في عهد الشريك منصور عباس.. الإئتلاف الحاكم يكثف الاستيطان-بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 14/11/21 | 10:30الواضح من تصريحات منصور عباس ورفاقه في نهجه الجديد، أنهم يفتخرون ويعتزون بالمبلغ المتواضع الذي أقرته الميزانية (كتابة) وهو مبلغ 30 مليار شيكل للمحتمع العربي، علماً بأن الحديث كان يدور في البداية عن خمسين مليار، لكن (الشياطين) غير المرئية بلعت العشرين مليار ولا نعرف كيف.
أنا شخصياً لا أومن بمصداقية أي حكومة إسرائيلية مهما كان جنسها ونوعها وتركيبتها، لأنها بالتالي حكومة تسير حسب مبادئ الحركة الصهيونية، التي لا يمكن أن تكون منصفة بحق الفلسطينيين في بلد “قانون القومية” والذي يقوم منصور عباس يحماية حكومته من السقوط .
الإسلامي الجنوبي عباس يركز اهتمامه على المال فقط لا غير. ويعتقد بأن ذلك سيجعل منه شخصية اعتبارية قوية في المجتمع العربي. لكنه ينسى أو يتجاهل عمداً قضايا سياسية مهمة جداً للمجتمع العربي مثل القضية الفلسطينية والتوسع الاستيطاني المتواصل في الضفة المحتلة وملاحقة المقدسيين والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين في المسجد الأقصى.
في التاسع من شهر سبتمبر/أيلول هذا العام التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، برؤساء مجالس المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، لأوّل مرة منذ استلامه منصبه، وقد أبلغهم حسب الإذاعة الإسرائيلية العامة، بأنّه لن يتوقّف عن التوسّع الاستيطاني وسيدرس الطلبات التي قدّموها للمزيد من البناء الاستيطاني.
مكتب بينيت أوضح بصورة أكثر حيث قال “ان بينيت بحث قضايا تتعلّق بتطوير المستوطنات في الضفة الغربية، وتعزيز السلطات المحلية في المنطقة وتم الاتفاق على استمرار العمل المشترك لدفع هذه القضايا”. طبعاً كل هذا يحدث في عهد الشريك في الإتلاف الحاكم منصور عباس، الذي كما يبدو لا يسمع ولا يرى ولا يقرأ عن الاستيطان لأنه لم يعط أي إشارة كرد فعل على ما يفعله شريكه بينيت، والسكوت علامة الرضى.
في لقاء له مع صحيقة “نيويورك تايمز”، قال بينيت أن حكومته ستواصل التوسع في المشروع الاستيطاني بالضفة الغربية. ويبدو بوضوح أن حكومة إئتلاف منصور عباس تتجه إلى تنفيذ مخطّطات استيطانية جديدة خلال الفترة المقبلة، تحت ذريعة النمو الطبيعي للمستوطنين في الضفة الغربية، وقد صادقت الحكومة الإسرائيلية على مخطط لبناء 2200 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك البؤر الاستيطانية العشوائية،
وبحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” في الثالث والعشرين من شهر يونيو/حزيران هذا العام فإن ،اللجنة الفرعية للاستيطان في الإدارة المدنية الإسرائيلية صادقت على مشاريع استيطانية في الضفة الغربية، وهي أولى المشاريع التي يتم المصادقة عليها رسميا في عهد الحكومة الإسرائيلية الجديدة، برئاسة نفتالي بينيت. وفي النشاط الاستيطاني المتواصل، صادقت “اللجنة المحلية للتنظيم والبناء” في بلدية الاحتلال بالقدس في منتصف يونيو/حزيران الماضي على مخطط جديد للبناء في “مستوطنة غيلو”، يقضي بإقامة 800 وحدة استيطانية.
موقع “تايمز أوف إسرائيل الرسمي، ذكر في الثامن من الشهر الحالي أن إسرائيل قامت الشهر الماضي ، بالدفع بمخطط لبناء أكثر من 3000 منزل استيطاني جديد في الضفة الغربية، في أول تحرك من هذا القبيل من قبل الحكومة الجديدة. وحسب الموقع،أثارت هذه الخطوة الإدانة الأقسى حتى الآن من قبل إدارة الرئيس الأمريكي بايدن والتي قالت إنها قلقة للغاية بشأن التطور وكررت معارضتها للتوسع الاستيطاني. وأشار الموقع إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اتصل بوزير الدفاع بيني غانتس للتعبير عن اعتراضات مماثلة فيما يتعلق بالموافقات على البناء الاستيطاني، وفقا لمسؤول إسرائيلي.
والسؤال المطروح: لماذا لم نسمع أي انتقاد أو أي رد فعل من صاحب الهج الجديد منصور عباس، على تكثيف الإستيطان من قبل رئيسه بينيت؟ لماذا ـــــ على الأقل خجلاً ــــ لم تصدر “الموحدة” بيان إدانة لمواصلة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية؟ قولوا لنا إذا كنتم تعتبرون جغرافية السلطة الفلسطينية تختلف عن جغرافية فلسطينيي الـ 48 ولا علاقة لكم بها. فهل أنتم “عرب إسرائيل فعلاً وليس قلسطينيي الإحساس والإنتماء؟ قولوا لنا إذا كان همكم الوحيد “الميزانيات” لأنكم في “الموحدة” لا تتحدثون سوى عن “المصاري”. يوجد في اللغة العربية كلمة “عيب” فهل سمعتم بها ؟