حكومات إسرائيل نتاج مشروع صهيوني…وعار على الموحدة دعم بينيت- أحمد حازم
تاريخ النشر: 07/11/21 | 11:17التقيت القيادي الكبير في حركة “حماس”، الدكتور موسى أبو مرزوق في العاصمة الأردنية عمان لأول مرة في العام 1993 وكان وقتها أول رئيس للمكتب السياسي لحركة حماس. وقد عرفته صريحاً ويتمتع بصبر وذكاء في التعامل مع الإعلام. واكتشفت بشخصيته أنه لا يساوم ولا يهادن ولا يغض الطرف عن المخطيْ. ولذلك سارع إلى توجيه انتقادات عديدة للحركة الإسلامية الجنوبية وبالتحديد إلى رئيسها منصور عباس بعد انفصاله عن “القائمة المشتركة” واتباعه نهجاً آخر.
د. موسى أبو مرزوق وجه مجدداً انتقاداً للقائمة العربية الموحدة، بسبب تصويت أعضائها مع الائتلاف الحاكم على ميزانية الدولة. فقد ذكر أبو مرزوق في تغريدة له على صفحته بموقع تويتر: “أن الأصل هو أن ترفض المكونات العربية في الكنيست الموازنة الإسرائيلية، التي ستسهل مصادرة أراضينا والاستمرار في بناء المستوطنات وحصار غزة، والاحتلال يُواجه بالنضال والمواجهة، لا بالاندماج والمعايشة”.
ليس هذا فحسب، بل ذهب أبو مرزوق إلى أبعد من ذلك في انتقاده لعباس، حيث قال: “أن رئيس القائمة العربية الموحدة عباس منصور، لا يمثل إلا نفسه فقط، وأن الائتلاف الجديد سيكون أكثر تطرفا من التحالف اليميني السابق، ، بعد أن أعطاه عباس غطاء لطبخة نتنة تسمم انتصار أهلنا في الداخل للقدس والأقصى”.
ووجه أبو مرزوق انتقاداً شديد اللهجة إلى التحالف الحكومي اليميني الجديد حيث قال في تدوينة له على صفحته على موقع تويتر: إن “صمود شعبنا أمام العدوان الأخير، كان القشة التي قضت على بنيامين نتنياهو ومستقبله السياسي، فالسجن في انتظاره”.
حتى أن الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم، علق على تشكيل الائتلاف الحكومي من الأحزاب السبعة ومن بينها الحركة الإسلامية الجنوبية، بالقول: “نحن لا نراهن على أي متغيرات داخل الكيان الإسرائيلي، فجميعهم نتاج مشروع صهيوني احتلالي يهدف إلى تثبيت أركان الكيان الصهيوني على حساب الحق الفلسطيني وأن أن هوية أي حكومة إسرائيلية لن تغير من طبيعة الصراع مع هذا المحتل، واعتباره كياناً احتلالياً يجب مقاومته، ولن تؤثر في المسار النضالي والكفاحي لشعبنا”.
الوجه الحقيقي لعباس لرئيس “الحركة الإسلامية الجنوبية” منصور عباس، ظهر في خطابه الذي ألقاه في مدينة الناصرة مساء يوم الأول من أبريل /نيسان الماضي (أي يوم كذبة نيسان)، بعد فوز “الموحدة” بأربعة مقاعد في الكنيست. عباس لم يتحدث بالعربية بل باللغة العبرية محاطاً بعلمين إسرائيليين على شماله وعلى يمينه. وخطابه بالعبرية لمجتمعه العربي رأى فيه البعض تخلي عن الهوية الفلسطينية. فكيف يمكن لرئيس قائمة عربية إسلامية أن يتحدث بالعبرية لشعبه؟ علماً بأنه لم يتطرق في خطابه إلى القضايا السياسية الحارقة للمجتمع العربي.
وفي لقاء له مع القناة الإسرائيلية 12 في شهر شباط /فبراير الماضي أثار منصور عباس جدلاً واسعاً بعد تطاوله على الأسرى الفلسطينيين فى السجون الاسرائيلية حيث وصفهم بـ”المخرّبين”، وفي حديث آخر مع القناة 20 التابعة للمستوطنين قال: “في إسرائيل توجد حكومة يمين، ومن يريد تحصيل حقوق للمواطنين العرب، يجب أن يتوجّه إلى الحكومة”.
ولم يكتف عباس بهذه التصريحات المعيبة، بل وجه انتقاداً للأحزاب العربية الأخرى في الكنيست، إذ قال: “الطريق التي سلكوها ويسلكونها لم تأتِ بشيء بالسياسة، ولن تأتي بشيء لا بالانتخابات ولا في المستقبل القريب”.
صحيح أن عباس محسوب انتمائياً على الإخوان المسلمين كما يراه محللون سياسيون عرب، وأن حركة حماس لها نفس الانتماء أيضاً، لكن هذا لا يعني أن “حماس” إحدى أكبر الحركات الإسلامية في الوطن العربي توافق على سلوكيات عباس السياسية، بل الحقيقة عكس ذلك. ومن هذا المنطلق وجهت حماس انتقاداتها لعباس. وهناك العديد من المحللين السياسيين في الدول العربية الذين “عرّوا” منصور عباس في تحليلاتهم، لدرجة أن المحلل السياسي الأردني المعروف أسعد العزوني الباحث والخبير في الشأن الفلسطيني، وصف عباس في مقال له تحت عنوان (فلسطينيون في الكنيست الإسرائيلي) بـ”الفلسطيني المتصهين”.