيس السوري بشار الأسد والحوثيين، أن يذهب إليهم ويغادر لبنان. واختتمت تغريدتها بالقول: “أنتم بلا كرامة وبلا ضمير، ويجب أن تستقيلوا اليوم”.
من جهة ثانية، أعرف أن جورج قرداحي حريص دائماً على التفكير بكل دعوة يتلقاها، حسب أقوال أصدقاء له، خصوصاً في السنوات الأخيرة لكي لا يصيبه ما أصاب غيره. فهو مثلاً لا يلبي أي دعوة لسفير أو لقنصل إلا بعد دراسة الحدث. يعني لو أنه تلقى دعوة على سبيل المثال للحضور إلى القنصلية السعودية في اسطنبول أو أي عاصمة أخرى فأنا أتوقع عدم تلبية الدعوة لأن المنشار وأدوات أخرى من تلك الأدوات الحادة التي يستعملها “اللحام” ستكون بانتظاره .
صحيح أن “المسامح كريم” يا جورج لكن هذا التسامح على شاشات التلفزة فقط بالنسبة للسعودية، وفي الواقع لا تسامح بوجود “المنشار” وجمال خاشقجي هو مثال على ذلك.