من يكذب على من أم الإثنان يكذبان؟ تجدد تبادل الاتهامات بين المشتركة والموحدة-بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 03/11/21 | 13:22ثلاثة تصريحات مختلفة المضمون صدرت أمس الثلاثاء عن ثلاث جهات. بيان لحزب الليكود يكذّب فيه منصور عباس، وبيان من أسامة السعدي يضحض فيه أقوال منصور عباس، وتصريحات من النائب وليد طه يهاجم فيها أيمن عودة.
وحسب بيان حزب الليكود، فإن منصور عباس يكذب. طيب ليش بكذب؟ لأن الليكود (حسب البيان) لم يعرض أبداً على منصور عباس اتفاق ائتلاف. في عام 2019. وما قصة “الحب” التي حصلت بين عباس والليكود والتي شغلت الإعلام؟ يقول الليكود في البيان:” أراد منصور عباس الانضمام إلى الائتلاف ورفض الليكود فذهبنا إلى صناديق الاقتراع” وماذا حصل بعد ذلك ؟ يضيف البيان” في عام 2021 عرض الليكود على منصور عباس دعم قانون الانتخابات المباشر، وبالمقابل طلب عباس تغيير قانون كامينيتس، ولم نوافق فذهب مع بينيت ولبيد”.
إذاً هذا كل شي حصل بين الليكود وعباس؟ أمر لا يصدق لسببين: أولهما، أن الليكود لم يتحدث عن ذلك في حينه وثانيهما أن إقدام الليكود على “بق الحصة” هذا الوقت من المؤكد أن وراءه خفايا سياسية. إذاً الليكود يكذب. الأمر المستغرب أن منصور عباس لغاية كتابة هذه السطور لم يرد على بيان الليكود بمعنى أنه لم ينف ما جاء في البيان ولم يفند أقوال الليكود، حتى أن القائمة العربية الموحدة التزمت الصمت. بمعنى أن سكوت عباس (قد) يكون دليلاً على كذبه. فمن يكذب على من الليكود أو عباس؟ أم الجهتان معاً يكذبان؟
بيان آخر وصل “موقع العرب” يرد فيه النائب اسامة السعدي على منصور عباس. فما الذي قاله عباس حتى دفع النائب السعدي إلى الرد عليه بمعنى أنه “ضرب الحديد وهو حامي”. منصور عباس وحسب البيان قال”ان نوّاب المشتركة سيصوتون ضد الميزانية العامة لاسقاط الحكومة كونهم مشتاقون لنتنياهو”. كلام خطير يا شيخ منصور. لكن أسامة السعدي لم يسكت ودافع عن المشتركة مرقد الجبهة والتغيير والتجمع، بقوله:” “نحن لم نذهب للتفاوض مع نتنياهو في بيته في شارع بلفور ولم نذهب للتودد لسموطريتش أو الراڤ دروكمان في بيته”. هاي قوية يا أسامة ورد الصاع يجب أن يكون صاعين.
السعدي أفهم منصور عباس أن المشتركة ضد نتنياهو. وأفهمه أيضاً أن المشتركة هي التي أوصت على يائير لابيد أمام رئيس الدولة من أجل اسقاط نتنياهو، السعدي أراد من كلامه البرهان على أن عباس كاذب في ادعائه بأن المشتركة مشتاقة لنتنياهو. حتى أن السعدي قال أكثر من ذلك عندما أعاد ذاكرة منصور عباس إلى أنه “لولا معارضة سموطريتش مشاركة الموحدة لكانت القائمة العربية الموحدة الآن في حكومة مع نتنياهو”.
مشهد تبادل الاتهامات اتسع بصورة أكثر ووصل إلى حد يشبه التهديدات ، وهذا ما برز في تصريحات صحفية للنائب وليد طه عضو القائمة العربية الموحدة التي يديرها الانفتاحي على اليمين الإسرائيلي منصور عباس عضو الائتلاف الحاكم. وليد طه يدعي بأن من مصلحة المجتمع العربي أن يتم تمرير ميزانية الدولة لهذا العام، والتصويت ضد الميزانية هذه السنة هو تصويت ضد سلطاتنا المحلية. وتساءل وليد طه في تصريحاته عما إذا يأتي اليوم الذي يستطيع فيه نواب المشتركة أن يفيدوا مجتمعنا العربي. أقوال وليد طه تستهدف أمرين: أولهما،إظهار المشتركة على أنها ضد مصلحة المجتمع العربي، وثانيهما تأكيده على أن المشتركة لم تخدم أبداً المجتمع العربي. وما دام وليد طه في حملة الهجوم على خصومه أعضاء الكنيست العرب فقد رأى أن المناسبة مؤاتية لرمي سهامه تجاه أيمن عودة، ولكن هذه المرة بصيغة أقرب الى اتهديد منها إلى الانتقاد. فقد قال طه في تصريحاته ” انا لم اعتد ان ارد على سخافات، وهذا الانسان (يقصد أيمن عودة) يلجأ دائما إلى الشعبوية، ويلجأ إلى الاسفاف والاتهام والتحريض، انا انصحه بأن يلزم حده في موضوع زيادة التوتر في مجتمعنا العربي”.
ولكن ماذا قال أيمن عودة حتى انفجر وليد طه من تصريحاته؟ ايمن عودة قال في مقال له : ” الأمر الجديد بتصرّف الموحدة أنه لأول مرة، منذ انتهاء العهد البائد لـ”العرب الجيدين” هناك من يقايض جزءًا صغيرًا من حقّنا بالتصويت على ميزانية تضرب شعبنا والفقراء بالصميم”
على كل حال، يبدو أن حالة تبادل الاتهامات بين ممثلي المصوتين العرب في الكنيست قد عادت مجددا، وكل يغرف من جرن الألقاظ المسيئة، ويرمي بها الآخر.