صدق الثورة الجزائرية – معمر حبار
تاريخ النشر: 02/11/21 | 8:02لايضيف صاحب الأسطر جديدا إذا قال: الثورة الجزائرية عظيمة. ومن مظاهر صدق عظمة الثورة الجزائرية:
صدق سيّدنا الأمير عبد القادر رحمة الله ورضوان الله عليه، حين صدق في جهاده ضدّ المحتلّ، وظلّ صادقا طيلة 17 سنة من الجهاد دون تغيير ولا تبديل. وظلّ صادقا حين قطع العهد أن لايحارب المحتلّ حين حوصر من طرف قوات لاقبل له بها من بعض الخونة الحركى من الجزائريين، والجيران، والعدو. وظلّ على صدقه، ووفيا لعهده، ولم يخلف الوعد إلى أن لقي ربّه.
صدق أسيادنا الشهداء رحمة الله ورضوان الله عليهم جميعا، حين أعلنوا الجهاد والدفاع عن الأرض والعرض منذ الدقيقة الأولى لتفجير الثورة الجزائرية، ولم يغيّروا ولم يبدّلوا، فصدقهم الله تعالى فنالوا شرف الشهادة في سبيله.
صدق الطالب الجزائري حين ترك مقاعد الدراسة ليلتحق بالثّورة الجزائرية، والجزائر يومها تحت وطأة أمية رهيبة وأحوج لحرف الطالب وسطره من بندقيته.
صدق اللاّعب الجزائري حين ترك الشهرة، والمال، والأعمال، والعيش السّعيد حين كان يلعب في صفوف فريق كرة القدم الفرنسي، لينضم إلى الثورة الجزائرية. وظلّوا على صدقهم غير مبدّلين ولا مغيّرين إلى أن لقوا ربّهم راضيا عنهم.
صدقت المرأة الجزائرية حين حرمت نفسها النوم، والرّاحة لأجل إطعام المجاهدين، وهي بأمسّ الحاجة للقمة التي اقتطعتها من أبنائها الجوعى خدمة للثورة الجزائرية. وكانت، وظلّت صادقة وهي تحافظ على عرض زوجها المجاهد الذي تسّلق الجبال، وامتطى الموت، وركب الصّعاب رغم الإغراءات التي تعرّضت لها، وكذا التعذيب الذي أضاقه إيّاها المجرم الفرنسي المحتلّ. وكانت بحقّ العظيمة التي أنجبت العظماء، والعظيمة التي حافظت على شرف العظماء.
صدق قادة الثّورة الجزائرية حين رفضوا تقسيم الجزائر، وظلّوا متمسّكين بوحدتها رغم الضغوط والتّهديدات، إلى أن تمّ اقتلاع الجزائر بصدقهم كاملة غير ناقصة من خبث ومكر ووحشية الاستدمار الفرنسي.
من صدق الثورة الجزائرية أن صدقها بعض الفرنسيين الذي وقفوا لجنبها، ودافعوا عن أبريائها، وتعرّضوا للسجن والتّعذيب في سبيلها، وتركوا العيش الرغيد لأجلها، وظلّوا على صدقهم غير مبدّلين ولا مغيّرين، وإلى أن لقوا ربّهم.
صدق إخواننا العرب، والجيران، والمسلمين حين وقفوا مع الثّورة الجزائرية، وما زالوا على صدقهم وعهدهم.
قد يقول قائل: وماذا عن الخونة الحركى؟ أجيب: من صدق الثورة الجزائرية وعظمتها أنّها تذكر الخونة الحركى، ولا يمسّ ذلك من عظمتها في شيئ.
ومن صدق الثورة الجزائرية أنّها تذكر خسائرها البشرية والمادية، ودون إخفاء ولا كذب ولا تزوير.
ومن صدقها أنّها تذكر التفوّق المادي، والعتاد، والعلمي، والصناعي، والعددي للاستدمار الفرنسي.
ومن صدقها أّنّها تذكر بعض الأخطاء التي وقع فيها بعض قادتها من بعض قادتها، رحمة الله عليهم جميعا.
ومن صدقها أنّها لاتدّعي المعجزات، ولا الخرافات، ولا المستحيل، ولا خوارق العادات لشهدائها وقادتها ومجاهديها.
نجاح الثورة الجزائرية في جملة من العناصر، منها: الصدق في المنطلق، والتنفيذ، والدوام، والثبات، والاعتراف.
الشلف – الجزائر
معمر حبار