الاستيلاء على ملاجئ عامة.. من المسؤول البلدية أم الدولة؟-بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 09/11/21 | 10:40في الدول التي تحترم وتهتم بشعوبها، تقوم أو تأمر ببناء ملاجيء للمواطنين لاستخدامها للوقاية من حروب قد تحصل. والملجأ هو مأوى محصن يستخدم لإيواء المدنيين أو وتوفير الحماية لهم من من قنابل الطائرات أو قذائف المدفعية أو الهجمات الكيميائية.
والملاجئ الخارجية حسب المعلومات المتوفرة هي: ملاجئ تحت مستوى سطح الأرض، أو ضمن طوابق التسوية وتكون في المباني الرئيسية الخطيرة.ملاجئ فوق مستوى الأرض، أو ضمن المبنى في الطابق الأول وهذه تكون في المناطق الصخرية القاسية ويكون إنشاء الملجئ فيها مكلفا.ملاجئ نصف سطحية ويتم إنشاؤها في المناطق المنحدرة حيث تكون أجزاء من الملجأ مكشوفة والخندق المتعرج ويستعمل في الأماكن المفتوحة وأوقات الهروب.
في المناطق العربية في اسرائيل تعتبر فيها الملاجيء شبه معدومة لعدم وجود اهتمام من قبل الدولة. ومدينة الناصرة أكبر تجمع عربي تعاني من قلة الملاجيء. حتى أن بعض الملاجيء فيها قد تم الاستيلاء عليها من قبل المواطنين واستخدموها لمصالحهم.
صديق متقاعد تولى مناصب اعتبارية في دولة قانون القومية، التي أعلن الإسلامي منصور عباس تأييده ودعمه لائتلافها الحكومي يرئاسة اليميني القومي نفتالي بينيت، طلب مني مرافقته في جولة قي أحد أحياء الناصرة ليطلعني على ملاجيء تم الاستيلاء عليها من قبل سكان الحي. ولم أصدق ما رأيت.
أحدهم حول الملجأ إلى مكتب لشركته “عينك عينك” وبدون حياء. وآخر استغل سطح الملجأ وبنى مطبخاً عليه، ومواطن آخر أقام سياجاً على الملجأ ووضع بوابة لا يستطيع أحد الدخول إليه لأنه يستخدم الملجأ كمستودع له. هذا حصل في الناصرة وبدون حسيب أو رقيب. ومن أجل المصداقية علينا القول أن الستيلاء على الملاجيء ،وكما قيل لي، لم يحصل في فترة رئاسة علي سلام (أبو ماهر) للبلدية بل في العهد السابق أيام ما كانت “الجبهة ع ظهور خيلها”.
من يتحمل مسؤولية هذا التعدي على الأملاك العامة رسمياً؟ الصديق الذي رافقني يقول أن البلدية هي المسؤولة عما يجري داخل منطقة سيطرتها، ومن حقها مساءلة من فعل ذلك، وإجباره على التراجع عن اعتدائه على الأملاك العمة. والسؤال المطروح: لماذا سكتت بلدية الجبهة في حينه على هذا التصرف؟ فإما أنها تعلم وغضت الطرف (والله أعلم) إن كان في ذلك مصلحة انتخابية، أو أنها لا تعلم فالمصيبة أكبر. وإذا كنا متفقين على أن بلدية “الجبهة” هي المسؤولة عن هذا التصرف الاعتدائي، فالمفروض بإدارة البلدية الجديدة أن تتدخل وتجري تحقيقاً في الموضوع، طبعاً إذا كانت هي الأخرى تعلم في هذا الأمر.
هناك أيضاً اعتداءات أخرى على الأملاك العامة منذ عهد الجبهة لا تزال سارية المفعول، نشاهدها على الأرصفة في الشارع الرئيسي في وسط البلد، وهي أرصفة مخصصة للمشاة من ناحية منطقية وعملية. لكن المشاة ليس من السهل عليهم السير هناك بسبب وجود طاولات وكراسي تعيق حركة مرور المشاة. فلماذا السكوت حالياً عن الاعتداءات على أرصفة المشاة؟
الملاجيء يا ناس يا مسؤولين مهمة جداً، رغم أن منظومة الملاجيء في اسرائيل بشكل عام، وحسب المعلومات المتوفرة، تسدّ حاجة ثلثَـيْ السكان، ولكنها في كثير من الأحيان، تكون على هيئة مخابِـئ من الإسمنت المسلّـح، ذات أبواب فقط. في ظل هذا النقص وخصوصاً في المناطق العربية، ماذا سيحصل لو وقعت حرب مفاجئة؟ ماذا سيفعل المواطنون وبالتحديد العرب منهم؟
تصوروا، أن عدد سكان إسرائيل يوازي تقريبا عدد سكان سويسرا. لكن الفارق كبير جداً مثل الفرق بين السماء والأرض فيما يتعلق بالملاجيء للمواطنين. في سويسرا، وحسب موقع (swissinfo) يبلغ مجموع المخابئ الملحقة بالمساكن والمدارس والمستشفيات، 360 ألف ملجأ، بالإضافة إلى 5100 ملجأ عام، و2300 مخبأ للحماية تقع تحت الأرض، ليصل بذلك العدد الإجمالي الذي يمكن لهذه الملاجئ استيعابه إلى 8,6 مليون شخصاً، وهذا العدد أكثر من كاف لحماية السكان في حال وقوع كارثة. وتوجد مدن بأكملها كمخبأ تحت الأرض لحماية المدنيين كجزء من سياسة الدفاع المدني.